|
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -8-
علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 4780 - 2015 / 4 / 17 - 16:42
المحور:
الادب والفن
شكراً شكراً جداً .. وكأنكم يا أصدقائي تبحثُون في قلبي عن وطن .. ليؤويكم .. لا موهبة لي ولا تأثير للغربة ولا من يحزنون .. وإنما هي العولمة .. متمثلةً بأحد أشكالها .. ذاك المُسمى "فيسبوك" .. جعلنا نتعانق إلكترونياً .. ونقرأ حكايات بعضنا البعض .. الذكريات مسؤولية .. ومن يبدأ يجب أن يستمر .. إلّا إذا أراد أن يبقى طفلاً بليداً .. في طريق العودة من بكسا إلى بسنادا .. أكتبُ ذكرياتي .. ما أحكيه كتابةً يا أصدقائي ليس أدباً .. للرواية والقصة والقصيدة رجالها ونسائها .. أحدهم من منتجي الأفلام .. أبدى إعجابه الصادق .. وسيشتري الذكريات .. ليحولها إلى فلم ألماني .. لكني ما زلت أفكر بذلك .. لأن الذكريات تجيء .. لا تنسى ولا تباع ..
***** ***** ***** *****
آراء عن خواطري الفيسبوكية:
نعم أحس وأنا اقرؤها بأنّها تصلح لفيلم سينمائي .. أنت تكتب وكأنك تحرك مشاهداً مصّورة أمام أعيننا .. أنت تجعل هذه الذكريات حية الى الأبد .. لاشيء خالد كما الفن والأدب .. ضع صوتاً لتلك المرحلة يا صديقي .. فلقد تعبت شخوصها من تحريك أفواههم كمن يتكلمون ولا صوت يخرج منهم ..
حقيقةً أجد ما تكتبه عن تلك المرحلة في حياتك مهماً جداً .. إنه السيرة اللامكتوبة والرواية غير الرسمية عن حياة جيل من السوريين .. إضافة للغة وأسلوب السرد الرائعيّن .. لا أعرف كم نصاً لديكَ من هذه السيرة .. لكني أجدها تستحق أن تكون بين دفتي كتاب ..
قلت لك يا صديقي أكتب .. هذه هي الذاكرة المسكوت عنها .. هذا هو نحن لا كما ينمّطنا الآخرون في هوجة الجنون هذه .. افتح يديك هنا ليرى هذا الكون كيف أدمتنا الحياة وما كفرنا بها ..
أحسدك على هذه الطفولة .. كانت طفولتي مملة .. كان السائق العسكري يأخذنا صباحاً إلى المدرسة ويعيدنا مساءً منها الى البيت .. في العطلة الصيفية يكون والدي قد اشترى كتب السنة القادمة فندرسها صيفاً .. لا أذكر أَنْ ركبتي جُرحت ولو لمرةٍ واحدة .. ولم يرسلني أحد لاملأ له بطحة العرق .. ( الحقيقة هذه المرة للأولى التي أعرف فيها أن البطحة يمكن تعبئتها أكثر من مرة) .. ولم تكن لدي نظارات .. أعرني نظارتك يا صديقي .. على الأقل كي أشعر بقليل من العدالة .. ( أرجوك اكتب دائماً) ..
ما تكتبه جميل ومدهش ولا يمر على قارئه مرور الكرام .. كم مرة قرأتك وبكيت أو شعرت بغصة القهر أو أنني أريد أن أخذ الصغير هذا المسمى "علي" في كتاباتك .. وانظف ركبته المدماة ..
أنت تكتب من دون خجل مما اعتاد ناسنا هناك الخجل منه وهم لاذنب لهم فيه .. تكتب عن الفقر والقهر والحلم .. تكتب عن هذه الأشياء بهذا السرد الممتع .. أحب ما تكتبه يا صديقي وليسمه الآخرون ما شاؤوا ..
أشعر برغبة الهروب من البيت عندما اقرأ ما تكتبه .. أشعر أني معصبة وأريد المشي لوحدي .. كأنّك تحكي لي عن بلد ما عرفته .. سمعت عنه من بعيد وأنا عشت فيه وما عرفته ..
إنني لأنحني أمام هذه القصة المؤثرة جداً .. لقد قرأت فيها الكثير .. وحركت مشاعري وعواطفي .. سيدي النبيل اسمح لي أن أحييّكم على هذا الإصرار وهذه العصامية هذا الصبر والإرادة .. لا أملك ان أعلّق بسبب تلك الحسرة .. أو تلك الحسرات الصغيرة/الكبيرة .. لشخص بعمق مشاعركم ورهافة إحساسكم ..
تشدني كتاباتكَ كثيراً لأنها تذكرني بطفولتي .. بشقاوتي لأنني كنت أحل مكان الصبي الذي لم يكن موجوداً وأقوم بكل مهامه وأذهب في اليوم مرات ومرات لأحضر أشياء ضرورية ومن ضمنها العرق وأحياناً في وقت متأخر وربما لهذا لا أعرف الخوف .. وقعت مرات ومرات وحدثت معي قصص كثيرة لاتنسى .. ننتظر المزيد من قصصك التي تعيدنا للماضي وتمتعنا ونحن نعيش ظرفاً استثنائياَ وأزمة سورية خانقة ..
أثناء قراءتي لكتاباتك .. أشعر بنفسي أشاهد شخوصك وهي تتحرك ولم أتمالك أن أمسك نفسي ولا أضحك معهما .. صحيح أَنِّي لا أعرف بسنادا ولكن العطلات الصيفية في كسب منحتني إطاراَ مشابهاً جداً لإطار حكاياتك .. يسعد مساك يا علي مثلما أمتعت سهرتي ..
كتاباتك جميلة جداً .. أحببتها .. تجعلني ابتسم وأتذكر شقاوة الطفولة
خواطرك شيقة جداً وطريقة سردها تجعلك تعيش اللحظة بشغف وحب المكان والزمان اللذين فقدناهما وفقدنا معهما أحبة لنا ..
صديقي العزيز يبدو .. للاغتراب فوائد أدبية كبرى إضافة للفوائد العلمية .. رغم أن الكلمات والحروف برية متمردة محلية ساحلية لم تستطع ن تروضها العولمة ..
جميلة جداً .. مذهل خيال الطفل حين يعمل .. واضح أن موهبتك الروائية مولودة معك وليست وليدة غربتك .. لوﻻ-;- وصفك للكلول لما عرفت أنها ما نسميه في الشام "دحل" ..
ما الذي قادك أخذك إلى الميكانيك والآلات أيها البروفسور الوسيم؟ .. أنت مبدع في كتابة القصص .. اكتب كل ما في رأسك وسأعطيك رأسي إن أحببت ..
***** ***** ***** *****
في غضون ستة سنوات ونيف زرت ستة مدارس لكي أنهي الصف السادس الابتدائي .. من مَدرسة الروضة في بيت القزق بإدارة الآنسة "المربية" سلمى .. دون أن تكون قد درست التربية أو التعليم .. إلى مدرسة الجامع في جامع الضيعة .. بإدارة الشيخ محمد علي غانم الذي أصبح معلماً أو العكس .. والذي كان يحتمي دوماً بعصاه اللئيمة .. ومنها إلى مدرسة بيت الزمار بإدارة .. لم أعد أدري .. من ثم مدرسة البيدر في بيت الرعوان على البيدر بإدارة .. لم أعد أدري .. وبعدها إلى مدرسة الحمام بإدارة .. لم أعد أدري .. وبعدها العودة إلى مدرسة سميح كوسا بإدارة المُعلم .. لست أدري .. تلك التي بُنيت على أنقاض مقبرة بسنادا وبجانبها بُني جامعاً للقوم .. من كانوا المدراء في ابتدائيات و ثانويات بسنادا وفي أية أعوام؟
***** ***** ***** *****
الهزة/الكارثة النفسية القوية .. Trauma .. التي تعرض لها إجمالي المجتمع السوري لن تتوقف مع توقف الصراع العسكري السائد .. بل سيتم توريث هذه الصدمة النفسية بالتأكيد إلى الأجيال اللاحقة .. وسيتم أيضاً انتقال خبرة الصدمة عبر الأجيال .. مثلاً من الأمهات المصابات بصدمات نفسية .. وهنا الكارثة أكبر .. بالإضافة إلى الآثار المدمرة المباشرة للصراعات العسكرية تعمل عواقب العنف العسكري على تَشَكُل اضطرابات ما بعد الصدمة .. "posttraumatic stress disorder" .. والتي تمثل ردود أفعال لاحقة محتملة نتيجة معايشة أحداث مؤلمة ..
***** ***** ***** *****
اللدونة والمرونة من الخواص الميكانيكية الهامة في علم المواد وخواصها .. وهما صفتان إبجابيتان تمثلان أساس العافية النفسية والأساس السليم لكل عمليات التعلم في حياة الإنسان .. إنهما القاعدة الأساسية للاستجابة للمتغيرات المجتمعية والتكيف معها ..
***** ***** ***** *****
وإذ يطرح بعض الوطنيين المحترمين فكرة "تفكيك عصبية السلطة لصالح عصبية وطنية" .. أطرح السؤال التالي على ذاتي: وما هو المبرر للوصول إلى "العصبوية" الوطنية؟ .. تمثل "العصبية" الوطنية التعبير السيء للشوفينية .. ينبغي علينا أن نتوحد ضد مصطلح "العصبيات" بكل معانيه .. "العصبية" القبلية والسلطوية والذكورية والدينية واللغوية والوطنية والقومية .. لأن المصطلح في جوهره لاعقلاني .. يعني التحزب والمغالاة والحقد والكراهية والعدائية للآخرين .. يعني الحرب وعدم احترام الجوار .. يعني عدم احترام التنوع والاختلاف .. ويعني عدم احترام الإنسان .. إن محاولة بناء "العصبية" الوطنية لا يقود إلى تفكيك هيكلية "عصبية" السلطة بل يقود حتماً إلى الظهور الممنهج الأكثر قوة وعنفاً لهذه العصبية العفنة والعتيقة .. كعفونة العصبيات الأخرى ..
الانتماء اللامشروط للوطن يعني: الحرية الشخصية والعلم ونشر سياسة الثقافة والقراءة وتأمين فرص العمل وتأمين الضمان الصحي وزيادة الأجور لتتناسب مع الأسعار وتحسين أداء المؤسسات وتعيين الإنسان المناسب في المكان المناسب واحترام البيئة وحق الجوار وإغلاق السجون السياسية واحترام اتفاقيات الدول عالمياً .. وما شابه .
***** ***** ***** *****
رأي شخصي قابل للتعديل مع تقدم العمر: لولا فرنسا .. لما تأسست في سوريا "إدارة" ومشروع "دولة" ومدارس وشوارع وأبنية خلّابة .. وإذا لم تقتنعوا بهذا الكلام .. وأخص بالذكر كل المقيمين في هذه البلدان وعلى رأسهم قضبان السفارات السورية .. عليكم مغادرة أوطان الاستعمار "فرنسا وبريطانيا وإيطاليا" .. والعودة سريعاً إلى القوقعة البعثية .. واسألوا هناك الأصدقاء المسيحيين المثقفين عن الدور الآخر الإيجابي للوجود الفرنسي في سوريا ..
يقول المفكر السوري الياس مرقص : لقد بكّر الفرنسيون في الخروج من سوريا 25 سنة على الأقل !!!! المفكرون إذاً هم من يتكلمون .. أما أنا فلست بمفكر ولا فيلسوف .. لكنني بروفيسور جيد في تصميم الآلات .. وأرغب بالتواصل الاجتماعي وفقط مع مجموعة من المحترمين والمحترمات ..
***** ***** ***** *****
وحدهم الرجال الأصلاء الأقوياء يتقنون فن القيام بالواجب ومواساة الآخرين ..
***** ***** ***** *****
لم يحن وقت التذمر من الغربة بعد يا سلمى! .. والأصدقاء الجدد كالأطفال وعصافير الترغلي .. فلا تؤاخذيهم .. عسّاهم يسألونك عن معنى الذاكرة في الغربة عن عمرها .. يا أيها السائل: سجّل أنا معترض .. سجّل أنا الأجمّل .. ثم سجّل أنا حليف البراري ..
***** ***** ***** *****
علي: مارسيل خليفة .. يا علي .. قاومت لتحرر دمك من عنابر الزيت .. سميره توفيق .. ياعلي .. بيع الجمل واشتري مهراً لي .. كارول سماحه .. علي .. يا بن عمى ... طيرت النوم من عيوني .. نصري شمس الدين .. كنت فين ياعلي .. مرتك بتدور عليك .. صباح .. يا علي .. يا كويني يا علي يا نسيني يا علي .. علي الديك .. رد عليّ وووووواعلي .. طل الصبح ولك علوش .. ملحم زين .. يا حبيب بيك يا قلب أمك .. يا علي .. يا علي ..
***** ***** ***** *****
فواز: صرصور لاذقاني من أطراف مدينة اللاذقية .. دخل في قنينة ويسكي وطلع منها سكران .. وراح على أكبر مقهى في الشيخ الضاهر .. ووقف على الباب وقال بصوت عالي: على كندرتي أكبر قنينة بيف باف (هوي للصراحة قال على كندرتي فواز الأسد).
***** ***** ***** *****
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -7-
-
دلعونا إمرأة من بسنادا
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -6-
-
رسالة إلى سحر
-
آزارو مرّ من بسنادا
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -5-
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -4-
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -3-
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -2-
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -1-
-
جينات بسندلية -4-
-
بماذا أخبرتني تلك اللوحة؟
-
لِمنْ هذهِ الرائحة القادمة من لندن؟
-
ما الذي تفكرُ به إمرأة؟
-
انطباعات لندنية
-
نبع معلّا في بسنادا
-
رُعاف وقلم رصاص
-
إيحاءات فيسبوكية مُشَتَّتة
-
يا حبق ومنتور -2-
-
يا حبق ومنتور -1-
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|