أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- بين الضراط والعلم














المزيد.....

بدون مؤاخذة- بين الضراط والعلم


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4778 - 2015 / 4 / 15 - 10:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة- بين الضراط والعلم
ومن عجائب عصور الانحطاط والتّخلف ومعاداة التّطوّر الحياتيّ، أن يتمّ الاحتفال قبل عدّة أشهر بمناقشة رسالة ماجستير في احدى الجامعات العربيّة، عنوانها "الضراط وأحكامه" في نفس اليوم الذي نزلت فيه محطّة فضاء أمريكيّة على كوكب المرّيخ، وتأتي فتوى الأزهر قبل بضعة أيّام بأنّ الضراط المفسد للوضوء له مواصفات من حيث الرائحة والصوت وغير ذلك، وما تبقى لا يفسد الوضوء، وهذا يعيدنا إلى الجدل حول أولويّة اليد والرِّجل اليمنى على أختها اليسرى، وضرورة دخول الحمّامات بالرِّجل اليسرى، وكأنّ الجانب الأيسر من جسم الانسان نجس أو قذر ولا يمكن تطهيره وتنظيفه! وهناك من الخرافات والخزعبلات الكثير حسب ما ورد في مؤلّفات الأقدمين، واتّخذت طابع القداسة دون أن يشغل أحد عقله وفكره في تمحيصها وتدقيقها*. وحسب ثقافة التّخلف وهي ثقافة لا علاقة لها بالدّين الصّحيح، فإنّ صاحب كتاب" الضراط وأحكامه" يسمّى عالما، تماما مثلما نطلق على بعض أئمّة المساجد من الأمّيّين وأشباههم لقب عالم أيضا، ومثلما نقرأ على بعض كتب الأقدمين عن المؤلّف بأنّه عالم زمانه ووحيد عصره، مع أن لا علاقة للعلم بمؤلّفه. وتماما مثلما ظهر أحد "العلماء" المعتقلين في احدى الدّول العربيّة على احدى الفضائيّات يدعو إلى إباحة قتل المسلمين أثناء استهداف أحد "الكفرة" الذي يسكن بجوارهم حسب رأيه! ويفاخر بأنّه لم يرسل أبناءه إلى المدرسة لأنّها تدرس موادّ تكفيريّة كالرّياضيات!
فلماذا تذهب جهود أبناء شعوبنا التعليميّة بحثا عن الضراط وغيره؟ ولماذا لا يتم توجيههم لدراسة علوم الدّنيا؟ فهل ختمنا علوم الرّياضيّات والفيزياء والهندسة والزّراعة والاختراعات والابتكارات والطّب وغيرها، وتربّعنا على عرشها، ولم تعد بنا حاجة إليها حتى نبتعد عنها؟ وهل تساءلنا عن مدى مساهمتنا في العلوم الحديثة؟ ولماذا؟ وهل مدارسنا ومناهجنا التعليميّة في مختلف مراحلها تواكب العصر؟ ولماذا نحتل مراكز الصّدارة في الجهل والفقر وانتشار الأمراض؟ ولماذا نسبة الوفيات عندنا أعلى من مثيلاتها في الدّول المتحضّرة؟ ولماذا لا نقبل الرأي والرّأي الآخر؟ ولماذا نخاف من كلّ جديد؟ ولماذا أوطاننا ومواردنا الطّبيعيّة لا تزال نهبا للطّامعين؟ ولماذا لا يتمّ تطوير الزّراعة وتصنيع البلدان؟ ولماذا السّبحة التي نسبّح بها والسّجادة التي نصلي عليها وملابس الاحرام في الحجيج صناعة أجنبيّة؟ ولماذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟ وهل يحتاج الضراط إلى أبحاث جديدة؟ ولماذا تتمحور غالبيّة فتاوي مشايخنا على الجزء السّفلي من المرأة؟ وعلى علاقة الذّكور بالاناث؟ وعلى حلق اللحى وحفّ الشّوارب! ومن أين أتتنا الأفكار التّكفيريّة والتّخوينيّة التي قادتنا وتقودنا إلى قتل مئات الألوف من شعوبنا وتدمير بلداننا؟ ولماذا نلجأ إلى التبريريّة لتجميل أخطائنا وخطايانا بدلا من الاعتراف بها ومعالجتها؟
15-4-2015



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-الكذب والحقيقة المرّة
- بدون مؤاخذة- الكذب ومرحلة الهزائم
- أكلة الجوز الفارغ
- الدّراية ثورة في الفكر الدّيني
- يوميّات الحزن الدّامي-لقاء
- استشهاد جعفر عوض يدقّ ناقوس الخطر
- ديوان أجنحة الأنين في اليوم السابع
- مخيم اليرموك والجريمة المستمرّة
- بدون مؤاخذة- يعقوب زيادين والمرحلة
- ريتا عودة في ندوة اليوم السابع
- قصّة-فهمان وحسّان-والعنصريّة
- كتاب -أغرب زواج- في اليوم السّابع
- بدون مؤاخذة- انظروا إلى أفعال نتنياهو
- جمعة السّمّان يكتب عن أغرب زواج
- ريتا عودة تختزل الرّواية بقصيدة
- رواية لفح الغربة في اليوم السابع
- ريتا عودة وجنون اللغة
- رواية لفح الغربة والأهداف النّبيلة
- الرواية الفلسطينية لوحيد تاجا في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- القائمة الانتخابية المشتركة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- بين الضراط والعلم