أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الأستاذ مهدي محمود - صناعة القرابين














المزيد.....

صناعة القرابين


الأستاذ مهدي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4775 - 2015 / 4 / 12 - 02:02
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


صناعة القرابين
فزاعة الأمن والمخابرات، الرجل الذي طُبل وزُمر له من قبل نظام الإرهاب والذي وصف بالرجل القوي آصف شوكت صهر العائلة الحاكمة، والقصص البطولية و الأسطورية التي حيكت عن تضحياته وتحديه لحافظ الأسد بزواجه من ابنته بشرى الأسد رغماً عن أبيها، عبر علاقاته الواسعة وحنكته السياسية مع آل مخلوف وشفيق فياض مما اضطر الأسد بالقبول به صهراً بعد أن أثبت قدرته على المناورة ‘‘حسب طريقة الزواج المتبعة بين الأسود واللبوات‘‘ ويترقى آصف شوكت أمنياً إلى أن يصبح مدير الاستخبارات العسكرية، ثم ينحى جانباً بترفيعه إلى رتبة عماد ويعين نائب لرئيس الأركان، هذا الترفيع الذي وصف بالحجر، وبعد انطلاق ثورة الحرية والكرامة ينقسم معسكر النظام إلى معسكرين معسكر يطالب باعتبار الحراك الشعبي تمرد يجب سحقه وعلى رأسه بشار الأسد وجميل الحسن، ومعسكر يعتبر أن التغيير قد آن أوانه ويفكر بالمواربة والمكر والخديعة لهذا الشعب، وفجأة ومن غير سابق إنذار يخرج رجل الأمن والمخابرات آصف شوكت ليلعب هذا الدور الجديد، حيث يذيع صيته بين الموالين بأنه يريد التهدئة والحلول السلمية والعقلانية رغم أن اسمه مرعب ويمتلك كاريزما القائد تُأهلهُ لدورٍ أكبر من دور الوسيط والساعي إلى الإصلاح ويحلو لآصف شوكت مرة ثانية تحدي آل الأسد بتجاوزه الخطوط الحمراء التي رسمها له بشار الأسد بأنه (لا تفاوض مع المسلحين أبداً) ويذهب آصف شوكت إلى حمص ويجتمع مع المسلحين "حسب تصريحات العميد المنشق مناف طلاس" مما أغضب الأسد فأراد أن يقطع رأس الأفعى بقتله وذلك بإسكات الصوت الذي يطالب بتراخي القبضة الأمنية في سورية، وبتجميد قانون الطوارئ الذي أثقل كاهل المواطنين لعقود، ويتم اغتيال العماد آصف شوكت بتفجير خلية الأزمة في مبنى الأمن القومي الذي لا يبعد سوى 150 متر عن السفارة الأمريكية، وبذلك يكون آصف شوكت ‘‘كبش الفدى‘‘ الذي من خلاله يتم إرسال رسالة إلى معسكر الحلول السلمية أن هؤلاء القوم لن يرضوا بأي حل توافقي طالما أن أمريكا لن تتوقف عن ضخ الدولارات والمؤامرات وستعمل على تصفية الأصوات الوطنية التي تريد الحوار وبالفعل تنجح هذه العملية في توحيد صف الموالين ليصبحوا على قلب رجل واحد، وتبدأ مرحلة جديدة من التصعيد وتزداد وتيرة المجازر ويؤمر باستخدام السلاح الفتّاك على نطاق واسع، مما أطلق يد الطيران الحربي في سماء المعارضين وإن كان آصف شوكت ورقة قد أحسن النظام استخدامها بين الموالين حيث أيقظ بها الغافلين ونبه الساهين وأرشد الضالين إلى مسير الإصلاح والتحديث التي ابتدأها الدكتور بشار الأسد، فلقد كان الشيخ الدكتور: محمد سعيد رمضان البوطي هو الورقة الذهبية حيث أن الشيخ لا يحمل أي صفة حكومية أو منصب قيادي بل هو مجرد شيخ يغرد على هوى الحاكم، فإن قتلهُ يسقط أطروحة الحرية، ويحرك المياه الراكدة ويرسل رسالة إلى السواد الأعظم من المدنيين الذين وقفوا على الحياد بين النظام والمعارضة، ليحسموا أمرهم ويعملوا على تشكيل اللجان الشعبية والدفاع الوطني والمقاومة السورية التي يناط بها حماية مناطقهم بالدرجة الأولى ثم يكونون جيشاً رديفاً للنظام يأتمرون بأمره وينتهون بنهيه، ويغتال الشيخ على منبره الذي طالما نافح فيه عن سيده وهو يَعِد المظلومين بسلة من الإصلاحات الجذرية، وتتوالى القرابين وتُساق إلى معبد نظام الأسد، تُنحر وتُسلخ، ليستمر القائد العظيم في مسير الإصلاح والتحديث، من أين تعلم النظام هذه المهنة: مهنة صناعة القرابين ‘‘قرابين تلائم جميع ألوان الطيف السوري‘‘ سني، شيعي، علوي، كردي، درزي ،إسماعيلي، مسيحي، آشوري، لكل طائفة من هذه الطوائف قربانها الخاصة ولكل قربان ساعة محددة التي لو تأخر أو تقدم لفقد معناه الحقيقي.
أفٍ ثم أفٍ لكل شريف وطني يرضى أن يكون قرباناً وكبش فدى ليستمر الظالم والعميل، ألم يتعلم هؤلاء القرابين أنهم لن يكونوا أغلى على العائلة الأسد من أبناءها أين رفعت الأسد الشقيق الأصغر لحافظ الأسد الذي كان الحلقة الأضعف في مسير الإصلاح والتحديث أين غازي كنعان مسؤول الملف الأمني في لبنان الذي نُحر أو اسُتنحر في مكتبه ومن قبلهِ رئيس الوزراء محمود الزعبي وأين رئيس الأركان علي أصلان الضابط المدلل عند حافظ الأسد وعبد الحليم خدام نائب رئيس الجمهورية، والعماد حسن تركماني معاون نائب رئيس الجمهورية، وداود راجحة وزير الدفاع، وهشام بختيار رئيس مكتب الأمن القومي، وأخيراً وليس آخراً رستم غزالي قرابين تذبح وتصلى على معبد العبودية هل هذه سنة من سنن الديكتاتوريين في الأرض، التضحية بالمقربين ليستمروا في إصلاحاتهم سواء أكانوا من الحرس القديم أم الجديد؟
أم هي سنة من سنن الله في أرضه لهؤلاء العبيد حيث يتوعدهم الله تبارك وتعالى بالخزي (لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ) فصلت 16 خزي وأي خزي أن يكون الرجل ظهيراً للمجرمين، يعيش لآجلهم ويموت لآجلهم، ويصدع بالحق لآجلهم إذا رأى أن كلمة الحق تخدمهم، نعم لقد حدث هذا لمرة واحدة في سورية، عندما حُلت عُقدة الألسنة من عقالها في مجلس الشعب وهي تفضح وتعري عبد الحليم خدام لاتهامه بسرقة الآثار في سورية ودفن النفايات النووية ذات التسريب الإشعاعي القوي التي لو عُرضت على أعماق المحيطات لرفضتها فاستقبلتها وحملتها صحراء تدمر ب200 مليون دولار تصبح صحراء تدمر أرض موبوءة تنذر بالتلوث الإشعاعي والذي يستمر لملايين السنين القادمة حسب دراسات للمركز الطبي لأبحاث اليورانيوم وتكون هذه الإشعاعات سبب رئيسي من أسباب انتشار أمراض السرطان وتخرس وتصمت هذه الألسنة إذا لم تؤمر بذلك.



#الأستاذ_مهدي_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مالنا غيرك يالله


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الأستاذ مهدي محمود - صناعة القرابين