ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 1330 - 2005 / 9 / 27 - 11:07
المحور:
كتابات ساخرة
قيل قديما " من حلقت لحية جار له ، فليسكب الماء على لحيته "
كان الطاغية قد بدأ تنفيذ خطته لبناء نظامه الدكتاتوري بأن فاوض القوى السياسية في الساحة العراقية لبناء الجبهة التي سميت ووصفت في حينها بالقومية التقدمية واشترط على تلك القوى القبول بأن يكون البعث هو قائد الجبهة وأن يكون الإنتماء إلى القوات المسلحة حصرا بالبعثيين . وبعد قبول القوى السياسية بالشرطين المذكورين ، أصدر الطاغية تعليماته بمنع أية أفكار أو فلسفة غير فكر وفلسفة البعث في وسائل الإعلام ، وبعدها بدأت ملاحقة جميع الأساتذة والمدرسين والمعلمين في كافة المراحل الدراسية وإجبارهم على الإنتماء إلى البعث أو نقلهم خارج سلك التعليم ، هذه المراحل وما جرت من أساليب أخرى في كافة مرافق الدولة مهدت السبيل لإعلان الطاغية شمول البعث لكامل الشعب العراقي " إذا أردت أرنبا فخذ أرنبا ، وإن أردت غزالا فخذ أرنبا !! " .
في اليوم الذي كان العراق مهددا بالحرب عليه من قبل القوات العسكرية لمجموعة كبيرة من الدول وبقيادة الولايات المتحدة أبان إجتياح الطاغية للكويت ، نشرت وسائل الإعلام العراقية الرسمية بيانا بإسم الطاغية يطلب فيها تصحيح التسمية المتعارف عليها في العراق لنبات " عباد الشمس " إلى إسم " زهرة الشمس " .
هل يشبه اليوم البارحة .
سمعنا أن دائرة السيد رئيس الوزراء قد طلبت من موظفات مجلس الوزراء أن يتحجّبن وإلاّ سيكون مصيرهن النقل إلى وظائف في إدارات أخرى ، وقد تمّ نقل بعضهن فعلا .
وهنا لنا أن نتساءل هل هذه هي الخطوة الأولى من مسيرة الألف ميل لبناء دكتاتورية جديدة ؟ وهل للنساء أن يتوقعن الملاحقة حتى في الوظائف الأخرى ؟
العالم كله يعرف ما يعاني العراق وشعبه الصابر والمبتلى على أيدي المجرمين الإرهابيين ، وكم من حوادث القتل والسطو وتفجير السيارات وقتل الأبراء يحدث يوميا ، ورئيسنا مشغول بأمر الحجاب .
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟