نظرية التطور بين الوهم وسوء الفهم الحلقة (5/7)

باور أحمد حاجي
كاتب
(Bawer Ahmed Haji)

الحوار المتمدن-العدد: 4783 - 2015 / 4 / 21 - 12:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الحلقات المفقودة

أولا: البرمائية (تيكتاليك)
اكتشف العالم المستحثات الأمريكي (نيل شوبين) عام (2004م) من خلال بعثة اكتشافية واثنين من أصدقائه على أحفورة يعتبر سلسلة من الحلقات المهمة لنظرية التطور, وهي الكائن (تيكتاليك) بعد العمل لمدة (6 سنوات) متواصلة في الصيف في شمال الكندية المتجمدة. حيث يعتقد العلماء بأن ذلك الحی-;-وان أو الأحفورة ی-;-مکن أن ی-;-مثل أحد أهم أجداد الحی-;-وانات البری-;-ة عندما بدأ بالخروج من الماء إلى الی-;-ابسة. ويقول العالم (نيل شوبن) قبل حوالي (ما بين 380 – 365 مليون) سنة تحديدا خرجت أول الكائنات الحية من الماء لكي يحتلوا اليابسة. ومعنى اسم (تيكتاليك) الذي يأتي من لغة الأسكيموو والتي سمها هذه القبيلة تعني (سمكة المياة العذبة الكبيرة).
شكل تيكتاليك
بعض الفروقات بين الأسماك والحيوانات التي تعيش على اليابسة:
1- للاسماك رؤوس مخروطية, بينما للحيوان رأس مسطح.
2- ليس للاسماك أعناق بينما للحيوانات البرية عنق, بمعى رأسها يمكن أن تنحني بشكل مستقل عن أكتافها.
3- للاسماك حراشف, وليس للحيوانات البرية حراشف.
4- للأسماك زعانف بينما للحيوانات اليابسة لها أطراف وأصابع.
ولكن شكل (تيكتاليك) قد حطم بين هذين النوعين المختلفين, فقد كان كالأسماك له حراشف على ظهره وله زعانف كالأسماك. وكان كالحيوان الذي يعيش على اليابسة له رأس مسطح كرؤوس التماسيح وعيناه في الأعلى, وكان له ورقبة.


ثانيا: الزاحف البدائي الأول (التريثيليدونت)
التريثيليدونت: "هو عبارة عن مخلوق صغير لا يتعدى حجمه حجم الفأر وأسنانه (1 ملم)". في عام (1985م) وبعد اعتماد (نيل شوبين) على خريطة موجودة في كتاب جامعي دلهم على منطقة قد تكون احتمال وجود هذه الاحفورة فيها والتي يعود عمرها إلى حوالي (200 مليون) سنة ماضية تم اكتشاف الزاحف البدائي (التريثيليدونت) في مقاطعة (نوفا سكوتيا) في كندا. والذي يعتبره العلماء أول سلسلة بدائية للثدييات.


ثالثا: البروسيمياس الأولى
البروسيمياس: ترجع هذه الحفرية إلى أوائل العصر الإيوسيني (65 مليون) سنة ماضية, والذي لا يتجاوز حجمه حجم الفأر, وتوجد زهاء أربعين نوعا من هذا الحيوان الأولى. فقد تكييف أنواع (البروسيمياس) بشكل واضح مع الحياة على الأشجار والتي تمتع بأقدام خلفية طويلة مثل الكنغر ويدين. ويعرف أيضا بأنه من أسلاف القردة البدائية والرئيسات الأولى , بما فيه الإنسان والقردة


رابعا: أحفورة (إيدا)
في عام (1982م) تم اكتشاف أحفورة في ألمانيا من قبل هاوي متمرس في كهف حجري مهجور والتي كانت أشبه بالقرد غريب الشكل ذو سمك (دولار معدني) وطول (54- 57 سم) مجمدة في وضع يشبه وضع الجنين. يعتقد بعض العلماء بأنها ربما تعود إلى الاسلاف الأوائل للقرود والإنسان.
اطلق العلماء عليها (داروينيوس ماسيلاي) وهو الأسم العلمي لها تكريما للعالم تشارلز داروين, لكن اختصاراً يشير إليها العلماء باسم (إيدا) "وهي نوع من الثدييات -القردة المنقرضة-أجداد الليموريات الرئيسية ويسماها العلماء بـ (العمة الكبرى) سكن أوروبا قبل نحو(47 مليون) سنة, وهي الاسلاف الأولى لأنواع من القردة الصغيرة تعرف باسم "ليومر".
وبقيت هذه الأحفورة ضمن مجموعة خاصة لذلك الهاوي المتمرس حتى عرضت للبيع بمبلغ (مليون دولار) وكانت من نصيب جامعة (أوسلو- النرويج) عام 2006م. حيث قام العالم الحفريات في جامعة أوسلو (جورن هوروم) بدراسة هذه الأحفورة, والذي يعود له الفضل في شراء هذه الاحفورة حين قال: (لقد رأيت صورة لأروع حفرية شاهدتها في حياتي, وهي للبيع بيد أنني لا اعتقد أننا نملك المال الكافي لشرائها, إنها عينة قد تغّير التاريخ بحق).
فمنذ (65 مليون) سنة كان العصر (الطباشيري) وامتد حتى (56 مليون) سنة, ومنذ (56 مليون) سنة بدأ العصر الإيوسيني حتى قرابة (34 مليون) سنة مضت, ومنذ (34 مليون) سنة بدأ العصر (الأوليجوسيني) وحتى (27 مليون) سنة. ويعود هذه الأحفورة إلى العصر (الإيوسيني) قبل (47 مليون) سنة وهي العصر الذي أنقرضت فيها الكائنات الضخمة كالديناصورات نتيجة اصطدام كويكب ضخم بالأرض في المكسيك اليوم تاركا في الغلاف الجوي الكثير من مخلفات الشظايا الصخرية الكبيرة نسبيا, الأمر الذي إدى إلى تغير المناخ من الدافئ إلى البارد, وخلال فترة العصر الإيوسيني بدء الجو يتدفىء نسبيا.


خامسا: إنسان الغابة
يعود إلى فترة ما بين العصرين (الإيوسيني والأوليجوسيني) أي تحديدا قرابة (34 مليون) سنة ماضية عاشت في أفريقيا تحديدا ثلاثة أنواع من القردة الكبيرة وهي (البروسيمياس: بشكل القردة الليلية الصغيرة) و (قردة البوتوس) و (قردة الليمور).
تنقسم هذه الرتبة إلى قسمين: الأولى: (قردة العالم الجديد) وهي تنحدر من الغابات الامريكية الاستوائية التي تمتد من المكسيك نزولا الى شيلي والارجنتين. والثاني: (رئيسات العالم القديم) التي تنحدر من آسيا وأفريقيا, وتنقسم هذا النوع إلى مجموعتين: الأول: القردة التي لها ذيل, والثاني: القردة الكبيرة التي لا توجد لها ذيل وهي (قرود إنسان الغابة).
ومن حيث بداية وجود الرئيسات فترجع إلى ما بين (90- 80) مليون سنة ماضية, بمعنى ما قبل العصر الطباشيري. وعلى الرغم من أننا تعلمنا أن الثدييات لم تصبح بصورتها الحالية إلا عندما انقرضت الديناصورات والتي عاشت ما يقارب (160 مليون) سنة, منذ حوالي (230 مليون ) سنة حتى نهاية العصر الطباشيري حوالي (65 مليون) سنة. ويقول العالم الامريكي "نيل شوبن": (لو لم تنقرض الديناصورات لم تكن وجود البشر ممكنا).
حيث كانت الثدييات الأولى تعيش في مناطق مهمشة وداخل الحفر وتأكل الحشرات, وكانت مرغمة على الاختباء عن أنظار الديناصورات. وبعد انقراض الديناصورات حظيت الثدييات بخطوات مهمة لتملأ الفراغ الذي خلفته الديناصورات برحيلها, وكانت هناك مجموعتان أوليتان من الثدييات: الثدييات الرئيسات والثدييات الكيسية مثل (الكنغر والكوالا) في العصر الطباشيري.
ويستنتج علم الحفريات بأن قرود العالم القديم وقرود العالم الجديد قد افترقت منذ حوالي (30 مليون) سنة ماضية, في أوائل العصر الأوليجوسيني. ولا شك أن أشباه الإنسان يعود الى قردة العالم القديم والذي عاش ما بين (34- 20 مليون) سنة.
أما انقسام بين (إنسان الغابة) و (قردة العالم القديم) فيعود إلى الفترة من (27- 17 مليون) سنة ماضية بواسطة اكتشاف أحفورة القرد (proconsul) الذي لم يكن له ذيل وكان حجم المخ لديه أكبر من القردة الكبيرة, وكان من سلسلة القردة العليا الحديثة (الشمبانزي والغوريلا) وكان يمشي على أربعة.
وفي أفريقيا ظهرت الغوري مع الشمبانزي والبشر منذ زهاء (7 ملايين) سنة, وبعد ذلك بوقت قصير افترق الشمبانزي والانسان عن بعضهما البعض وبدأ التطور لكل منهما على حدة.
أما القردة التي عاشت ما بين (17- 12 مليون) سنة ماضية فكان كل من قردة (ثيفابيتكس) و القردة (راما بيتكيوس) والقردة (كينيا بيتيكوس) وكان أحجامها مثل حجم الغوريلا تقريبا.
وما بين الفترة (12- 9 مليون) سنة ماضية عاش القرد (دريوبيتاكوس) وهو من إنسان الغابة حيث تم اكتشاف الحفرية في فرنسا عام (1856م) وكان حجمه حوالي (60 سنتمتر).
أما الفترة قبل (8 مليون) سنة وهي الفترة التي انقسم الغوريلا عن الشمبانزي والانسان كان يعيش القرود (ناكاليبتكوس ناكايامي).

#باور_أحمد_حاجي (هاشتاغ)       Bawer_Ahmed_Haji#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات