عرفان صديق كريم
الحوار المتمدن-العدد: 4786 - 2015 / 4 / 24 - 23:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من محاسن الصدف و انا اعمل ضمن حملة تطوير ناحية الصينية عام 1994 ان اتعرف على وجوه طيبة و اناس كرام و مثقفين من تلك الناحية .
من هؤلاء السيد فارس ملا جياد الذي درس في فرنسا في الثمانينات ، و ضمن احاديثنا كنا نتطرق لامور كثيرة اغلبها سياسية و مقارنات بين ما موجود لدينا و ما نراه في الغرب .
حدثني قائلا : حين كنت ادرس في فرنسا كان الرئيس فاليري جيسكار ديستان في سدة الحكم ، و حصل شيء غريب في نظرنا نحن العرب ، فقد حجزت عائلة الرئيس من احدى القنوات الفرنسية دقيقتان لاذاعة خبر عن عيد ميلاد الرئيس ديستان كي يجعلوه مفاجأة للرئيس في الحفلة العائلية الصغيرة التي كانوا يرومون اقامتها .
لكن الذي حصل هو ان عائلة الرئيس في اليوم المذكور ظلوا يتطلعون للمذيع في التلفزيون و هم ينتظرون بفارغ الصبر اذاعة الخبر مدفوع الثمن دون جدوى و انتهت الاخبار دون اذاعة الخبر ، و انتهت الحفلة العائلية في جو بارد .
و بعد فترة و لغرض عرض بعض المواضيع السياسية على الرئيس الفرنسي استضافت نفس القناة الرئيس ديستان و قبل انتهاء اللقاء سال المذيع الرئيس فيما اذا كان لديه اقتراحات او نقد لبرامج القناة فقام الرئيس ديستان باخراج ورقة صغيرة من جيبه قائلا انه شخصيا ليس لديه اى عتاب او نقد تجاه القناة لكن عائلته بودها معرفة عدم اذاعة الخبر الذي دفعوا ثمن اذاعته و هاهو الوصل الرسمي مختوم من قبلكم .. فتحولت الاستوديو في لحظات الى ورشة عمل و سألوا الرئيس عن تأريخ ذلك اليوم و قاموا باخراج الارشيف و بعد التدقيق قال المسؤول عن الاخبار :
سيادة الرئيس ان الوصل حقيقي وصادر من قبلنا وكنا سنذيع خبر ميلادك لولا ان انقلابا حصل في احدى الدول الافريقية اثناء تقديم الاخبار ووقعنا في حيرة و في النهاية لم نجد في قائمة الاخبار خبرا (اتفه) من خبر الميلاد كي نمسحه و نضع خبر الانقلاب مكانه و تعلمون سيادتكم ان اطلاع المواطن الفرنسي على احدث الاخبار من صميم اعمالنا .. هنا شكر الرئيس ديستان العاملين في القناة على قرارهم و غادر الاستوديو دون اي زعل !
#عرفان_صديق_كريم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟