أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالحليم حفينة - إسلام بحيري وعصر الجماهير الغفيرة














المزيد.....


إسلام بحيري وعصر الجماهير الغفيرة


عبدالحليم حفينة

الحوار المتمدن-العدد: 4778 - 2015 / 4 / 15 - 10:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في كتابه البديع "عصر الجماهير الغفيرة" يوضح الأستاذ جلال أمين كيف تحولنا إلى عصر الجماهير الغفيرة، والمقصود بعصر الجماهير الغفيرة هنا، هو إنضمام شريحة واسعة من الطبقات الفقيرة التي لم تكن فاعلة أو مؤثرة في مسيرة الأمم إلى الطبقة الوسطى التي تمتلك القدرة الأكبر على إحداث حراك اجتماعي، ويرجع هذا الإنتقال في مصر إلى حركة الضباط الأحرار في الثالث والعشرين من يوليو عام 1952، التي أدت إصلاحتها الاجتماعية إلى ولوج أعداد كبيرة من أبناء الفقراء غير المتعلمين إلى شريحة الطبقة الوسطى.

ويرصد في أحد فصول الكتاب، كيف تحول التلفزيون من وسيلة للتسلية والتثقيف، إلى أداة لتلبية رغبات الجماهير مقابل تسويق الإعلانات، فيرصد هبوط مستوى المواد التي كان يعرضها التلفزيون فيما مضى، حتى تلائم الآن ذوق الجمهور الواسع الذي أصبح أقل ثقافة، وصاحب مستوى ردئ من التعليم.

هذا الرصد الدقيق يوضح لنا بمنطق رصين، سبب تدني ما تقدمه وسائل الإعلام، ويقودنا هذا التحليل مباشرة لتفسير عددًا من الظواهر الإعلامية التي تعتمد على الإثارة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب المادية، عن طريق زيادة نسب المشاهدة، ولنا في ظاهرة إسلام البحيري العبرة والمثل.

بعد إندلاع ثورة يناير، وعلو نبرة خطاب التيار الإسلامي بما تحمله من تطرف وغرور، وقطاع كبير من المصريين يعيش حالة من الهلع والتخوف من فرض أشكال حضارية لم يألفوها منذ زمن، وتجلى ذلك في خروج أعداد كبيرة في الثلاثين من يونيو 2013 رافضين هذا الخطاب ومن يمثلوه في السلطة الحاكمة آن ذاك.

خطاب التيار الإسلامي فيما قبل يونيو 2013 خلق حالة من الاستقطاب، استدعت وجود خطاب مضاد لا يقل تطرفًا في أحيانٍ كثيرة عما يقدمه خطاب التيارات الإسلامية، وبالطبع كانت الفضائيات هي مسرح المعركة بين الخطابين، ومع اندحار خطاب التيارات الإسلامية بعد حصار السلطات في مصر له، تفرد الخطاب المضاد، وتمثل ذلك في عدة برامج فضائية كان من بينها برنامج إسلام بحيري الذي غالى في انتقاد الفقهاء بشكل أثار حفيظة أكبر مؤسسة دينية في مصر "الأزهر"، ووصل الأمر إلى إيقاف البرنامج.

ما يحدث يردنا إلى أصل الأشياء والهدف الحقيقي من وجودها، فالتلفزيون أحد تلك الأشياء حديثة العهد بالمجتمعات الإنسانية، والذي حاد عن دوره الأساسي من تثقيف وتسلية وإعلام؛ ليستغل حالة الاستقطاب المجتمعية؛ لتحقيق أكبر قدر من العائد المادي، وأي محاولة للوقوف في وجه تلك الظواهر لابد أن يتصدى لها العقلاء الباحثون عن الحقيقة المجردة، المتمكنون من العلم، حتى يقدموا للجمهور قيم حقيقية تستحق النقاش حولها. وهذا أيضًا يستدعي وجود جمهور متعلم تعليم جيد مُلم بثقافة معقولة تمكنه من البحث والتفكير. ربما يلزم لتحقيق تلك المعادلة الكثير من الجهود والوقت، إلا أن هذا هو الحل في رأيي إذا أردنا أن تستقيم الأمور.





#عبدالحليم_حفينة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصريون والأزمة السورية
- أُنثَى -قصة قصيرة-
- من اليأس إلى دولة الثورة
- الدين والتعليم والفن.. ثالوث التحرش الجنسي
- عن وهم شعبية السيسي الجارفة!
- وفاء بالعهد - قصة قصيرة -
- حرية العقيدة والدستور
- بين الأفكار المعلبة والبحث عن الذات
- الزواج على الطريقة المصرية


المزيد.....




- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
- “خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالحليم حفينة - إسلام بحيري وعصر الجماهير الغفيرة