مالك بارودي
الحوار المتمدن-العدد: 4783 - 2015 / 4 / 21 - 08:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
خواطر لمن يعقلون - ج56
كيف نفسّر كلّ ما يحدُث في العالم اليوم من مجازر وإرهاب؟ كيف نفسّر وجود داعش وأخواتها من بوكو حرام إلى القاعدة وغيرها؟ كثيرا ما طُرِحت عليّ هذه السّؤال، رغم أنّي كتبت الكثير بخصوصها، حتّى مللتُ هذا الموضوع... لكن الأغرب هو تفشّي الإجابات الجاهزة لدى كلّ من طرحوا عليّ هذه الأسئلة. أجوبة من قبيل: هذه مؤامرة صهيونيّة، هذه من علامات السّاعة، هؤلاء لا يمثّلون الإسلام... أجوبة لا تدلّ إلا على سيطرة غريزة النّهيق على المسلمين، المتعلّمين منهم والمثقّفين والجهلة على حدّ سواء. لكنّ الجواب بسيطٌ جدّا ولا يحتاجُ إلاّ عقولاً تشتغل وليس جماجم ديناصورات محشوّة تبنًا... ببساطة شديدة، من يزرع الإرهاب يجني الإرهاب. وكلّ ما تفعله داعش وأخواتها لا يتجاوز إعادة تجسيد وإخراج ما في القرآن والأحاديث والسّيرة سينمائيّا. لكن دون ”كومبارس“ وخدع، بل بضحايا حقيقيّين من لحم ودم... وحين سيتجرّأ المسلم على فتح كتبه وقراءتها بنفسه مثلما يقرأ رواية لنجيب محفوظ أو مقالا في صحيفة، وحين يتجرّأ على طرد خزعبلات الشّيوخ من دماغه ومواجهة النّصوص بمكيال واحد، وقتها فقط سيفهم.
2..
الدّين هو أن تؤمن بأنّ الله خلق نفسه بنفسه من العدم ولم يخلقه أحد وأنه كان عاقلا وحكيما حتّى قبل أن يُوجد نفسه بنفسه بطريقة لا يعلمها حتّى هو ولذلك هو يُنكر (على ألسنة كلّ مدّعي النّبوّة، الذين هم الوكلاء الحصريّون لشركته "الله للخرافات والتّسطيل الجماعي") أن يكون له خالق أو مُوجد أو أن يكون هناك كائنٌ سابقٌ له، ويتبجّح بوصف نفسه بأنّه الأوّل والآخر بلا دليل ولا برهان، وفي نهاية المطاف خلق الإنسان لا لشيء إلاّ ليعبُدهُ... فكرة مساطيل، فعلا.
3..
"الله جميل يحبّ الجمال"... ولكنّه خلق كائنات مشوّهة ومصابة بعاهات وأمراض وتشوّهات خلقيّة... وفوق هذا كلّه يعتمد في نشر دينه على شيوخ قمّة في القبح والبشاعة (بن باز، آل الشّيخ، الحويني، إلخ). فماذا كان سيفعل لو لم يكن يحبّ الجمال؟
-----------------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html
#مالك_بارودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟