جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4780 - 2015 / 4 / 17 - 22:21
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
العربية المعتلة
ليست العربية للجميع لان في العربية علة.
كيف؟
لانها معتلة في اهم افعالها.
عندما يبدأ الاجنبي بتعلم اللغة العربية طبعا يريد ان يتعلم اسماء و افعال مفيدة في الحياة اليومية لذا يريد ان يتعلم المفردات الاساسية التي تخص التكلم و التخاطب و القول و المشي و الاكل و النوم و النهوض و الوصول و الالتقاء و الزيارة و الرؤية و الخوف و البيع و الشراء و غيرها من المفردات اليومية المفيدة التي لها نسبة تردد عالية high frequency.
ولكن و سرعان ما يبدأ لا يصطدم فقط بحاجز العربية الرسمية و اللغات المحكية الكثيرة في مختلف البلدان و يحتار من اين يبدأ بل يكتشف ايضا بان اهم الافعال في العربية هي معتلة ـ غير صحيحة – غير سالمة و يسأل: لا اصدق كيف يمكن ان تكون هذه الافعال المركزية معتلة؟ وبعبارة اخرى كيف يمكن ان يكون (قام) و (قال) و (نام) و (زار) و (باع) من نوع الفعل الاجوف لتختصر الى (قمت) و (قلت) و (نمت) و (زرت) ثم يرجع الالف في (قال) و (نام) و (زار) و يتحول الى الواو و الياء في (النوم) و(القول) و (البيع) و (زار)؟
و لكن و سرعان ما تنتهي مشكلة الفعل الاجوف ينتقل الى الفعل المضعّف (دلّ – يدلّ) ليتحول فيه الثلاثي الى حرفين فقط و يتوجه الى الفعل المهموز (أكل و سأل و قرأ) و يحتار كيف تكتب الهمزة في الوسط و النهاية و ينتقل الى الفعل الناقص (بدا يبدو - بنى يبني - لقي يلقى) و الى الفعل المثال (وصل - يصل) لتختفي الواو كليا و اخيرا يغمى عليه عندما تتفاقم المشكلة عند التحول الى مزيج من هذه العلات دفعة واحدة في (جاء و يأتي و رأى).
التفسير الوحيد الذي يبادر الى ذهني لوجود هذا العدد الكبير من الافعال المعتلة هو ان هذه الافعال معتلة لانها مهمة في حاجة الى الاختصار و السرعة في التخاطب.
و السؤال هو: هل هناك دواء لهذه العلل و العلات اللغوية ام انها امراض بدون علاج؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟