جريمة واحدة تكفي...!!

عدلي جندي

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 19:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

علي هامش مأساة غرق 700 مهاجر غير شرعي قرب سواحل أوربا
جريمة واحدة تكفي ...
جريمة واحدة بحق إنسان تكفي لمحاكمة المحرض ومن ساعد علي التنظير والتخطيط ومن قام بالتنفيذ
جريمة واحدة تكفي في إدانة المحرض والمخطط والفاعل ...
جريمة واحدة تكفي أن نحتاط من السماح لكل فكر غريب أن يأخذ مساره ما بين البشر أو التقليل من خطورته عندما تتحول الإيدولوجية إلي عقيدة وعبادة وتصبح مادة أساسية من مناهج العلم و الدراسة والتصريح العلني بالإستماع إلي من يروج ويحرض ويدرس أصول وفقه إرتكاب الجرائم أو تدريس مبادئ وفكر تسببت عنه جرائم ولا يزال في صدارة الأفكار التي يتسبب عنها الحروب الطائفية والنعرات العنصرية والعرقية بل وهروب جماعي من مناطق لاتزال تحكمها جماعاته أو تسيطر علي مقدرات البلاد دساتير تستمد قوانينها من تشريعاته أو تاريخه أو حديثه أو كتبه ..
جريمة واحدة تكفي لمحاكمة وتعرية وفضح كل أنظمة العهر والفساد مهما حاولت أن تتجمَّل بذكر جملة أو عبارة أو آية لا وجود لها علي أرض النفاق العروبي والإيدولوجي ...
جريمة واحدة تكفي لإدانة كل أنظمة العهر والفساد العروبي والخليجي الذي يحكم ويتحكم ملوكه وأبنائهم وعائلاتهم في ثروات هائلة تضخم علي حساب معاناة فقراء المسلمين بالزج بهم في حروبهم الطائفية والسياسية والسلطوية دون أدني إحساس أو مشاركة وجدانية ..
بالأمس إبتلعت مياه البحر الأبيض المتوسط 700 مهاجر غير شرعي هربوا من مصر بواسطة مركب غير مجهز لإستيعاب كل هذة الأنفس البائسة الهاربة من جحيم الفقر والعوز والقهر والنسيان ...
فقط إنزعجت أوروبا من العدد المهول الذي سقط ضحية عبث الحكام العرب وجنونهم وساديتهم الذين لم تصدر عن حكوماتهم مجرد عزاء أو وعود بحل مشاكل البشر الفارين من جحيم بلادهم والغارقين أمام ناظريهم بسبب خرافاتهم وجنونهم وعنصريتهم وديكتاتورية شرعهم ومعتقدهم ..
فقط الأوربيين انتفضوا من أجل حق الإنسان في حياة أفضل وأرسلوا الفرقاطات والطائرات والسفن الحربية علي أمل أن ينقذوا ولو بضعة ناجين
جريمة تهجير واحدة تتسبب عنها إيديولوجية أو عقيدة أو دين أو دعوة أو فتوي تكفي أن يُحاكم ويدان كل من تسبب بالقول أو الفعل أو المشاركة وجرائم إيديولوجية البدو فاقت كل الحدود ...
بابا الكاثوليك الغربي أصدر نداء من أجل حماية أرواح البشر وحق البشر الباحثين عن وضع وحياة أفضل هل سمع أحدكم رجل دين شرقي واحد يصدر بيان أو نداء أو رجاء لمناقشة أو تجهيز فرق إنقاذ أو طرح بدائل وتكوين ورش عمل تبحث عن أو تُحسّن من أوضاع وأحوال ومتطلبات أتباعهم ؟
جريمة واحدة تكفي لإدانة إيديولوجية فرق تسد يا أمة ضحكت من جعجعتها وجهلها وتخلفها الأمم..
جريمة واحدة من جرائم الماضي كانت كفيلة أن تتعلموا عنها ولا تعاودوا الوقوع في براثن أحكام وفكر وشرع جماعاتها لو إعترفتم بها ودون معاودة فعلها أو تقديس من حرض عليها أو منع من يؤدلج لها في حاضركم.
رحمة وسلام لضحايا جرائمكم أجمعين.

#عدلي_جندي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات