ميساء البشيتي
الحوار المتمدن-العدد: 4781 - 2015 / 4 / 18 - 23:13
المحور:
الادب والفن
يا نرجس لا تكذب عليهم .. لا تشوه صورك المعلقة على جدران بيوتهم .. لا تدعهم يغتالون النرجس في سريره .. ويمزقون حقائبه .. ويبعثرون رائحته فيشتم منها الغادي والرائح .. ويعرفون أنني كنت يوماً في حجرته .
قُلتُ لك ذات يوم ليس بعيداً عن حدود الذاكرة .. أنتَ آخر من تبقى من حكايات ألف ليلة وليلة .. تَهَبُ الحياة للقلوب المنغلقة على أعوادها .. المقفلة مظلاتها بوجه الآخر .. القلوب التي لا تعرف من الشتاء إلا عربدة المطر .. ومن الصيف إلا حرائقه .. ومن الربيع والخريف إلا التقلب في المزاج .
اغرورقت عيناك بالدموع فسالت ينابيعها على خدي وحاصرني السؤال .. كيف لا أبادل النرجس حياة الحب .. ولا أفتح إليه إحدى مظلات القوم ؟
هربت .. من حقول الزعتر .. من أحواض الزهر .. منك يا نرجس .. من الأيام التي تطبق فكيها على براعم القلب .. ولكنك للأسف لم تدرك !
كان الحب يدفعك إلى الفراشات وهي تداعب بتلات الزهر .. تبحث عني بين الفراشة والزهرة .. وتسألهن إن كنَّ رأينني ؟ ترسل مع الزاجل قصائدك بطعم الشهد .. وأنا قابعة في صومعتي .. أمتص رحيق قهري .. وأبتلع صمتي .. ولا ألوي على شيء .
ليال طوال ملأتُ كؤوس سهرها من نبيذ الدمع .. تقتلني الحيرة ويذوب السؤال على الشفة .. أيعشق النرجس فراشة .. وكيف يكون ربيع هذا العشق ؟
وإن عادني الخريف أوالصيف أو المطر .. ووجدوك بالباب .. وعلى نوافذي المعلقات السبع .. وفي البئر دلو ماء معتق يشتهيه الظمآن .. وفي الفناء أقدام عاشق لا تذوب ولا تتبخر ؟
هل ستنكرني عندها .. أم ستكذب ؟
أقرأ عينيك منذ الصغر .. أفهم نظراتك حين تبوح وحين تصمت .. حين تهمس وحين تصرخ .. وحين يتراءى إليها الكذب طوق نجاة فتفرُّ به لتنجو !
قلبي كان موصداً .. نعم .. كان مغلقاً .. منغلقاً .. على ذاته منكفئاً .. لم تفتح مظلته من قبل لنرجس .. في دياري لا تعشق الفراشات النرجس .
لا تبكِ الآن .. فأنا أغتسل بدمعك .. وهمسك المبحوح هو صلاتي ونشيد الطفولة وموسيقى الحلم .. لكننا في بلادٍ لا تفتح فيها المظلات لنرجس .. ولا تكذب عليهم أيضاً .. فالنرجس لم يخلق للكذب .
#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟