أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد عبد المجيد - عبثية الحُكم على السلطة و .. تبرئة المال!














المزيد.....

عبثية الحُكم على السلطة و .. تبرئة المال!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 4780 - 2015 / 4 / 17 - 14:28
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


عبثية الحُكم على السلطة وتبرئة المال!

المال والسلطة لهما شراسة لا قبل للمجتمع بمواجهتها ما لم يفصلهما عدل أو ثورة أو نزع الجذور مهما ضربت في الأعماق.
لذا فلو ألقيت ديكتاتوراً في بئر لا قرار له، أو حبسته في زنزانة معزولة حبساً انفرادياً، ولم تصادر أمواله، فكأنك لم تمسه أو تلمسه أو تُطهر البلد منه ومن تأثيره وسطوته!
مطرقة القاضي التي تعلن النطق بالحكم على طاغية ، ويغض القضاء الطرف عن أمواله الطائلة هي حالة من الشيزوفرانيا التي تحتضن الشعب من الأمام، وتصفعه على قفاه من الخلف!
هكذا انتصر فساد حسني مبارك ورجاله وولديه، فهو بملياراته المنهوبة من الشعب يستطيع لو وضع حارس الزنزانة على بابه مئة قفل، أن يحرك أمواله بخفة لص محترف، ويشتري الناس والقضاة والمحامين والإعلاميين والحزبيين والغوغاء ورجال الدين ، بل يمكنه أن يجعل مؤيديه ومريديه يفسرون الكتب المقدسة حسبما يهوى ، وكيفما يريد!
فصل التوأمين، الطاغية والمال، تعني أن الحُكم أصبح هشاً، وأن المتهم تلقى قبلة من العدالة بعد الحكم عليه، لذا فإن الذين اتفقوا على تنازل علي عبد الله صالح عن السلطة بعد 33 عاما من الاستبداد والسرقة والنهب ، كانوا يعلمون أن الرئيس الجديد مولود من رحم القديم، وأن السابق هو الحاضر مع تغيير طفيف، وأن أموال الذي غادر باب القصر ستعيده من النافذة، تحت أي مسمى آخر، فالفساد يصنع المال، والمال يقوم بحمايته لاحقاً.
ساذج من يتصور مقاومة ضمير الإعلامي والقاضي والمحامي والسياسي لرشوة بمليون أو عدة ملايين من الدولارات، فالملياردير اللص يضاعف أمواله في الحبس وفي القصر بنفس القدر، ويبحث عن ضمير الأمة ليشتريه أو يأتيه الضمير بائعاً نفسه دون أن يكلفه عناء القيام من مقعده أو حتى يحرك مؤخرته يمينا وشمالاً!
أي ثورة تقوم ضد ديكتاتور ومستبد وطاغية وسفاح ، فتطيح به، لكنها تتركه يحرك الأموال المنهوبة، كالذي يقبض على قاتل ولكن يسمح له بالاحتفاظ بأدوات القتل، بل واستخدامها في شراء الذمم وتغيير الشهادات أو تزويرها أو الإتيان بشهود زور من إنس أو جان أو .. تعاليم الأنبياء.
حسني مبارك حُكم عليه بالاستمرار في السلطة فور الامتناع عن المساس بأمواله، بل سمح له المشير طنطاوي أن يأخذ راحة اللصوص في شرم الشيخ لإعادة ترتيب المسروقات عدة أشهر، ثم تركوا امرأته في الخارج تتولى هي حماية مليارات منهوبة من جائعين.
علي عبد الله صالح ظل بعد الاتفاق مسيطراً على الدولة التي طردته من السلطة، وبين يديه مليارات، وشعبه الطيب المسكين لا يعرف غير الفقر والمرض والشعر والقات، حتى أنه كان يقوم بزيارات رسمية لمؤسسات الدولة، ويدخل متحفاً باسمه ليشهد على استمرار حُكمه مع وجود الرئيس هادي، ويشتري السلاح والقبائل ويدرب رجال ابنه والميليشيات.
الطاغية لا ينخلع عن عرشه إلا إذا قطعت يده التي تمسك المال المنهوب، وأنهيت قدرته على سحب قرش واحد من أي مصرف، وخشيت التزام الصمت مع تأجيل الأحكام لئلا تعيد إليك مصارف لم تعرف اسمها، أموال الشعب التي تظل في موضعها لا تبرحه حتى يعلن القضاء حُكمه النهائي.
من يطيح بسلطة ويترك في حساباتها أموال الشعب، كمن يطرد ذئباً من أمام قطيع حملان، ويتركه خلفها!
الطغاة لا يبحثون عن مرتزقة، ولكن المرتزقة يشمون بأنوف مدربة رائحة المال ولو على مسافة ألف ميل فوق الأرض أو ألف فرسخ تحت الماء أو ألف من إحنا أسفين يا ريس يرفعون أيديهم إلى سماء القاهرة أو صنعاء أو تكريت أو حلب، ولو علموا أن العقيد حيٌّ لملئوا سماء الصحراء الليبية بأدعيتهم وبكائهم على رسول الصحراء.
القضاء يصدر أحكامه على المجرمين والمستبدين وفقاً لسعة جيوبهم!

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 17 ابريل 2015



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلاميون الأُذُنيّون!
- المشهد الجديد لدولة الإمارات!
- الأحكامُ الجائرةُ عَدْلٌ!
- انتصار المسلمين في موقعة فاطمة ناعوت
- لا تحاول أن تفهم حتى تفهم!
- أيها الأشقاء المغاربة، أعتذر لكم باسم المصريين!
- رسالة إلى سيد القصر!
- قِرَدة مقارنة الأديان!
- لهذا يكرهون السيسي!
- فلسطين ..محامون فاشلون عن قضايا عادلة!
- الإعلام .. مهنة من لا مهنة له!
- تحذير من أجل مصر و .. أقباطنا!
- حوارٌ تَكْمِلَتُه تَطْبيقُه!
- متى نقوم بتحنيط الصحافة المصرية؟
- الارهاب والأشباح!
- حوار بين الضمير الديني و .. الضمير الاجتماعي!
- دعوني أفرح أياماً أو أسابيع فقط!
- القاضي الحُلم!
- دافعوا عن اليهود لنربح قضايانا!
- حوار بين مرسي و .. السيسي!


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد عبد المجيد - عبثية الحُكم على السلطة و .. تبرئة المال!