أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الصمد السويلم - الشهيد الذي صار طائر النار














المزيد.....


الشهيد الذي صار طائر النار


عبد الصمد السويلم

الحوار المتمدن-العدد: 4783 - 2015 / 4 / 21 - 12:42
المحور: الادب والفن
    


صرخ علي إبراهيم فينا قائلا: الشفل المفخخ جاء. وبسرعة تناولنا اسلحتنا واطلقنا النار على مجموعة من الدواعش مكونة من اربع اليات مصفحة ودراجتين بخاريتين تتقدم نحو نقطتنا ونحن نطلق النار عليها من اسلحتنا الخفيفة والمتوسطة دون جدوى. اتصلت بالنقطة الثانية وابلغتهم الموقف وطلبت منهم الدعم والمشاغلة ودون جدوى أيضا لم يقف التقدم اتصلت بالمقر وابلغتهم بدعم جدوى معالجة الشفل المصفح من قبل قذائف ار بي جي 7 والهاون فاتصل بي بعد فترة وطلبوا منا الانسحاب من النقطة وفعلا اثناء انسحابنا واكتشاف العدو للانسحاب تحول الى النقطة الأخرى. كان علي إبراهيم قريبا مني، لاحظت لأول مرة علامات القلق عليه ورايت في و جهه الغضب كله . ولقد جذبني الى علي إبراهيم ليس بطولته وشجاعته وطيبة قلبه بل امر اخر مبهم وهو ضياعه في تامله الصامت في البعيد وحزته المفاجئ الذي يتحكم في كل حركاته وسكناته حتى اصبح في الأيام الاخيره طبعا له . سالت علي إبراهيم عند اقتراب الشفل (( ها علي اشبيك ما شفتك كبل اتخاف))
فاجابني :.(( ليس خوفا لكن لا اريد لهذه الخنازير المتوحشة ان تنتصر)) .علي إبراهيم لايتمتع بمظهر يثير الاعجاب والاهتمام ، انه شاب بسيط الا لمعان بريق عينه يكشف عن عاطفة وذكاء وشجاعة مفرطة، وحتى هذه اللحظة كان علي إبراهيم يراقب وكانه يبحث في عن حل للقضاء على الشفل المفخخ . حاولنا في نقاط 3 مشاغلة العدو واعاقة الرتل لدفع الشفل والرتل للانتقال من نقطة لاخرى بين انسحاب واشتباك لكسب الوقت . كان للعشاء الأخير الذي جمعني به طعم خاص ؛ أجاب اثنائه كل تساؤلاتي.
- ولك علاوي شنو سالفة بس لا تحب .
أومـأ لي براسه ، أغمض عينيه ، إبتسم ،حرك رأسه للأسفل .
-هلو عيني ها خوية وضحكنا .
- يالله من ننزل نخاطبها الك انت بس كول والله دز اكومه لاهلنا بكيفهم ما ينطوها.
قبل ليلة رايته حزينا سالته ما به فقال لي :.
انه الحنين ، انه الإحساس بانه غريب وهو شيء لانعرفه نحن عنه لا نعرف معنى ان تكـون غريبـا في وطنك، سالني كيف يمكن لنا ان نصنع ميزان لقياس الوطنية؟ سالني ما هو الوطن؟ أي جهة تملك العراق؟ تحدث عن لهفة امه في انتظاره عن صراعها مع تنور الطين واحتراق يدها لتقدم له خبرا مطعما بالحب، تكلم طويلا عن نخلة بيته وسدرة طالما صعد عليها وتعارك مع أولاد الجيران الذين يقصونها حسب قوله بالحجارة كي تسقط ثمار النبق والتمر، تحدث عن سفره وهروبه الى الخارج زمن صدام وزمن الاحتلال . عن تحول الوطن الى أوراق جواز سفر مزورة ، تكلم طويلا عن الوطن اللوعة والوطن الحبيبة والوطن الأرض الغريبة والوطن الاسم والهوية. حينها ضم رأسه في راحتيه واخفى وجهه ،ثم أسند ذراعيه على صابونتي رجليه ، وخفض راسه ليخفيها بين قدميه حين إنحنى قليلا إلى الأمـام ، حتى تصورت انه سيسقط فذعرت لما أصابه كانـت أنفاسـه سريعـة ، أجهـش بالبـكاء عويلا متقطعا، وسرعان ما تمالك نفسه ، إقتـربت منـه فـي حيـرة مما يجري سالته ماذا اصابك ؟ و حين ضممت رأسه الي ،بدأ يهدأ عائدا من حزنه وصمته الثقيل ، الغامض وكأنـه صمت عصور و دهور، حتى خرج من حزنه قائلا :ــ والله لقد رايت شمرا في الشفل المفخخ ورايت عابسا يصرخ : والله لا امكنهم من أبا عبد الله . وسرعان ما ذهلت حين رايته يقفز ليحمل عجينة TNT وباقي معدات التفجير بسرعة النسر المنقض على فريسته وهو يصرخ مهرولا الى العدو الزاحف كالذئاب الوحشية هيهات منا الذلة والتفت بسرعة الينا وهو يقول غطوني وفعلا قمنا بتغطية تقدمه ناريا ورايناه يقفز متعرجا كالفهد متنقلا بسرعة تارة وزاحفا تارة أخرى حتى وصل الى الشفل فالصق العجينة المتفجرة فيها واشعل الفتيل وكان اخر ما سمعناه منه السلام عليكم يا أبا عبدالله واخر ما رايت علي إبراهيم هو طائر من نار يحلق عاليا في سماء العراق. ووجدتني اصرخ :. لبيك ياحسين



#عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عظام النار
- انا من ضيع في الاوهام عمره
- وداعا ريمون جبارة زردشت الذي صار كلبا لا مكان للإنسان هنا في ...
- دماء على نهر دجلة
- نشأة الحشد الشعبي
- افيون خرافة الغيب الزائف للقضية المهدوية في السياسة العراقية ...
- الاوقح والاقبح
- نص الاتفاق النووي الايراني
- عراق الكثير
- عراق العيون
- عراق الاسئلة اللامتناهية
- الم يأن الاوان للتخلص من فايروس نظرية المؤامرة في النظرة الى ...
- الخارطة من تكريت الى عدن دفاعا عن ايران والمقاومة
- مصاحف صفين تكريت وتحكيم العبادي الاشعري الجديد
- داعش الوحش خلف لسلف التوحش
- سيناريو متداول لمعركة الموصل وفق ثوابت السياسة الامريكية في ...
- هرطقات الحداثة في الحوار المتمدن المسخرة
- حوار بيني وبين صديق لي عن جبهة تكريت
- مانيفستو داعش إدارة التوحش واستراتيجية التشظى والانشطار المض ...
- لا تحرير للعراق الا باستلام المقاومة للسلطة في بغداد


المزيد.....




- أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
- الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم ...
- التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
- التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
- بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري ...
- مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب
- الكويت توزع جوائز الدولة وتحتفي باختيارها عاصمة للثقافة العر ...
- حتى المواطنون يفشلون فيها.. اختبارات اللغة الفرنسية تهدد 60 ...


المزيد.....

- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الصمد السويلم - الشهيد الذي صار طائر النار