|
التواصل تكنلوجيا جديدة تتطلب استجابات مختلفة
كاظم الحناوي
الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 11:10
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
التواصل تكنلوجيا جديدة تتطلب استجابات مختلفة كاظم الحناوي أهم ميزة استطاع الانسان تطويرها هي تحويل الأرقام الى كلمات وافكار واصوات وصور للتواصل والوصول الى ابعد نقطة في العالم. والكلمات الموجودة في الشبكة العنكبوتيه أن كانت مكتوبة أومنطوقه هي تلك الأرقام المرصوصة والتي تحولت الى معاني وصور ووسيلة تفاهم جديدة وأداة تفكير ووعاء علم ومعرفة وثقافة بواسطتها تتكون الصور والخيالات وبها تبتدع المعاني والأفكار لتتحول هذهِ الشبكه الى وسيلة يتوقف عليها التطور الحضاري للشعوب والأمم وهي عامل فاعل ومنفعل واصبحت تعبيراًعن الشخصيه وابعادها الأنسانيه وأنعكاسا لمستوى التطور الحضاري فهي عامل فعال في تحقيق الشخصيه وتطوير مستواها الحضاري عبر الانترنيت. فعصرنا هذا هو عصر تكنلوجيا التواصل بحث اصبحت العين والاذن ترى العالم من غرف بلا نوافذ.. واصبح الموبايل والكمبيوتر اساسيين في الوجه الاجتماعي وصار وضعهما كوضع العين والأذن في الوجه الأنساني لاغنى عنهما ولابديل لفقدهما. وهما اخطر وسيليتين في عصرنا هذا برغم عمرهما المحدود بالقياس ألى وسائل الاتصال الأخرى وأهم مظاهر خطورتهما أنهما يتصلون بكافه العلوم الأنسانيه والأجتماعيهه والتجريبيه والعلمية.. أن اول مسألة أنتبهت أليها حركات التغيير في القرن الواحد والعشرين هي الموبايل والأنترنيت للوصول والتواصل مع المؤيدين لأن هاتين الوسيلتين اصبحت مراجل تقوم بالقفزعلى عمليات المنع والرقابة الصارمة وتقوم بأعادة تشكيل انماط الأعتماد الاجتماعي( وهوعلاقة تبادلية بين كيانين مستقلين أشياء أو أفراد أو جماعات ومن شأنه أن يحقق المنفعة والفرص والمصالح المشتركة لأطراف تلك العلاقة.) كما تعيد تشكيل وترتيب كل مظهر من مظاهر حياتنا الشخصيه بأنها تجبرنا على اعادة التأمل والتقييم لكل فكرة وكل تصرف وكل مقولة سبق لنا التسليم بها لأن كل شئ في حالة تغيير علاقتك بنفسك وبالغير. تحول الأنترنيت الى ألية تهدف الى جمع المعلومات من المجتمعات المختلفة سواء بالعد الشامل أو بالمعاينه وكيفيه تحويل هذه المعلومات الى بيانات وجداول. ومن ثم اعداد الطرق العلميه والأدوات اللازمة للوصول ألى معلومات تساعد على التنبؤ بالاحداث القادمة بالاعتماد على عملية قياس التغيرات التي تطرأ على الانترنيت في التغيرات الكميه أو النوعيه . أنها صيرورة تشمل حصر وجمع وتحليل وعد وقياس ظواهر معينه في الطبيعه والمجتمع والأقتصاد لتمكن الأنسان من جدولتها وترتيبها وتصنيفها ثم تحليل نتائجها. أصبح التلفون المحمول يزودك يومياً بأخبار الصحافة المعطيات البيانات الحالة الجوية ,الطاقة ,المعلومات .أنهُ ليس الألة القديمة في الأتصال أنهُ اتصال من نوع جديد لهُ دور في كل النظم الأتصاليه يرتبط وجوده بدوره الأيجابي الموضوعي الضروري والفعال على مدار الساعة. فالمجتمعات تتشكل دائما تبعاً للوسائل التي يتصل بها الناس اكثر مما تتشكل تبعاً لمضمون الاتصال فالأبجديه مثلاً هي تكنلوجيا يستوعبها الطفل الصغير بطريقه لا واعيه تماماً فالكلمات ومعانيها تجعل الطفل ميالا ألى التفكير والتعرف تلقائياً بطريقة معينه ...فالتكنلوجيا الأكترونيه قد شجعت المشاركة والمساهمة فيها من دون أن نعرف عملها اوطريقة أدائها... أذاً هناك صله وثيقه بين وجود الموبايل والانترنيت وأشارة البدء بالنسبه للتحولات الكبرى التي تأتي بعد ذلك في بنيه المجتمع وحواس الأنسان على السواء.كما أن وسائل الاتصال التي يستخدمها المجتمع أو يضطر الى أستخدامها هي التي تحدد طريقه سلوكه. لذلك ترى الشعوب العربيه وقعت فريسه لهذين الوسيلتين الجديدتين لعدم معرفتها بخطورة طرق التواصل الجديدة مما أوقع هذهِ الشعوب فريسه للاستغلال وعدم قدرة الأنظمه على السيطره على البيئه المحيطة وذلك لأن الوناً لا حصر لها من الأضطراب وأحساساً عميقاً باليأس يظهران على نحو ثابت لا يتغير في فترات الأنتقال التكنلوجيه والثقافية الكبيرة بسبب محاولتنا أداء عمل اليوم بمفاهيم الأمس.. أن الشباب يفهم الظروف المحيطه الحاليه بطريقه فطريه وهذا هوسبب الغربه الكبيره بين الأجيال , أن مواقع التواصل تصنعان مع الوقت ظروفاً محيطه وبيئه تؤثر في لأنسان الذي يعيش فيها لقد انتهى ضيق الأفق السيكلوجي والأجتماعي والأقتصادي والسياسي. لقد انتهى الموجه القديم بارائه المستقله المتميزة وظهرت الجماهير كقوة قادرة على المساهمة والمشاركة من داخل حجرات الجلوس التي تحولت ألى حجرات أقتراع تشارك في مسيرات التغيير والثورة وغير ذلك بدأت بتغيير كل شيئ تبدو الصورة وكأننا أمام انهيار عربي حضاري يقودنا الى صياغة كيانات مجتمعيه هزيلة تتفاعل على نحو سريع مع سياسة الأستهلاك الحضاري الوافد. على رغم ان دخول نابليون الى مصر أتاح للعرب الأتصال بالعالم الخارجي بعد فترة نوم في أحضان الذات فأن أكثر من 160 عاماً قد انقضت على أول أتصال بالعالم في العصر الحديث ألا أن الحكومات العربية حتى الأن وكأنهم أمام نقطة الأنطلاق. حيره وتشتت وضياع وتمركز حول الذات وتعصب وأنغلاق وتخلف وجهل... مما أدى ألى انخراط الشباب في المسيرة الجديدة لعالم الأنترنيت والموبايل دون أن تكون البيئة ممهده لذلك مما أدى ألى تشتت وضياع أكبر نرى نتائجة في الفوضى التي خلقها الاتصال الجديد. إن البيئة الجديدة التي خلقتها وسائل الاتصال الجديدة بيئة تجبرنا على الألتزام والمشاركه فكثيرون من الناس يعرفون أكثر من اللازم عن بعضهم البعض. ولأن الموبايل والكمبيوتر لايتركانا وشأننا بل لاتترك فينا جزءاً دون أن تمسه أوتؤثر فيه أو تغيره ولهذا من الصعوبه التحكم في عمليات التغيير التي تحصل دون معرفة الطريقة التي يعمل بها لأنترنيت والموبايل هذا العالم الجديد الذي صنعه الأنترنيت والموبايل طفرة عالمية أحداثها تحدث في وقت واحد جعلت المعلومات تنصب علينا فوراً وتكاد المعلومات لاتصل ألينا حتى تستبدل بمعلومتاً أكثر جدة وهنا لايوجد وقت للتصنيف أو التسلسل. لقد اصبحت الحرب حرب معلومات تشنها مؤسسات ماهرة تمد الناس بالمعلومات واذا كانت البيئة والظروف المحيطه لبث الدعايه أو الأشاعة فأنها تبث فكيف يمكننا مقاومتها ؟ علينا اذا العمل على وضع البرامج المضادة على أنها وسائل اتصال وليس محاربة واضعي برامج وسائل الاتصال , بأعتبارها تكنلوجيا جديدة تتطلب استجابات مختلفة.
#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اكثر من صحاف لعاصفة واحدة!
-
الكرامة وحقوق الأخر
-
الانسياح الاعلامي: إشكاليات الطرح وضرورات النشر
-
أمة الغربان والملك سليمان
-
بمناسبة عيدها: مامي بابلية تلهج بها الالسن حول العالم
-
(المجلس ) اسم عاصمة مصر الجديدة
-
هل الدواعش من متطرفي الدين ام السياسة؟
-
أتمتة العقل البشري لقبول واقع جديد
-
بمناسبة عيد المعلم: عندما يكون الجاهل معلما!
-
رجل ومكتبة اسم صريح وكنية وما بينهما ..
-
قوانيان صناعة صينية تناقلتها الشعوب
-
الصراعات المصاحبة لحكم قوى الاسلام السياسي
-
الهجمة على قطر معاداة السامية ؟!
-
شبه الجزيرة هل ستغلق الشناشيل ؟
-
فتوى الداعية السعودي ناصر العمر
-
سفارتنا تتلقى التعازي والتبريكات بوفاة الملك
-
جبارعكار بين الملك غازي والياور وصدام وحفلات نهاية العام ؟ (
...
-
جمعية الإعلاميين الأكاديميين العراقيين IAMA تهنيء إعلاميي ال
...
-
جبارعكار بين الملك غازي والياور وصدام وحفلات نهاية العام ! (
...
-
2015 سنة للمواطن ام للثالوث المقدس؟
المزيد.....
-
لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور
...
-
-لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا
...
-
-بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا
...
-
متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
-
العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
-
مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
-
وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما
...
-
لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
-
ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|