أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - علامَ يُحاكَم إسلام البحيري!














المزيد.....

علامَ يُحاكَم إسلام البحيري!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4776 - 2015 / 4 / 13 - 16:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جاء رجلٌ وقال: “الإسلامُ دينٌ يدعو لإعمال العقل واحترام العلم.” وكيف لا وهو القائل:”اقرأ. ألا تدبّرون؟ ألا تفقهون؟ ألا تَفَكّرون؟ هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟" فكيف يأمرنا بالتداوي ببول الإبل والوقاية بتمرةٍ من السُّم الزعاف؟! فغضب ناسٌ! وحاكُمه ناسٌ! وأهدرَ دمُه شخصٌ ظريفٌ! فهل يرى أولئك الأشاوسُ أن الإسلام لا يحترمُ العقلَ والعلمَ والتفّكر؟! وقال الرجلُ إن الإسلامَ يحترمُ المرأةَ ويُعلي من شأنها، وكذّبَ مَن يرونها مطيةً للركوب، ووعاءً للشهوة، وماكينةً تُرضعُ السابلةَ الرجالَ من ثدييها. وقال إن الإسلامَ يحفظُ للطفلة طفولتَها ولا ينتزعها من دُميها وعرائسها هادرًا براءتَها في زواج لا تدري ما هو، وكذّبَ مَن قال إن الرسول قدوتَنها قد بنى بعائشة طفلةً في التاسعة. فغضبَ ناسٌ! وحاكمه ناسٌ! وأهدرَ دمُه شخصٌ ظريفٌ! فهل يرى أولئك الأشاوسُ أن الإسلام يجعلُ من المرأة بهيمةً رخيصةً، وينتزعُ الطفلاتِ من حضن أمهاتهن ليُلقي بهنَ في أحضان الكهول من ذوي الشبق والمفاخذة؟! قال الرجلُ إن الإسلام متحضّرٌ يحترم العقائدَ وحرية الاعتقاد، ولا يأمر بقتل المسالمين، بدليل: “وقُل الحقَّ من ربّكم، فمَن شاء فليؤمن ومَن شاء فليكفرْ"، فهل يرى الأشاوسُ الغاضبون أولئك غير ما يرى القرآنُ الكريم؟! قال الرجلُ إن الاحتكامَ لكتاب الله وحسب، وما يخالفُ آيةً قرآنية، لا يجوزُ مطلقًا نسبه لرسول الله؛ لأنه لن يقول بعكس ما قال ربُّه. فغضب الأشاوسُ لسبب غامض، فهل يرون أن الحكم لغير الله؟! قال الرجلُ إن الرسول لم يُسحَر ولم يمُت مسمومًا. فهل يرى الأشاوسُ الأتقياءُ عكس ما يرى ونرى؟! قال الرجلُ إن الإسلامَ دينُ سلام ومحبة وودّ وعدل، يحترم "الإنسانَ" وحقوقَه ويحفظ له نفسَه وعِرضَه ومالَه. فأنكرَ عليه الأشاوسُ رأيه، فهل يرون أن الدينَ يأمرُ بقتل الناس وترويعهم، وتشريدهم من ديارهم، وانتهاك أعراضِهم، واستلاب أموالِهم وممتلكاتهم؟! قال الرجلُ إنْ كذَبَ من قال إن الصحابةَ هدموا الحضارات وحطّموا تماثيل السلف التي تحكي لنا قصص الأولين، وأحرقوا دور عبادة، بدليل أن الفاروق عمر رفض الصلاة في كنيسة القيامة بالقدس الشريف لكيلا يستنّها المسلمون من بعده فيسرقوا الكنائسَ من أهلها ليشيّدوا عليها مساجدَ، وأَمّ القومَ في باحةٍ مجاورة، صارت اليوم مسجدَ عمر بن الخطاب، لا يفصلها عن الكنيسة سوى أمتار قليلة. فغضب الأشاوسُ ورموه بالهرطقة والزندقة والكفر والارتداد ومزّقوا سمعته وخاضوا في شرفه! فهل أولئك مسلمون؟! قال الرجلُ إن البشرَ غيرُ معصومين وأنَّ في تأليههم لونًا من المراهقة والعبث. فعلامَ وفيمَ غضبَ الأشاوسُ إلا لأنهم أيضًا يرون في أنفسهم آلهةً معصومين؟
يتساءلُ الناسُ في بلادي، علامَ يُحاكَمُ مَن فكّر واجتهدَ أن يُنقّي الثوبَ الأبيض من الدنس؟! حقًّا، أبدًا لم تكن مشكلتُنا مع الله، بل مع مَن يعتبرون أنفسَهم بعد الله.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبثيةٌ لم يكتبها بيكيت
- سعفةُ نخيل من أجل مصر
- هل لحرية التعبير قيود؟
- سفاحُ الأطفال، صائدُ العصافير
- الحاجة صيصة وذقن حتشبسوت
- طلّعى الكمبيالة يا حكومة!
- أيتها المرأةُ الملعونة، أين عضلاتُ فخذيك؟
- مصرُ أينما جُلتَ
- الرئيس.. والأم
- شكرا ونكتفي بهذا القدر
- أمي -الملاك-... التي لم تنجبني
- شارعُنا
- هل تذكرون لوزة وتختخ؟
- مفتاحُ الحياة في يدِ مصر
- لأنها مصرُ، احتشد العالم
- قطط الشوارع
- مصرُ على بوابة الأمل
- لو كان بمصر هندوس!
- زوجة رجل مهم
- قُل: داعش، ولا تقل: ISIS


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - علامَ يُحاكَم إسلام البحيري!