ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن-العدد: 4778 - 2015 / 4 / 15 - 18:59
المحور:
الادب والفن
ما سقط من «عصفورة حريتي» في نهاية السفر كان سراب
صدفة وجدت نصوصا يعود تاريخها إلى ما قبل نشر كتابي «عصفورة حريتي»، يبدو أني لم أعثر عليها عند جمع النصوص للكتاب. 03/2011
عندما تسيرُ في طريق سفرِك
تظنُّ أنك تستطيعُ استطلاعَ نهايةِ الطريق
لكنّ ثمةَ منعطفٍ حادٍّ
يحولُ بين البصرِ ونهايةِ الطريق
وما أن ينتهيَ ذلك المنعطف
وقد ظننتَ أن الطريقَ
سيستقيمُ أمام ناظرَيك
كي تمدَّ البصرَ إلى الأفق
لعلك تستطلعُ نهايةَ الطريق
حتى يعقبَ ذلك المنعطفَ
منعطفٌ آخر
وإذا ما تجاوزتَ المنعطفاتِ
أو ظننتَ أنك تجاوزتَها
انتابَ طريقَك منحنى
حال دون رؤيةِ ما وراءَه
وهكذا كما في المنعطفاتِ المتواليةِ من قبل
ها أنت تجدُك تتوالى المنحنياتُ
في طريقِك أمام ناظرَيك
وقد تتخللُ المنعطفاتِ
ثمةُ منحنيات
كما وتتخلل المنحنياتِ
ثمةُ منعطفات
وقد يقترنُ منعطفٌ بمنحنىً
أو منحنىً بمنعطف
فتجدُك أمام منعطفٍ ذي انحناء
أو أمام منحنىً ذي انعطاف
ولكن أخيرا
تبلغُ طريقاً سويّاً مستقيماً
ممتداً ما امتدّ البصر
لكنّ بلوغَه
كان عند سقوطِ قرصِ الشمسِ
من الأفقِ الغربي
وعند تبرقُعِ السماءِ
بوشاحِ غشاوةِ أولِّ الليل
فتحول الغشاوةُ
دون استطلاعِ نهايةِ الطريق
وهكذا وعندما يُصبحُ الصباح
وتظنُّ أنك أخيراً
ستستكشفُ النهايةَ
في وضحِ النهار
تكونُ قد دخلتَ ثانيةً
في منعطفاتٍ ومنحنيات
وبعضُ المنعطفاتِ ذاتُ انحناءات
وبعضُ المنحنياتِ ذاتُ انعطافات
وفي كلِّ مرةٍ
ظننتَه المنعطفَ الأخير
لم يكن الأخير
وفي كل مرةٍ
ظننتَه المنحنى الأخير
لم يكن الأخير
ويتواصلُ السفر
بين ليلٍ أو ضبابٍ
أو عاصفةٍ رمليةٍ أو مطرٍ كثيف
وبين مساراتٍ
إما ليست ذاتَ استقامةٍ وامتداد
وإما ليست ذاتَ استواءٍ وانبساط
وتطوي الأميالَ
وعشاراتِ الأميالِ
وعشراتِ العشرات
ولا تدري إلى أينَ السفر
وأخيراً تبلغُ
ما فيه ضوءٌ بلا غشاوة
واستقامةٌ بلا انعطاف
واستواءٌ بلا انحناء
وتمدُّ بصرَك لأولِّ مرةٍ
إلى نهايةِ الطريق
أو ما تظنُّه نهايةَ الطريق
فتحثُّ السيرَ في سفرِك
وكلما ظننتَك اقتربتَ من النهاية
تبتعد نهايةُ الطريقِ عنك
وأخيراً بلغتَها
أخيراً
بعد شدةِ عناء
وطولِ سفر
أخيراً
بلغتَها
أخيراً بلغتَ نهايةَ الطريق
وكانت الفرحة
لكنْ سرعانَ ما انطفأ وهجُها
فنهايةُ الطريق
كانت
سراباً
وليست إلا سراب
#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟