السيئون ينامون جيدا 1960(أكيرا كيراساو):متعة بوليسية وقليل من التأمل

بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4776 - 2015 / 4 / 13 - 21:43
المحور: الادب والفن
    

السيئون ينامون جيدا 1960(أكيرا كيراساو):متعة بوليسية وقليل من التأمل
حفل زفاف لأبنة(iwabuci) على (Nishi) صديق لأخاها يحضره السياسيون ورجال من الحكومة ورجال أعمال،والأحاديث تدور حول رجل القى بنفسه من نافذة تلك المؤسسة الكبيرة بدعوى الانتحار،وكعكة الزواج مستقرة على هيئة تلك المؤسسة وزهرة في الكعكة تزين النافذة التي انتحر منها ذلك الشخص...
ومن ثم لاحقا أعضاء ورجال من هذه المؤسسة يعتقلون والصحف تتابع هذه الفضيحة عن كثب...
السيئون ينامون جيدا فيلم أعلن فيه كيراساو حبه وتقديره للسينما الأمريكية،فالفيلم قريب الشبه جدا من أفلام الجريمة الأمريكية التي بدأ يأفل نجمها في هذا الوقت،وان كان الفيلم له علاقة بالسياسة وبالفساد الطبقي البرجوازي،وهو موضوع كما نعلم جيدا تناوله بونويل وبازوليني ذات مرة على نحو يبدو متطرفا أحيانا،في حين بدا الفيلم في بدايته أكثر وثائقية على انه سيتحول الى فيلم جريمة ياباني اصيل في معطياته على تلميحاته عن الفساد الطبقي إلا أن الهدف الواضح هو تحقيق فيلم عن عصابات وعن جرائم وعن حركة وعن انتقام وعن بطل أوحد وهذه الخلطة التي يحققها كيراساو الأن بالتأكيد متقنة ولايمكن تشبيهها ابدا بفيلم عصابات هوليوودي عابر،والفيلم فيه شيء من فيلم الحي الصيني الذي تحدثنا عنه ذات مرة للبولندي (رومان بولونسكي)
سان وهو أحد القائمين على اعمال الشركة لائذ بالصمت منذ 3 اسابيع وهو ينتظر اأمر الأنتحار من الادارة ولكن نيشي(توشيرو ميفوني) يعمل على انقاذه،وظهور نيشي بهذه الطريقة أعطى للفيلم حبكة أوضح وانقذ الفيلم من ثرثرة وشرح طويل،حيث تظهر هذه الحبكة من خلال بطل مركزي هدفها الانتقام فنيشي هو الابن غير الشرعي ل(Furuya) الرجل الذي انتحر منذ خمس سنوات ملقيا بنفسه من نافذة الطابق السابع.
إذا النص الذي يعالجه كيراساو يبدو مألوفا ولكننا لن نحكم عليه بالتكرار لسبب بسيط هو لأنه من مخرج قادم من اعماق الشرق،وحتى ان لم يكن الفيلم مرتكز على نص أدبي على شاكلة عرش الدم أو العمق السفلي ،فكيراساو هو سيد في الصنعة السينمائية والملهم الذي استفاد منه كبار السينمائيين في انحاء المعمورة،وبذلك لايكون هذا الفيلم خالي أو فارغ،بل مشاهدته تحقق الكثير المتعة البوليسية وقليلا من التأمل حول الصعود والانتقام والواقعية عن فساد اصبح منظما وليس من الممكن هزيمته بسهولة،وبذلك يكون كيراساو قد عالج فيلمه هذا مع شيء كبير من المنطقية والتسلسل اللانهائي لتلك الطبقات الفاسدة.
بلال سمير الصدّر
8/1/2015

#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات