أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هشام الطائي - سلاله شيطانيه















المزيد.....

سلاله شيطانيه


هشام الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 01:30
المحور: كتابات ساخرة
    


ومّما تهّشًّمَ من سيقان ذاكرتي الملتهبة في مفاصلُها لتقادم السنّ عليها والتي أعيتها حروبٌ عبثيه وفي زمنٍ ماجنٍ منحطٍ وعالم متردي تأبطتهُ جراثيم وميكروبات تنساب تلك الحروف منها اليوم وتنفلت دون َرويه أو خوف وكأنها طيور مسيبه تخرج من ُخرم القفص.
كنت قد َتيَفَّعّتُ في زمنٍ ما وَرَعْرَعَ الله خلقتي في أرضٍ مسكونةٍ , َجَرزَ الجراد نباتها ولكني احتفظت بقلبٍ ساذجٍ بسيط يحتوي حباً لّماً لامي التي ترمّلت بفعل الحرب الاخيره لهذا لم أكن وأقراني نُغرم إلا بحب الام آله الامتداد كما كنا نسميها وعلى العكس من كبراؤنا المراهقين, المغرمون بالمال والنساء والحشيش لهذا ومما تقدم كنّا وقودا وطرائق ِقدَدّا امتطتنا فرسانهم وأحرقتنا نيران صراعاتهم المذهبية والعرقية فسلّط الله علينا وباءا بشريا قذرا انتشر بسرعة مذهله عاث بالأرض ومن عليها , إنها حرب بلا أخلاق او ضمير , حرب ستؤدي الى انقراض الناس وهلاكهم , وبناء إمبراطوريات الموت والتكفير, وكنت ضمن المئات من المحاربين اللذين تطوعوا و تركوا ذويهم لمحاربة هذا الوباء و طمعا في (الجنة والخلود ) وكان ايضا هذا الشعار نفسه ترفعه الفئة الباغية من اعلى فوهات المدافع من الجانب الآخر,لم نحضى بفترة تدريب كافيه ماعدا محاضرات عبارة عن محاليل فكريه تغسل عقائدنا حتى سِيقتْ هذه الكتل الآدميه اليافعه ومعهم أنا نحمل أسلحتنا الخفيفة والصدئه إلى معسكرات للتدريب وفي مكان ليس ببعيد من ميدان الحرب .
لم نحس بطعم الخوف أو الغربة على الإطلاق لأننا كنا في موطننا وبين أهلونا وكان هاجسا يجمعنا الا وهو صد الاعتداء عنهم وتحرير الأرض التي اغتصبت وأخذت منا قهراً وظلما ورغم إحساسنا الشفّاف وبعد زمن ليس بالقليل ومن خلال علاقات عابره مع بعض السكان من العشائر القريبه اكتشفنا اننا نعيش وسط مدينه أشباح (مشيخيه) تحيطنا بحدودٍ ملتهبة ونوايا مبيته من الثأر الُمنيم لتركيبتها المذهبية المتشددة وإيمانهم باعتقادات دينيه غير متسامحة وانتشار حواضنَ وخلايا نائمة تتنفسُ الفتنةَ التي زرعها أرباب الفتن على مر العقود فينا مما أدخل شيوخ العشائر المتسلطة بلعبة قذرة وَتَرنيٍ لشهواتٍ طموحه مع خصومنا .
اشتّدّت بنا الهواجس هذه الليلة ويبدو أن امرأ ما دُبّرَ بين طيات عتمتها , لم يخطر في خلدي إننا سنكون بيعا رخيصا وصفقه سريه بين المشايخ وهؤلاء الصعاليك المسوخ ,لم تبادر الى أذهاننا ولو لحظه إننا سُيغدر بنا ونحن اللذين جئنا بملأ إرادتنا لحلبة الصراع مع الأشرار وفعلا حصلت المؤامره و حدث ما كان مخفيا وصرنا ضحية مجانيه وبضاعة سهلة المنال للأعداء, انه الآسر المخزي, وكذلك نحن لم نكن بالجنود المحترفين او بالمقاومين الشجعان وخلال فترة وجيزه سيطر على المعسكر بغتةً رجال مسلحين لا لغة تجمعهم, صُفر الوجوه , شُعُوُرهم مرخاة كشُعُور النساء, كأنهم برابرة
كان تعاملهم وحشيا معنا للغايه, وهمجياً, انهم يملكون قلوبا كأنها ُزبر من حديد ويبدو إننا وقعنا في شراك الموت المحقق فاقدموا على تجريدنا من أسلحتنا الخجولة وقسمونا إلى ثلاث مجاميع صغيره وكنت أنا ضمن المجموعة الثالثه وكانوا يتنقلون بنا من مكان الى آخر وسط هذه القفار والصحراء المترامية والتي لا يوجد فيها ماء ولا كلاء .
لم يكن تقسيمنا الى تلك المجاميع اعتباطيا , إنها عملية مدروسة , وبدا تسلسل الأحداث حزينا ومبكيا يوما بعد يوم , فسيطر علينا الهلع لهول ما اطّلعنا عليه ,وأخذت أعداد المجموعتين الاخريين بالزوال و بالنقصان شيئا فشيئا , لاوجود لقانون هنا , او ذادٍ يذود عنا , لاوجود إلا للجبناء ,فكانوا عند كل غروب يقتادون الأسرى سحلاً متواترين واحدا بعد واحد الى دكةٍ عى نهر انها دكةُ الموت كما يسمونها فكنا لا نسمع الا أصوات استنجاد واستغاثه وتوسلات وصرخات استرحام سرعان ماتنتهي بصوت أطلاقة ناريه تعقبها مهلة هدوء مخيف حتى يحين دور الضحية الأخرى وكنا نرى بأعيننا جثث رفاقنا وهم يجّرونها الى مقابر جماعيه مبعثره هنا وهناك ويدفنون مضرجين بدمائهم وبملابسهم الرثة . جثة فوق جثة أما نحن
لقد سيطر علينا الفزع ,نحن هذه المجموعة المتبقية ويبدو أن نَزَغ هؤلاء الشياطين سيصلنا وان رغبتهم الجامحة لرائحة الدم لا تنتهي الينا فحسب ,غير أن الأقدار قدّرت بمصائرنا ويبدو ان شبح الموت قد اختفى في الوقت الحاضر على اقل تقدير لما لمسنا منهم من لين العريكة الغير متوقع واهتمام غير معتاد بنا قد تم نقلنا الى مكان اكثر ملائمة واكثر أماناً لقد تم نقلنا الى مكان جديد ويبدو انه مشفى أو مايشبه وقاموا بإطعامنا فدُهشنا ولم نكن نجرأ على السؤال وضننا انهم عادوا الى محاكاة إنسانيتهم والرجوع الى القيم الآلهيه ولكن كان حدسنا في غير محله وكما ورد اسماعنا اننا صرنا مخزنا بشريا ومزادا لبيع الأعضاء البشرية هذا ما افصح عنه احد رجالاتهم الذي تكلم بلغتنا بخطبة دينيه استهلها باسم الله الرحمن الرحيم واننا نحن الاسرى سنكون بعد حين طيورا في الجنه نحلق بسماء الرحمه والخلود لاننا سنتبرع بما يحتاجه اخوانكم المجاهدين من أعضاء لأجسادهم المعطوبة وأنهى خطبته المزخرفة هذه بالاستغفار لنا ولنفسه .
وكم كنت ازدريء هذه الصيحه وهذا الانجاز البشري الساقط (التبرع بالاعضاء البشريه) وكنت اعتبره لعنة آلهيه على بني آدم وطوفان مدمر واعدام دون اطلاقات ناريه وبينما كنت اقلب ذكريات الزمن الماضي اخذتني اغفاءه لا اعرف زمنها حتى رفسني احدهم عدت منها الى رشدي وصحوتي التي كرهتها :
هيا ايها الفتى جاء دورك
فنهضت مرعوبا اسحب بخطواتي التي انهكها الخوف .. انه الموت ولكن الى دكة تختلف عن سابقتها هذه المره ليس فيها دوي عيارات ناريه انه الإعدام الهاديء والموت الرحيم ... فاقتادني الحارس الى غرفة كبيره ووجدت نفسي بصالة لم اشاهدها من قبل حينما كنت على قيد الحياة ,فيها مقعد مستطيل تتبعثر على جوانبه مشارط وسكاكين فأمروني بالاستلقاء عليها فاستلقيت وتجمع ممن لبس النقاب حولي وهمس احدهم الى الاخر
هل تاكدتم ان قلبه سليم ؟
نعم حضرة الدكتور
ودقاته؟
منتظمه (شبابيه) قهق الجميع وخفتت الاصوات حولي واجتاحني يرود لم ألفه وتيه زمني مبعثر .... كأنني في حلم
لا ريب ان الحظ هنا يلعب دوره .. اي جسد سيحويني ؟ لأي جسد سأنتمي وأي وريد سيغذيني بدمه ؟ وأي مخ سيقودني او هل انا ساقوده .؟
وها هو قلبي الان يقف منتصبا نابضا شامخا يضخ دما لإنسان لا اعرفه هو ليس انا وليس من سلالتي وعقله ليس عقلي ولكنه جزء مني ولا اعرف من يتبع من ؟ ولكن كم كنت اشعر تجاهه بالاحتقار لما يحمل جسده من خلايا شيطانيه ورغبة في قتل الاخرين , كنت اشعر انني بعيد الصلة عنه ولا انتمي اليه ولكن ما حبلتي ربما تجمعنا نهاية زمانيه ومكانيه واحده.



#هشام_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتحولون
- حرب داعش وابن .........
- خليلات العبد
- ((سبيتي)) الشاطر
- من باع من؟
- ميد ان داعش
- دموع صديقتي
- داعش وحز الرؤوس
- حب ارهابي قصه قصيره
- اوراك
- تحية حب الى ابا صابر العراقي
- تحيه لك ابا صابر
- أبا بكر أيها المتبغدد
- الكتله الاكبر ... الضرع اللبون
- رساله الى خليفة المسلمين
- جنة الدواعش
- سقوط الحدباء وهروب الجبناء
- النظر من خرم الابره المستورده
- رسالتان عراقياتان
- هوية النائب العراقي


المزيد.....




- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...
- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هشام الطائي - سلاله شيطانيه