بسام الرياحي
الحوار المتمدن-العدد: 4781 - 2015 / 4 / 18 - 01:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تشهد الحضارة العربية الإسلامية منذ بداية قرون ضعفها مشكلة تاريخانية إزدادت تعقيدا بإزدياد حجم التحديات التي طرحت في تطور الدولة العربية في العصور الحديثة ، إرتبطت هذه القضية بالصراع السني الشيعي الذي إتخذ طابعا دمويا تكفريا في وقتنا الراهن .
طبعا الإشكالية تعود بجذورها إلى فترات صدر الإسلام وإغتيال الخلفاء عمر وعثمان وعلى وإنقسام المسلمين فرقا ومذاهب ... نحن لن نقوم بسرد للأطوار التاريخية بقدر ما سنحاول طرح الصراع من زوايا إستراتيجية وواقعية ، تضبط الدول الكبرى إستراتيجياتها عموما بشكلا يتلاءم مع توزع جهدها وضمان مصالحها ، هذه التوازنات مرتبطة بالثروة التي هي محل صراع ، تتقاطع جميع مصالح القوى المتنافسة أو الإمبرياليين في الشرق الأوسط الذي يمثل جيمورفولوجيا مذهبية وطائفية شديدة الحساسية ومتفجرة .
ضعف الوعي التاريخي بضرورة النظر للصراع من زواية جدلية يجعل مسار الصراع يتغير إيجابيا هو أمر يحتاج لبرهة من الزمن وإستراحة قتال لفهم حجم خدمة هذا الصراع للمشترك الحضاري ، نحن نلاحظ كيف يقوم الإعلام المرتبط بالعولمة بشحن الصراع ، طبعا هو مادة إعلامية مربحة مرتبطة بعلاقات إنتاج للدول الرأسمالية الكبرى ويزيد من تعفن الفكرة التاريخانية الدموية القائلة بأزلية الصراع . الصراع كمفهوم جوهري في الحركة التاريخية ليس بقدر محتوم ، على العكس تحتاج الأمم في تطورها لهذا العامل الأساسي في تنمية إدراكها لمجموعة من القية المتعلقة بالفرد والمجموعة وتقوم ببلورتها في قوانين تواكب نمو هذا الإدراك التاريخي ، منذ جلاء الإمامة وتطور الدولة في الحضارة العربية الإسلامية وظهور الخلافات ونحن في توقف طال ولم يفرز نقدا ذاتيا ، اليوم القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة تفتت هذه التركيبات تجعلها في صراع لتهيئها لوضع إصطفاف سلبي يجهض النهوض الحضاري والوطني ، هذا الصراع إن إستمر ولم يعقلن وفقا لمصالح واقعية ركائزها مبادئ حضارية عامة سيحرق حق أجيال العرب في الكرام والحرية والديمقراطية وسيزيد من تعفن الرجعيات السياسية الجاثمة على صدور الأمة .
#بسام_الرياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟