حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1330 - 2005 / 9 / 27 - 11:07
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
هذا هو المشهد اليوم ، حيث أن الكثير من الأنظمة والحكومات صامتة والشعوب متفرجة على كل ما حدث ويحدث في العراق ، من إرهاب وحشي بشكل يومي وجرائم دموية منظمة ومن خراب ودمارعلى كل المستويات .
وأن كل هذا وغيره ، لا يخرج الأنظمة هذه من صمتها إتجاه العراق ، ولا يحرك الشعوب المتفرجة على مصائب العراقيين وويلاتهم ومآسيهم .
وکأن دورة الزمن قد توقفت عند هؤلاء الذين يرفعون الشعارات ( الجهادية والتحررية ) للإستهلاك فقط ، ويطالبون الشعب العراقي بأن يقاتل بالنيابة عنهم ، يقاتل المحتلين حتى لو قضى كل أبناء الشعب العراقي ودمر وطنهم ، المهم عند هؤلاء تجار الشعارات الفضفاضة هو مقاتلة المحتل كما يدعون !! .
وهم الذين يعرفون تماما ، بأن هناك الجولان والأراضي الفلسطينية وشبعا لا زالت كل هذه الأراضي تحت الإحتلال ، وكذلك هناك الكثير من القواعد العسكرية والأمنية والتواجد الأجنبي على أراضي بلدانهم ، فلماذا لا يحرروا الأراضي المحتلة أولا ، ويشنوا عملياتهم هذه على القواعد العسكرية المتواجدة على أراضيهم بدلا من العراق ؟ ، لأن شعب العراق أدرى بقضيته من غيره ، ولا يحق للآخرين أن يحولوا وطننا الى ساحة للإرهاب والجريمة والفساد .
هؤلاء الذين كانوا من المفترض والواجب ، أن يقدموا كل أنواع المساعدة والدعم والتأييد للعراق وأهله من أجل الخروج من محنته الصعبة التي يمر بها ، ولكنهم للأسف الشديد فضلوا السكوت والتفرج على العراقيين ، وهم يواجهون وحدهم الإرهاب والفوضى والجريمة والخراب .
ولكن أن بالرغم من سكوتهم هذا ، نسمع أصوات البعض منهم ، تصرخ وتطلق على الأعمال الإرهابية المجرمة التي تستهدف كل العراق وأهله ، يطلقون عليها بعمليات ( المقاومة ) ضد المحتلين ، ويسمون شهداء العراق الأبرار بالقتلى ، والمناضلون من العراقيين الذين يواجهون الموت اليومي بصدورهم العارية ( بالعملاء والخونة ) ، وكل أجهزة الدولة وأفرادها بالمتعاونين مع الأجنبي ... إلخ .
إننا نسمع أصواتهم المؤيدة للإرهاب بكل أنواعه ، ولكننا نجد سكوتهم إتجاه الدماء العراقية الطاهرة التي تنزف يوميا .
أية مفارقة هذه ؟ ، وفي أي زمن نحن ؟ ، أنظمة صامتة وشعوب متفرجة !! .
[email protected]
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟