عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4779 - 2015 / 4 / 16 - 00:04
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
عيدُ الخليقة .. وأحزانُ نهاية الكون
هذا اليوم ..
في مخيم للنازحين الأيزيديين في اربيل .. في عيد رأس السنة الأيزيدية ( سري سالى ) .. في اول اربعاء من شهر نيسان بالتقويم الشرقي ( الأربعاء الأحمر - جارشة م سور ) .. قام الناجي الوحيد من العائلة التي كانت تتألّفُ من تسعة أفراد (لغاية اليوم الأسود الذي حلّ في 3-8-2014) .. بالأحتفال بهذا العيد على طريقته الخاصة.
تحتَ باقةٍ من شقائق النعمان ، المثبتّةِ بالطين " اللِبْن " على باب الخيمة .. جلسَ الفتى الأيزيديّ الحزين وحيداً ، وأمامهُ سلّةً صغيرةً من بَيْض العيد الملوّن .
وضعَ البيضةَ التي تحملُ إسمَ أمّه في وسط السلّة ، وأحاطها بثمانِ بيضاتٍ كتبَ عليها اسماء شقيقاته وأشقّائهِ .
قال لنا : من يريدُ الأحتفال معنا بـأعيادنا .. فليتوجّه بتهنئته إلى هؤلاء ( وأشار إلى الأسماء النافرة كالدم ، في سلّة البيض الملوّن ) .. وليس لنا .
الأسماء :خوخي(الأم) .شمي(بنت).شلو (ولد).الياس(ولد) . شيرين(البنت التي لازالت مُختطفة).شاهة(البنت التي ماتت على جبل شنكَال).ونسه(بنت).خدر (ولد) .
هل هذه العائلةُ تمثّلنا ، كلّنا ، ؟ - نعم .
هل هذه العائلةُ تتحدثُ بأسمنا ؟ - نعم .
هل لدينا أيّامٌ سوداء كيوم 3-8-2014 ؟ - نعم .
هل جميع " أعيادنا " كهذا " العيد " ؟ - نعم .
هل يتكرّر الخطأ ؟ - نعم .
نعم يافتى سنجار الجميل .
نحنُ لانملكُ لكَ ، و لنا ، غير العزاء ، والأماني الطيّبة ، وأنتظار نهاية الكون ..
ولا شيء آخر .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟