|
البرقع والنقاب في أوروبا اهانة للمرأة واتهام للاسلام
جمال الدين العارف
الحوار المتمدن-العدد: 1330 - 2005 / 9 / 27 - 11:07
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
يشكل الزي أحد أبرز مضاهر تحديد شخصية الانسان ويلعب دورا مهما في الوسط الاجتماعي فيمكن للناظر تمييز هذا عن ذاك كما يمكن من اعطاء صورة جميلة أو قبيحة عن شخصية الانسان مضهريا أما الباطن فأمره موكول الى الغيب وعرفت البشرية تطورا كبيرا في مجال صناعة اللباس وطريقة ارتدائه بحيث أصبح كل زمن بلباسه يختلف كلما تحولت الضروف الزمنية هذه الى الامام فيتخلى الانسان عما يمكن تسميته بابتكار الماضي ويرتدي لباس عصره هذا عن العقلاء المسايرين للتطورات الزمنية الحاصلة بيننا شئنا أم ابينا الا أن هذه القاعدة لا تسري على الجميع من بني الانسان المعاصر فبيننا من يعيش بجسده بيننا وعقله واحاسيسه مع الماضي السحيق هؤلاء يفضلون الماضي على الحاضر ويرتكزون على مبدأ الاقتداء بالسلف الصالح( نحن نتحدث في اللباس حتى لا تؤول اقوالي الى ابعد من حدودها) اي نلبس ما لبسه اجدادنا والصالحون من الماضي وعملا بنفس القاعدة اصبح لدينا أنواع من اللباس نختص بذكر المتعلق بالنساء مما يطلق عليه اللباس الاسلامي الذي يكاد ينعدم عندنا في شمال افريقيا ويعرف انتشارا كبيرا في المشرق العربي البرقع والنقاب هذين اللباسين أحملهما مسؤولية مناهضة الحجاب العادي في أوروبا الذي تغطي به المرأة شعر راسها دون الوجه فلم تنته الحملات المضادة والمطالبة بتحريم هذا الحجاب مع ثقافة الارهاب التي البست لنا ظلما بفعل ارادة بعض المسلمين منا لم نكد ننتهي من هذه حتى انطلقت موضة اشد سوادا وتخويفا واعني بها النقاب او البرقع الذي في حقيقة الامر لايشرفني تسميته بالحجاب الاسلامي لكونه يشين الدين ويهين المرأة الى ابعد الحدود كما يشكل مخاوف اضافية للشعوب الاروبية حقا يمكننا القول عن انفسنا أننا لا نستحي حين ننظر الى نسائنا وكانهن مسجونات في سواد وضلمة متحركة وسط شوارع وازقة أوروبا اذ تواجهنا العيون الاروبية التي لاتخفي نظراتها تهم الارهاب عنا بلباس يشبه في شكله عندما ترتديه بعض الفتيات كخيام تتحرك وسواء تعلق الامر بالنقاب او البرقع فلافرق بينهما كلاهما متهومان علاوة على اهانة المراة بالارهاب النقاب او البرقع أحدهما يضهر عيني المرأة تطل منها كسجين وسط زنزانة مضلمة وآخر يشبه كما قلت الخيمة المتنقلة في بيئة أوروبية تحررت فيه المرأة الى ابعد الحدود بحيث يمكنها فهم الحجاب الذي يستر شعر المرأة وان كان صعبا نوعا ما أما هذين فامرهما مخيف ولاتفسير لهما وسط شوارع أوروبا بين شباب وشابات يختلفون الى حد بعيد في تفكيرهم ورؤيتهم للمراة في زمن تخلى فيه الجميع عن توارث تخلف الماضي يثرن بسيرهن في الشوارع مخاوف متزايدة تتعاضم كلما امتطين قطارا او حافلة ثم ياخذن مكانهن بين الركاب تجد الاعين تشتغل كاضواء السيارات بسرعة مستغربة تتحاور فيما بينها عن هذا الكابوس الذي في الحافلة متى ينفجر ؟ واسئلة اخرى هل هذا رجل أو امرأة ؟ وهل يخفي بين ثابه شيئا أم لا ؟ ذات يوم كنت في محل لبيع الازياء تديره فتاة من هذا النوع تلبس السواد المغلق وتصادف دخولي مع أم وطفلها الصغير البالغ 4 سنوات كان الطفل لاهيا باحدى الصورثم استدار فجاة فوجد امه تتحدث الى صاحبة المحل التي كانت تلبس برقعا اسودا وعندما رفع بصره الى وجهها صاح صيحة روعت المكان من الخوف ولم ينقطع عن البكاء فغادرت به امه مسرعة قائلة قد أفزعت ولدي بلباسك هذا وهي تحاول تهدئة روعه , هل كنا في حاجة الى مزيد من التهم والمواقف المثيرة للشك والارتياب نضيفه الى ديننا ابشع من هذا اللباس الذي يصب الزيت على النار عندما يراه الاوروبيون الا نثير سخريتهم ضدنا اللباس هذا لايترك للمرأة يدين اواصابع او قدمين أو اية قطعة من لحمها عاريا يضعن على ايديهن قفازات مثل التي الفنا رؤيتها في قرانا عندما كان رجال الشرطة والدرك يستقبلون بها حلول محافظ المنطقة للمشاركة في احتفالات عيد العرش ومع انه ليس واسع الانتشار في أروبا فان بعض الحالات كافبية لاثارة الخوف والرعب في نفوس الاوروبيين وقد بادرت بعض الدول الاوروبية الى منع ارتدائه لتعارضه مع مبدأ الشفافية حيث لايعرف الشخص المرتدي لهذا اللباس اهو امرأة أم رجل ؟ أهو مطلوب للعدالة ام لا ؟ علاوة على كونه يثير المخاوف من امكانية استغلاله في اعمال ارهابية بحمل المتحجبة هذه قنابل تحث ثيابها التي تلبس فضفاضة في الغالب حتى لا تظهر المرأة مفاتنها على حد قول الفقهاء وان كانت هذه المفاتن اليوم قد طغت على ما سواها . فمتى ينتهي المسلمون عن اجترار التخلف ووصم الاسلام بمضاهر تثير سخرية الآخرين وتزكي فينا تهمة اضطهاد المرأة!.
#جمال_الدين_العارف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مخلوقات فوق العادة
المزيد.....
-
تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
-
فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|