سامي البدري
روائي وكاتب
(Sami Al-badri)
الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 01:14
المحور:
الادب والفن
لا تسأليني كيف تولد قصيدتي منك
إنها ما يتساقط من شفق جسدك
في زبد المحيط
وما يطفو على جرح التفاحة في شفتيك
من حبر التنهدات
قصيدتي فيك حرب فرسان قديمة
وكفتوح المدن الغافية في ذاكرة صامته
أعد لها كما أعد لموتي المشتهى
وأدور بمخاضها على كل ما يستبيحني منك
أغازل في شتاء عينيك بهجة المطر
وأحاكي في شرفة نهديك لغة المعجزة
لا تسأليني كيف تولد قصيدتي فيك
إنها غيبتي فيما يرشح من تفاصيلك من لغات
وما تعتقيّن من صولات دمك في الجرار
وما تزرعين على ضفتيّ إنهمارك
وما تودعيّن من مكابرات بين غيمتين
قصيدتي فيك أن يطيش قلمي تحت سحابة الكلام
أن أمنح كل عاشقين نجمة صبح مخاتلة
وكوخ صياد متسامح، إذ يحل الظلام
قصيدتي منك أن أستدرج الشمس لتلاعب الأطفال
وأن تتسلق نافذة غرفتك لتلقي عليك التحية
وتطبع على حرير سريرك قبلة
وان تزيّن الزوايا بشوقها
وبنرجسة تتشبه بعبير أصابعك
لا تسأليني كيف تولد قصيدتي...
إنها بعض أوطار البحر
إذ يشتهي إنعتاقه من الأغاني الحزينة
وبعض ما تودع به أشرعة المراكب، نورسة،
نقشت إسم عاشقين على عنوان الريح
وتسهر الليل لتواسي الذكريات الدفينة
قصيدتي بعض ما يقول إني مصاب بك
وإني أعشقك من قبل أن يحز قابيل لوعة شقيقه
ومن قبل أن تعلم التفاحة حواء
أن تقول لعاشقها: مصابة بك يا أنتَ
وأنحتك ـ في أسرار ولعي ـ أيقونة زرقاء
أعلقها حيث يتوجه شغفي... في تفاصيلك
... بل حيث يهدني الشوق
وأعلن لخاصرتي... وفي خاصرتي...
إنكسار الماء.
#سامي_البدري (هاشتاغ)
Sami_Al-badri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟