مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 14:09
المحور:
الادب والفن
صديقي القديم
(27)
أي فراغ تركته القرية في قلبي عندما تركتها.
في بداية آب رحلت غير مباليا بنداء شجرة التوت الوحيدة في داري.
ولكنني كنت أعلم بأنك ستعود يوما لنجدتي. كنت أستمد قوّة صبري في انتظار مجيئك من أمل اللقاء.
عندما سمعت بمجيئك كنت قد قطفت للتو باقة من الزهور البرية الجميلة، وجلست في مكاني مبتسما أنتظر شرف مرورك من أمامي أيها الملاك.
(28)
أريد أن أقطف باقة من الشقائق الراقصة من المزارع القريبة التي تقع خلف بيادر القرية، وأصنع منها طوقا. لا أنوي أن أتأخر عن الفجر دون أن أقدم لك هديتي المتواضعة.
قد تتساقط بعض البتلات، وتتعفر بغبار الطريق إن أشرقت الشمس بعد رحيلك، ولكن يبقى لها شرف لمس أصابعك، وعناق عنقك.
منذ أول يوم أربعاء من نيسان. وكل شقّيقة تتمنى أن أطوقها بأصابعي؛ لتتباهى على صدرك.
(29)
أترك عبادتك الزائفة هذه، وأنزع عنك ملبسك الفاخر، وأذهب، ولكن ليس كلص إلى حيث ترك الصديق بصمته بين من يسكنون تحت الجسور في هذا الحرّ اللافح.
ضع جانبا كل ما يرهقك كشخص غني، وسر بين أولئك الشحاذين على الأرصفة. كن مثلنا ليوم واحد، فلقد يمنحك عابر سبيل كرم تحيته.
تعال وأخرج من قصرك الكبير. قف في الشارع قليلا، ثم مدّ يدك لتستعطي، وأزح العرق المتصبّب على جبينك بالأخرى، وأعرض صداقتك على المارين.
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟