عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب
(Abderrahim Tourani)
الحوار المتمدن-العدد: 4779 - 2015 / 4 / 16 - 08:28
المحور:
كتابات ساخرة
لما كثرت الأقاويل والتقولات، وعدها أن يتقدم لخطبتها، وجاء ظهرا برفقة امرأة .
وعندما فتح الولد الأكبر الباب، جرى داخل الدار يخبر إخوته بامتعاض:
- لقد وصل الوزير برفقة أمه لخطبتها رسميا.
قاطعه الخطيب لما سمع تهامسهم:
- بلى يا ولدي، إنها زوجتي، وقد أصرت على أن تنال الأجر مضاعفا، في الدنيا والآخرة، بالتقدم لخطبة ضرتها. وهي بذلك تسير على خطى أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن.
قالت زوجة الوزير:
- جئتك يا معالي الوزيرة لطلب يدك لزوجنا المصون، فلا ترديها في وجهي. وأعدك أننا سنكون أختين حبيبتين وأكثر وليس ضرتين. نتعاون معا على راحة الحبيب وخدمته بما أوصى الله ورسوله.
تدخل الوزير مبتسما محاولا إشاعة جو من المرح المفقود:
- أعدك أن تكون ضرتك هذه "وزيرة" لك في ليلة دخلتنا.
تدخل أحد الأبناء متسائلا بسخرية:
- وأنت من سيكون وزيرك يا عمي؟
سادت لحظة ارتباك وصمت قبل أن يرد الوزير:
- أنا لا أحتاج ل"وزير" ما دمت وزيرا.
ساعتها كان الراديو يذيع خبر التعديل الوزاري، الذي أتى على المنصب الحكومي للخطيبين الوزيرين..
تماسك الوزير المقال أعصابه، وتقدم صوب مخطوبته المقالة:
- أنت أحب إلي من كرسي الوزارة، و أحب إلي مما يدعونني إليه. ثم عانقها مقبلا يدها وخدها.
ردت عليه ضاحكة:
- وأنت حكومتي يا السي الحبيب.
خرج الأولاد. وتململت الزوجة- الأم، سعلت، لما طال العناق خرجت هي الأخرى.
عندها صاحت الوزيرة المقالة في وجه الوزير المقال:
- أسرع.. أسرع.. يا الحبيب وحاول إرضاء "وزيرتي"، قبل أن تشملها أيضا لعنة الإقالة ويضيع مستقبلنا.
في رأس الدرب كان أبناء الجيران يرددون أغنية سليم الهلالي بطريقة الحاجة الحمداوية:
- دور بها يا الشوباني .. دور بها..
#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)
Abderrahim_Tourani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟