|
خرافة إنكار علاقة الإرهاب بالتعليم الديني 3/3
سعيد الكحل
الحوار المتمدن-العدد: 1328 - 2005 / 9 / 25 - 13:46
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
1 ـ الدكتور النابلسي يدك حرثه ويعقر بيانه : كما سبقت الإشارة في المقالين السابقين ، فإن الدكتور النابلسي عدّ خرافةً الربط بين الإرهاب والتعليم الديني . ومن ثم أعلن تراجعه عن مواقفه السالفة ، بقوله ( ولقد كنتُ أنا في الماضي واحداً من معتنقي هذا الرأي لكي نبرر به أعمال الإرهاب الشريرة. وقد كتبت في كتابي (محامي الشيطان: دراسة في فكر العفيف الأخضر) الذي سيصدر في الشهر القادم، ما ملخصه أن الأبجدية العربية تبدأ بـ ( كَ فَ رَ : كَفَرَ ) . وقلتُ: لا شك، أن أنظمة التعليم المتخلفة في العالم العربي، وفي دول الخليج على وجه الخصوص، كانت من الأسباب الرئيسية لانطلاق الإرهاب، فهي التي ربّت الإرهابيين على تكفير الآخر، ومحاربة الآخر، وكراهية الآخر). إنه تراجع غير مؤسَّس ، سواء شرعيا حتى يكون توبة نصوحا أو إكراها عليها يرفع الحرج ، ولا علميا حتى يصير نقدا ذاتيا . فالدكتور النابلسي كان ثالث المفكرين الليبراليين ومنسقهم في صياغة البيان الموجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة في فبراير الماضي ، وها هو يصير أول من يعقر البيان بعد أن أثمر قرارا أمميا قد تتلوه قرارات أخرى تحاصر شيوخ الإرهاب وأمراء الدم . إنه موقف يدعو إلى التأمل كما يدعو إلى التساؤل . إذ كيف ينفي صلة الإرهاب بالنصوص الدينية والفتاوى ، وفي نفس الوقت يُشِيد ويثنى على القرار الأممي في المقالة التي نشرها بتاريخ 17/9/2005 تحت عنوان "القرار 1626انتصار لبيان الليبراليين" ؟ كيف يفسر الدكتور النابلسي لقرائه ومؤيدي بيانه التناقض الصارخ الذي تعكسه الفقرات التالية : أ ـ ( قرار مجلس الأمن 1626 الذي صدر بالأمس، والذي يحظر التحريض على الإرهاب، يعتبر انتصاراً دولياً كبيراً لبيان الليبراليين العرب الذي وقّع عليه أكثر من أربعة آلاف مثقف ورجل أعمال وقانوني وطبيب ومهندس وأكاديمي ومعلم وطالب ورجل دين ليبرالي عربي وكردي. والذي رفعه معدو البيان الثلاثة (العفيف الأخضر ،جواد هاشم، وشاكر النابلسي) للأمم المتحدة في فبراير 2005 من منطلق التحريض الديني على الإرهاب، حيث لم توجد عملية إرهابية تمت بعد 1980 إلا وكانت بفتوى دينية. مما ألحق الأذى بمعدي هذا البيان وعلى رأسهم العفيف الأخضر الذي أصدر راشد الغنوشي فتوى بقتله، ونسب إليه ظلماً وبهتاناً تأليف الكتاب المشين (المجهول في حياة الرسول)( مقالة 17/9/05). ب ـ ( فلماذا اعتبرنا دور المناهج الدينية والظلامية منها على وجه الخصوص دوراً وهمياً و من الخرافات، في انتشار الإرهاب في الربع قرن الماضي (1981-2005) بدءاً من اغتيال الرئيس السادات 1981 إلى الآن ؟ وهل كان دور المناهج الدينية والظلامية منها، سبباً رئيسياً، أطلقناه نحن العرب المسلمين؟ .. في ظننا وزعمنا، أن دور المناهج الدينية والظلامية منها، لم يكن دوراً رئيسياً في رفع وتيرة الإرهاب في الربع قرن الأخير وإلى الآن )( مقالة 10/9/05 ) . ج ـ (. لكن الفتاوى الدينية المُحرّضة على الإرهاب تلعب دوراً مباشراً وأساسياً في التحريض عليه. ومع ذلك فإن بعض الفتاوى الدينية تصبغ على الإرهاب الشرعية الدينية بتحويله من جريمة إلى تنفيذ حد من حدود الدين أو فريضة من الفرائض )( فقرة من البيان الذي وضعه النابلسي ورفيقيه ) . د ـ ( إن قرار مجلس الأمن 1626 يأتي تتويجاً لجهود الليبرالية العربية/ الكردية المثمرة. وهو انتصار للثقافة العربية/الكردية والليبرالية العربية/الكردية في أكثر المعارك الواقعية التي تخوضها ضد الإرهاب والإرهابيين والمحرضين على الإرهاب والمباركين للإرهابيين. وهذا القرار دليل على مدى كيفية أن يكون المثقف مثقفاً عضوياً ملتصقاً بواقع مجتمعه ، مدافعاً عن قيمه الإنسانية، ومحارباً لغُربان الشيطان الناعقة بالخراب والدمار )( مقالة د. النابلسي 17/905 ) . 2 ـ النابلسي يبرئ الإرهابيين ويخذل الليبراليين : لا شك أن تراجع الدكتور النابلسي عن الربط بين الإرهاب والتعليم الديني وشيوخه ، لن يغتال بيان الليبراليين فقط ، بل يخذلهم وكلَّ الذين ناشدوا وصدحوا ( نحن المثقفين العرب والمسلمين الديمقراطيين والمسالمين الليبراليين الموقعين على هذه العريضة نود أن نلفت أنظاركم - وانتم تضعون التوصيات اللازمة لتنفيذ وتفعيل قراركم رقم 1566- إلى مصدر خطير للإرهاب. هذا المصدر الخطير هو الفتاوى المُحرّضة على جريمة الإرهاب التي صدرت وما زالت تصدر عن مجموعة من رجال الدين المتزمتين ) . كما أن قوله ( وهذا الحكم (= الربط بين الإرهاب والمناهج الدينية ) أطلقه أيضاً الغرب على مناهجنا الدينية، لكي يصيب أعداء الإسلام في الغرب (القس بات روبرتسون مثالاً) مقتلاً من الإسلام كدين من ناحية، ولكي يبرر الغرب لنفسه أسباب الإرهاب، ويُبعد سبب مظالمه السياسية والاقتصادية للعالم العربي على مدار القرن العشرين كواحد من أسباب الإرهاب المنتشر الآن بقوة، ومنذ ربع قرن مضى ) ، هذا القول ينفي التهمة عن الإرهابيين ويبرر إجرامهم ، فضلا عن كونه يحرج مجلس الأمن وكل الذين يطالبون بتشديد العقوبات والقيود على شيوخ الكراهية والعنف ومؤيدي الإرهاب . تناقض غير مبرر وتراجع مجاني من دون سند . لكن الاختلاف من د. النابلسي لا يفسد للاحترام قضية . www.saide.c.la
#سعيد_الكحل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خرافة إنكار علاقة الإرهاب بالتعليم الديني 3/2
-
خرافة إنكار علاقة الإرهاب بالتعليم الديني- 3/1
-
إرهابيون وإن غيروا فتاواهم
-
مطارحة من صميم المصارحة حوار مع صديق إسلامي 10
-
انتحاريون ليسوا كالانتحاريين
-
مطارحة من صميم المصارحة حوار مع صديق إسلامي 9
-
مطارحة من صميم المصارحة حوار مع صديق إسلامي-8
-
فكر الحركات الإسلامية أفيون النساء
-
مطارحة من صميم المصارحة حوار مع صديق إسلامي7
-
ومَكْرُ أولئك الشيوخ هو يَبُور
-
شيوخ الإرهاب يكفّرون القوانين الوضعية ويحتمون بها
-
مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي 6
-
مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي5
-
مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي 4
-
الناس في الناس والشيوخ في امشيط الراس
-
مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي3
-
مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي-2
-
مطارحة من صميم المصارحة(1)
-
ألا رفقا بالسيد القمني
-
هل صارت حقوق الإنسان علامة تجارية ؟
المزيد.....
-
حل لغز المجالات المغناطيسية الغريبة لنبتون وأورانوس
-
تأثير العناية بالمظهر على السلوك الاجتماعي
-
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
-
دراسة تكشف عن أسباب نفسية لآلام الدورة الشهرية الشديدة
-
صفقة -أوبك+- يمكن أن تنهار بسبب كازاخستان
-
الجبهة الأوكرانية تنهار: إمّا أن يأمر زيلينسكي بالانسحاب أو
...
-
ريابكوف: روسيا ستجعل الأمريكيين -يرتعشون- من نتائج تورطهم في
...
-
إعلام عبري يتحدث عن -بنود سرية تتعلق بإيران- في اتفاق وقف ال
...
-
بوليانسكي: روسيا قد تعيق عمل البرنامج الأمريكي في مجلس الأمن
...
-
ترامب يعلن عن اتفاق مع رئيسة المكسيك بشأن الهجرة وسط تهديدات
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|