أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - كلنا مذنبون














المزيد.....

كلنا مذنبون


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4780 - 2015 / 4 / 17 - 14:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كلنا نلعن السياسيين الذين يتولون أمر محافظة الأنبار، وكلنا نشتم رجال الدين وشيوخ العشائر، وكلنا نَصَّبَ نفسه حكما وحاكما، يُدين ويشجب ويستنكر، وكلنا نَسيَ نفسه وبرأها مما يجري اليوم في المحافظة.

أقف اليوم معكم متسائلا: من الذي انتخب هؤلاء؟ ومن الذي وضع الرجل غير المناسب في المكان الذي لا يستحقه؟ هل انتخبهم أبناء كوردستان أو أبناء محافظات الوسط والجنوب؟ ألم يُنتخبوا من قبل أهل الأنبار لأنهم على وفق تقديرهم سيمثلونهم خير تمثيل؟ ألم يكن هؤلاء القادة والساسة من عشائر الأنبار؟ الم يعرف ابناء المحافظة هؤلاء الإمعات قبل أن ينتخبوهم؟ ألم يكن كل هؤلاء أعضاءً في كتل صُنعت بعد الاحتلال ومعروفة بولاءاتها وانتماءاتها السابقة ولم تقدم للمحافظة والعراق خيرا؟ ولم يسعَ قادتها الا للمتاجرة باسم الأنبار لجمع أكبر قدر من السحت الحرام؟ اليسوا من اتباع صالح المطلك والأخوة الكرابلة وعلاوي وأبو ريشه ورافع العيساوي وغيرهم؟ ألم يصلوا الى السلطة بفضل (تكبيرات) ساحة الاعتصام وصراخ سعيد اللافي وعلي حاتم وعبد الرزاق جدي وسعد فياض وبعض الواعظين والمفتين؟

اترك الأجوبة لكم وكلكم يعرفها، ولكنني أقول: نعم إن هؤلاء السياسيين يتحملون المسؤولية الادارية، ولكن أين هم أهل الانبار ممن تقع عليهم مسؤولية الولاء لمدنهم؟ وأين هم شيوخ المنابر والمنصات؟ وأين هم قادة الصحوات بكل مسمياتها؟

وأقول: كلنا مسؤول عما يجري اليوم في الأنبار، نحن مسؤولون لأننا أوصلنا هؤلاء الى كراسي السلطة، ومسؤولون لأننا نقول ولا نفعل، ندين السياسيين ولا نجرؤ على إدانة داعش ومن أنتسب اليها ومن والاها من أبناء المحافظة وما اكثرهم، وهي التي تسببت في كل الذي يجري في المحافظة والعراق.

كل شباب الأنبار مسؤولون عما يجري اليوم لأنهم تركوا مدنهم ونزحوا عنها الى مدن الشتات وما زالوا يعيشون فيها دون أن يتطوعوا للقتال تحت أي مسمى للتحرير، وأخص منهم من هو اليوم (عطال بطال)، هؤلاء الشباب الذين يفتخرون بنشر صورهم في مواقع التواصل الاجتماعي، ويتفننون بتصويرها في مصايف كوردستان وفي مولات بغداد ومقاهيها متباهين بأزيائهم وبأراكيلهم وقَصَة شعرهم، ويطلبون وينادون بالتحرير من خلف أجهزة الحاسوب ومن خلال هواتفهم الثمينة، ويأمرون الناس بالتحرير وينسون أنفسهم.

ربما يقول بعضكم: إن هؤلاء تركوا مدنهم لأنهم لا يستطيعون التصدي لداعش، وقد يكون في هذا بعض الصواب، ولكن ألم يحن الوقت الآن ليحملوا السلاح ويعودوا الى مدنهم تحت مسمى الحشد الوطني أو العشائري أو أي أسم يختارونه ويقاتلون تحت رايته لتحرير مدنهم المغتصبة وعدم التباكي من جهة، وعدم الطعن بمن يقودهم ويسعى لتحرير المحافظة من جهة أخرى؟

إن الواجب يحتم هذا بعيدا عن المهاترات السياسية والعشائرية والطائفية فالأرض والعِرض أولا. يكفينا تحليلا وتنظيرا من هذا السياسي وذاك الشيخ، فلقد سئمنا مما نراه ونسمعه من تصريحات وتعليلات وتنظيرات. لقد غدا الميدان في الأنبار ميدان صراخ وعويل، وتنظير وتحليل، فالكل باتوا محللين وسياسيين، والكل صاروا شيوخا حتى بات عددهم أكثر من الرعية، وما بلاؤنا إلا من الشيوخ، شيوخ العشيرة وشيوخ الدين الذين لا يخفون ولاءاتهم العشائرية والطائفية وحتى الدولية فما هم إلا بيادق شطرنج بيد من يحسن اللعب بها.

كلنا مذنبون، وأنا أول المذنبين لأنني أقول ولا أفعل، ولكني أسعى لتغيير المنكر بلساني لا بأضعف الإيمان ،ومذنب كلُّ من يستطيع أن يحمل السلاح ولا يحمله، ومذنب كل يحاول أن يمنع أي طرف عراقي غيور يريد أن يساعدنا في تحرير مدننا بحجة التغيير الديموغرافي الطائفي او القومي، ومذنب كل من يستنكر مساعدة دول الجوار والتحالف الدولي لنا بحجة الوطنية والاستقلال، ومذنب وملعون كل من يتطاول على من يحمل السلاح اليوم في مدن العراق عامة وفي مدن الانبار خاصة ممن بقي صامدا في الرمادي وحديثة والعامرية والخالدية، فهؤلاء هم من يستحقون التقدير والفخر والاعتزاز.

وإذا لم يكن من الختام بد فأختم قولي بأن المرأة في المحافظات المغتصبة وفي مدننا هي الجديرة بالتقدير والثناء والعرفان، فهي اليوم من تتحمل عذاب الهجرة والتشرد والنزوح، وهي من تستحق منا جميعا الإجلال والإكبار، وإذا ما قدر لنا تكريمها فعلينا أن نقيم لكل واحدة منهن نصبا يزين مداخل مدننا إن شاء الله. أما ساستنا فإنهم من ضيعونا وضيعوا مدننا فلا شكر لهم ولا احترام مع الاعتذار لمن يستحق الاعتذار.



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبَّتْ يدا داعش
- من هو الشيخ.....؟
- رفقا بالمرأة
- الزَعِل
- الدولمه
- الفيس بوقيه
- أخطاء في الكتابة والإملاء
- وداعا عام الويل
- مجرد عتاب
- حكومة السنشيكراد
- أنا احبك
- حتيش وفتيش
- ذكرياتي مع أغنيات أم كلثوم
- كيفية توزيع المقاعد النيابية المخصصة على المرشحين الفائزين
- أكلة المقلوبة
- مناضل من مدينتي -كامل سعد صالح الهيتي
- دروس في اللغة – الحروف الشمسية والحروف القمرية
- دروس في اللغة - حروف المعاني
- مذكرات جندي
- المنتخب الشيعي والمنتخب السني


المزيد.....




- -فريق تقييم الحوادث- يفنّد 3 تقارير تتهم -التحالف- بقيادة ال ...
- ترامب: إيران تقف وراء اختراق حملتي الانتخابية لأنها -لم تكن ...
- في ليلة مبابي.. الريال ينتزع كأس السوبر على حساب أتلانتا
- وسائل إعلام: الهجوم الأوكراني على كورسك أحرج إدارة بايدن
- طالبان تنظم عرضا عسكريا ضخما للغنائم الأمريكية في قاعدة باغر ...
- عبد الفتاح السيسي يستقبل رئيس جمهورية الصومال
- إعلام: قد تهاجم القوات الموالية لإيران البنية التحتية الإسرا ...
- السجن لمغني راب تونسي سعى للترشح لانتخابات الرئاسة
- الأخبار الزائفة تهدد الجميع.. كيف ننتصر عليها؟
- هل تنجح الوساطة الأميركية بين لبنان وإسرائيل؟


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - كلنا مذنبون