اسماعيل الواو
الحوار المتمدن-العدد: 4780 - 2015 / 4 / 17 - 14:40
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
يؤرخ بعض المفكرين بداية الحداثة مع اختراع الطباعة 1436م ويذهب آخرين لتواريخ متأخرة يرتبط بعضها بالثورة الفرنسية 1789م أو مابعد ذلك.
في الواقع يرتبط ظهور الحداثة بمجموعة من التحولات الكبرى، أبرزها الثورة الإقتصادية وثورات العلم والإصلاح الديني والثورات الفكرية والسياسية. وترتكز بشكل أساسي على الحرية والعقلانية وإعلاء قيم العلم والإنتاج.
ولقد حاول العرب تمثيل الحداثة من خلال ما سمي بالنهضة العربية والتي بدأت في مصر وسوريا خلال القرن التاسع عشر، وامتدت إلى بغداد ومراكش لاحقاً. وبدت مظاهر هذه النهضة في حركات الإصلاح الديني وصعود الهوية الوطنية والقومية والنهضة الإقتصادية والسياسية.
لا أود الخوض في أسباب فشل النهضة العربية، فقد حاولت ولاتزال دراسات كثيرة تفسير ذلك، ولكن سأحاول رؤية جانب من الأسباب كنتائج موضوعية ذاتية وخارجية. ذاتية تتعلق بعدم قدرة الثقافة العربية على تمثيل الحداثة، ولا ألمح هنا لقصور الثقافة العربية، ولكن لعجز نسبي في مفاهيم ومبادئ الحداثة –التي لم نخلقها لأنفسنا- عن اختراق ثقافة هذه الشعوب.
أما الموضوعية الخارجية فتتعلق بانغلاق أفق الحداثة في الغرب والعالم وفشلها أمام النقد المتزايد لها والذي أدى لدخول العالم فيما بعد الحداثة. لم تُسقط مابعد الحداثة مرتكزات الحداثة المتمثلة في العقلانية والفردانية والديمقراطية، ولكنها وظفت هذه القيم توظيفاً أكثر إنسانيةً وكانت أكثر تكاملاً بين عقل الإنسان وروحه.
إن ما يجري اليوم بفعل العولمة، لايحصل بفعل إرادة حرة، بل يتعلق بمعطيات أخرى مرتبطة ببنية النظام العالمي وتحولاته وأزماته. ونحن اليوم أمام لحظة ثورية تاريخية لالتقاء ما بعد الحداثة مع ثقافتنا، والوعي الجديد الناشئ في جيل الشباب والمتشكل من مقاربة الواقع لتجارب دول العالم الصاعدة في هذه القرية العالمية.
فإما أن نستطيع تمثيل قيم مابعد الحداثة وصناعة مشروع الدولة الوطنية الحديثة. أو نحصل على الفوات التاريخي، ونسكن ماقبل الحداثة، في محاولة لإسقاط حقبة تاريخية من الماضي على مستقبلنا.
#اسماعيل_الواو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟