حسن عماشا
الحوار المتمدن-العدد: 4775 - 2015 / 4 / 12 - 21:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في ذكرى 13 نيسان:
------------------------
لم تكن مجزرة "البوسطة" في عين الرمانة والتي ذهب ضحيتها 27 شهيدا على يد "حزب الكتائب اللبنانية". مجرد حادث عفوي أو رد فعل على ما ادعته "الكتائب" من أن الأهالي في المنطقة استفزتهم الأعلام الفلسطينية والأناشيد التي كان يرددها الركاب.
لقد كانت هذه الاندفاعة المجنونة للكتائب ومن معها من الأحزاب الكيانية الانعزالية. محاولة بائسة افترضت من خلالها انها تسطيع ان تكرر تجربة "أيلول الأسود" في الاردن. بعد ان فشلت في استخدام الجيش اللبناني عام 1973 لتصفية الوجود الفلسطيني (المسلح) في لبنان .
- انه الارث الاستعماري الذي مكن عملائه وادواته من السلطة في الكيانات التي رسمها لمنطقتنا العربية. وهؤلاء العملاء نجحوا دوما في الارتكاز على شرائح اجتماعية من نسيجنا القومي عبئتها بالخوف والتهديد من أبناء الوطن، من الشرائح الاخرى. فكانت تخوض حروبها الأهلية دائما على أساس طائفي ومذهبي.
منذ ان اجبر الاستعمار على ترك بلادنا بسبب المقاومة من جهة والمناخ الدولي الذي نتج عن الحرب العالمية الثانية. وأبرز سماته في نتائجها هي "حق الأمم في تقرير مصيرها". نعيش حروب اهلية سافرة او مستترة ولم ننتهي من هذه الحروب.
ولن تنتهي ما دام في بلادنا جماعات مرتبطة بالغرب الاستعماري وتعتاش مما يغدقه عليها من إمتيازات ويقدمه لها من خدمات. وما زالت هذه الجماعات لا تتردد كلما شعرت انها تملك شي من القوة أو تصورت في قرائتها للإحداث العالمية او الاقليمية انها تتيح لها الفرصة لأن تشعل حربا بهدف تحقق الانعزال الكامل عن الروابط القومية مع الكيانات الأخرى . والشعار الذي ترفعه اليوم حول "تحييد لبنان" هو شعار في السياق الانعزالي عينه حتى ولو اختلفت البنى الاجتماعية في النسيج الوطني تبعا لدرجة الارتباط بالاستعمار .
ان المرور على هذه الذكرى باعتبارها خطأ سقط فيه جيل من اللبنانيون. وتصوريها صراع طائفي ونزاع على السلطة ينتهي بالتقاسم "العادل" بين المكونات الطائفية. هو هروب من مواجهة الحقيقة وابقاء جمر الحرب تحت الرماد بانتظار تغيرات اقليمية ودولية لتشتعل من جديد. ما دام في لبنان أدوات للإستعمار تبدأ بالارتباط الثقافي والسياسي وتنتهي باللتعامل المخابراتي.
لن تنتهي الحروب الا بالقضاء التام على الموروثات الاستعمارية بكل المجالات وفي طليعتها "تقديس الكيانية".
وبعد مرور اربعون عاما على الحرب الأهلية اللبنانية - بل أبرز هذه الحروب في مداها الزمني ونتائجها الاجتماعية_ اضافة الى النزاعات في منطقتنا العربية والوجود الصهيوني الاستعماري الاستيطاني المرادف للكيانات التي انتجها التقاسم بين المستعمرين. ثبت انه لا قيام لدولة على الأسس التي رسمها الاستعمار ولا خلاص من كل معيقات ارتقائنا وفي كل الميادين الا بالعودة الى تحقيق الوحدة القومية وانجاز مرحلة التحرر الوطني .
#حسن_عماشا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟