|
حلقة 63رواية : ريح شرقيّة . فائزة الداوود
بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 4777 - 2015 / 4 / 14 - 08:56
المحور:
الادب والفن
حلقة 63رواية : ريح شرقيّة ,هي رواية ترمز إلى (( موج البحر والنهر الاصفر والريح الشرقيّة )) كأنهم ثلاثة وحوش مفترسين . ومارست المبدعة faeza daud في روايتها " ريح شرقيّة " السباحة الفكريّة في فضاء مطلق والغوص في البشريّة لشخوص من بعض أبطالها الذين يعتمدون الشعوذة والخرافات والمُخيّلة القائمة على ذاتيّة المتخيّل ، وعلى الأسطورة وحكايات عليا الشعبيّة وأمثالها (( ايّامكم هذه تُشبه يوماً، صَفَت سماؤه بعد ثلج ومطر وريح قالع أيّامكم بعد 1950 أصبحت اكثر اماناً من ايّامنا )) وتتساءل faeza daud ما الفرق بين جسد أنثى شرقيّة صاحبة الرداء البرتقالي واحتضن جسدها موج البحر أو حضنتها مشاعر العاشق الهائم بها ؟! فهل ثمّة فرق بين أن تموت المرأة عشقاً او غَرَقاً ؟! . بداية الرواية : عابرسبيل 1950 هو هلال القلع الذي خرج من قريته شلال الجبل مع دابته / حمارته التي سلكت طريقاً جبليّة وعرة مهجورة ولم (( ير مسكناً يوحي له بالأمان ولم يلمح نورا يرفرف في العتمة الرماديّة )) يحرره من خوفه وتخيلاته > وحطّت به الرحال في .... كوخ عليان ووضحة >وتسأل وضحة عليان عن الشاب الضيف فأجابها (( ومن يدري قد يكون جاسوساً أو مجرماً عقبت وضحة قائلة : وقد يكون " فراريّ " أو قاطع طريق أو عابر سبيل )) وابطال الرواية في البداية اربعة " الكلب فيكتور . الشاب هلال الذي بُترت ساقه . الشقيقان وضحة وعليان والحروب والسفر اكلت الرجال )) نتيجة مقاومة الملثمين والفراري للفرنسيين واجبارهم على الرحيل ، واحتفال القرى بيوم النصر والاستقلال .ونهاية الرواية : حكاية تتعلّق بشخصيّة " أبو طاقة " الترهيبيّة التي قام بصناعتها الثلاثيّ " الراعي . الخادم الشيخ " للحصول على الامتيازات الماديّة والمعنويّة . ثُم تحولت تاريخيّاً لدى التيّار الشعبوي إلى محكمة تُحاكم الخائن والقاتل والسارق والزاني > وقراراتها التي تصدر تبعاّ للعوامل النفسيّة والدقّات القلبيّة للمتّهم تبقى متموجة بين الخطأ والصّواب .والطبقة الشعبيّة لا تتجاسر على ربط حيواناتها بشجرة سنديانة المزار لأنّها تعتبر سنديانة المزار شجرة الموتى المباركة .ولا أحد يتجاسر على قطع غصنٍ من أغصانها أو قضم ورقة من اوراقها . والراعي يعتبر قطيعه، جمهوريّة اهله واسرته وخلاّنه ويقوم بمحاورتهم ورعايتهم وحمايتهم ومعاقبتهم> تقول فائزة بلسان الراعي الموجّه إلى (( أحلام شاعر فرنسيّ في مهمّة انظر فيكتور إلى ثمار شجرة البلوط ترى في اعلاها قلنسوة " قمع الدّوامة " إنّها رؤوس الموتى الموجودين في المقبرة .وهي تُسامر فيما بينها اواخر الليل . وأكون أنا ساهراً في كوخي الشجري ، فأستمع إلى مسامرتها .واعرف منها ما فعل أصحابها في حياتهم . وما حدث معهم في القبور )) وهذا التصوّر الرعوي الملحمي المتخيّل يرجع إلى معتقدات عصر الملاحم الذي كان يؤمن بالانتقال الطبيعي للأرواح ـــــــ عبر المسخ والفسخ ـــــــ من مملكة الإنسان إلى مملكتي الحيوان والنبات .والمزارع " رجّوح " البريء ، حكمت عليه الطاقة المربعة بالخيانة العظمى . ومات غرقاً في النهر. ولم ينقذْه أحدٌ .أمّا لُجين المتّهمة بالزنى فهي زانية حقّاً ، لكن محكمة الطاقة قد برّأتها من التهمة الموجهة إليها , ويبقى المستشرق الغربي ممثلاً بالشاعر فيكتور يعتمد استشراقاً معكوساً .ويقوم بقلب الحقائق متعمدا بذلك اظهار الشرق كشرق طيّع قائم على ثلاثيّة الاتّكال والسبات واللامتخيلة .وبين البداية والنهاية الرواية تزدحم بالشخصيّات : الكلب فيكتور احد ابطالها الذي يرمز إلى بعدين : بعد ديني يحمي المؤمنين من هجمات حرّاس الحكام . وبعد دنيوي بحمي بيوت الفلاحين والمزارعين من هجمات اللصوص. وأبطالها رجال وارانب . اميّون ومزارعون . مقاومون ومستسلمون . مستشرقون وفراريّون . افاعٍ وجرذان. عساكرٍ ونياشين . مغفّلون وحصّادون وملثّمون . وترى فائزة الداوود بانّ " المخيّلة الشعبيّة " الريفيّة تعتبر الابرار من الشيوخ الدراويش الذين يُدْفنون في أعلى المرتفعات التي تغطّيها أشجار السنديان والبلوط هم شخوص مطهرون من ادران الدنيا واوحالها . وإنّ أضواء البروق تصل إلي المقامات الدينيّة أوّلاً. وفي آخرتهم يُصبحون نجوماً ساطعة في السماء وهذا يرجع إلى أنّ المخيّلة الشعبيّة تجهل العلوم الجيو ـــــــ فيزيائيّة التي تؤكّد أنّ الصواعق تتشكّل نتيجة اصطدام غيمتين / شحنتين كهربائيتين والدور الرئيس لتفريغ دارات الصواعق من شحناتها الكهربائيّة القاتلة يرجع إلى أغصان شجر السنديان .ولا يوجد أي دور فاعل لصاحب المقام . واستوعبت الروائيّة والقاصّة الظروف التاريخيّة المحيطة بأبطالها وما شكّلته من اندفاعات ذاتيّة جعلتهم يذللون المصاعب> ويخترقون المجاهيل لتحقيق ما يصبون إليه . وإن مسيرة ابطالها امتدت من الجبال الساحليّة إلى موج البحر وموانئه مروراً بسهوله الخضراء. ومسيرة حياة الروائيّة عاشت في مدينة بانياس أرض الملحمة الاوكاريتيّة للشاعر الملحمي بانياس والتي تعانق البحر عناق الحبيب لعشيقته . ويعانق البحر مدينتها كزوجين متقابلين متحابّين إلى أبد الآبدين . أمّا طفولتها فقد تنامت في قرية دير البشل المُفْترِشة على تلٍّ مرتفع يُعطيها البحر شموخاً . وتُعطي القريةُ البحرَ جمالاً. ويوسّع البحر من مدى آفاق رؤية الروائيّة . ونسيم البحر يُنعش أفكار فائزة الروائيّة والقاصّة والناقدة . وتزعجها روائح فسادٍ ودُخانٍ تصدرهما شركة نفطيّة ساحليّة وفائزة الداوود هي طليعة الروائيّات التي شكلت توليفة / تعشيقة بين الملحمة الروائيّة والجغرافيا الرعوية /
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حلقة 62 قراءات متعددة لانتاج الروائية فائزة الداوود
-
لقة 61 النجمة الساحليّة فائزة الداوود بين الحياة والنصوص
-
حلقة 61 النجمة الساحليّة فائزة الداوود بين الحياة والنصوص :
-
حلفة 60 أبطال فائزة الداوود
-
مقدمة , الروائية فائزة الداوود . حلقة 59
-
الروائية السورية فائزة الداوود حلقة 58
-
الروائية والقاصة السورية فائزة الداوود حلقة 56
-
الروائية والقاصة السورية فائزة الداوود حلقة 57
-
الروائية ا والقاصة السورية فائزة الداوود حلقة 55
-
الروائية والقاصة السورية فائزة الداوود حلقة 55
-
الحلقة 55 الروئية والقاصة السورية فائزة الداوود
-
الروائية والقاصة السورية فائزة الداوود حلقة 53
-
حلقة54 الروائية والقاصة السورية فائزة الداوود
-
حلقة 52 الروائية والقاصة السوريّة فائزة الداوود
-
حلقة 51 الروائية السورية فائزة الداوود
-
الروائية السزرية فائزة الداوود حلقة 40
-
حلقة 39 الروائية والقاصة السورية فائزة الداوود
-
الروائية والقاصة السورية فائزة الداوود
-
حلقة 36 الروائية والقاصة السورية فائزة الداوود
-
العصران
المزيد.....
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|