طوني سماحة
الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 19:33
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
قل أيها السيف كلمتك،
فأنت لم ولن تشبع من الدماء.
إضرب أيها الجلاد أعناق الأبرياء،
فيداك لا تتقنا سوى قطع الرؤوس.
أحرقي أيتها النار البيوت،
فألسنة اللهب لا ترقص إلا على أهازيج الموت.
إغتصب أيها الجلاد سباياك،
فأنت لا يشبع شهوتك سوى لحم الفتيتات الطري.
دمّري يا آلة الحرب،
فأنت لا تسيرين ما لم تسحقي معالم الحضارة.
أرقصوا يا عبدة الاوثان،
فآلاهتكم لا تفرح إلا بالرقص على جثث الموتى.
أيها الإثيوبيون الذي قضوا في ليبيا،
أنتم اليوم تدفعون الضريبة،
ضريبة أن يكون الانسان إنسانا،
ضريبة أن يكون الإنسان مختلفا عن الآخر،
ضريبة أن يكون للإنسان حرية المعتقد والاختيار.
أنتم اليوم تموتون ذبحا أو بالرصاص،
لكنكم تموتون بشرا.
أما اليد التي سلبت منكم الحياة،
فهي بعيدة كل البعد عن الحياة،
وخير للإنسان أن يموت ليحيا من أن يحيا ليموت.
لقد شرّدتكم لقمة العيش، فهمتهم على وجوهكم تبحثون عنها في أماكن بعيدة،
لكن الجوع صديق الموت، وما عجز الجوع عنه نفذّته فيكم يد الموت.
لكن يا أصدقائي ويا أخوتي،
نحن الذين تملأ طاولاتنا أطايب الحياة، نحن أكثر جوعا منكم.
نحن الذين نمشي ونتكلم ونعمل ونضحك، نحن أبناء الموت فيما أنتم أصبحتم بالموت أبناء الحياة.
نحن الذين نتاجربالبشر وبالسلاح وبالارواح،
نحن إن متنا سوف ترفض الارض دماءنا،
أما أنتم فدمكم قربان للأرض.
أنتم اليوم تسددون فاتورة الأقليات وحق الاقليات في العيش الكريم في شرق يرفض حق أن يكون الانسان أنسانا فيه،
أنتم اليوم تكملون مسيرة السبايا الايزيديات والاقباط الذين ذبحوا في ليبيا وكلدان الموصل وأشورييها وسريان سوريا وحتى المسلمين الذين قالوا لا للإرهاب.
أنتم اليوم تدفعون فاتورة سياسات الدول، الكبيرة منها والصغيرة،
تدفعون فاتورة صراعات الانظمة،
تدفعون فاتورة تجار الاسلحة،
تدفعون فاتورة التمييز العنصري والديني،
تدفعون فاتورة النفط والثروات،
تدفعون فاتورة أنكم لم تختاروا منشأكم أو عرقكم أو مكان ولادتكم أو ديانتكم،
أنتم بالاختصار تدفعون فاتورة أن تكونوا ولدتم في الشرق الاوسط حيث لستم مرغوبا بكم.
لقد قال السيف والهمجية والحقد كلمتهم،
أما أنا فكم تمنيت، في الوقت الذي كانت الرصاصة تجتاز فيه رؤوسكم،
أو فيما كان السيف يحز عنقكم،
كم تمنيت أن أسمعكم تقولون:
"يا أبتاه، أغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون"،
"يا رب لا تقم لهم هذه الخطية"،
أيها الرب يسوع، إقبل روحي".
#طوني_سماحة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟