أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - المدن -لغة- عالميّة سيّد العبادي















المزيد.....


المدن -لغة- عالميّة سيّد العبادي


طلال الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 4775 - 2015 / 4 / 12 - 00:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربّما الكثير من الأجيال العراقيّة لا زالت تتقبّل تداول "التوليفة" المرحة القديمة تتداولها على ألسنتها خاصّة مع إعادة الاحتلال للطقوس الدينيّة للشارع العراقي بشكلها الطائفي المعروف والّتي لا يمكن أن تكون غير ذلك ومنذ 2003 ولغايات معروفة توقّع الكثير حصولها على ضوء مؤتمر لندن وبتقسيماته الطائفيّة بعد أن غابت مظاهرها عن الشارع العراقي تدريجيًّا منذ تأسيس الدولة العراقيّة الحديثة ومع إقبال الناس على العصر الحديث وانتشار التعليم وتنامي روح "إثبات الوجود" أمام العالم من جديد ..إذ ومع التنافس العلمي والثقافي بين أفراد الشعب أخذ المواطن يتبارى "هو نوع من الانتقام من ماضيّه الكهوفيّ العفن" لإيجاد الطرفة النادرة للسخرية من تراث مثقل بالأكاذيب تحمل كلّ أدران تعاليم التعصّب الطائفي على مدار قرون كانت خلالها المرأة "والرضيعة" ليستا أكثر من حاضنة تفريخ ملفّعة بالسواد من أعلى الرأس ولأخمص القدم فكان أن بدأ العراقيّون يتداولون كلّ ما هو ساخر من تلك العهود ويشبعوه سخرية للتشفّي ..والتوليفة الّتي لا زالت ماثلة في الأذهان ؛"أنّ أحد الأوروبيّين زار العراق ردًا لزيارة "علميّة" أبهرت معالمها المتقدّمة العراقي ,صادفت هذه تكون في عاشوراء ,حاولنا فيها إبراز كلّ ما هو متقدّم لدينا ,لكنّ الضيف استغرب لكثرة الأعلام والرايات المرفوعة على أسطح وأبراج معالم الدولة والمنازل فأجابه صاحبنا لتلافي الإحراج "إنّها أعلام لشركات صناعيّة والصور تعود لأصحاب الشركات" لكنّ صادف أن مرّت سرادقات لبكاء ولطم وتطبير ما فاجأت الضيف فكاد يغمى عليه لولا أن جاءه الردّ سريعًا: "لا تخف إنّها مجرّد شركات انكسرت وأفلست" ! ..هنا لا أريد أن يشار إليّ من سيعتبرني أتاجر بآلام الناس أو آلام آل البيت ,أبدًا ,لثقتي العالية أنّها لا علاقة لها بآلام حقيقيّة بل آلام تمثيليّة سنويّة مصطنعة من ضمن أوهام مختلقة انتفخت كثيرًا في العقود الأخيرة تقف خلف تضخيمها جهات دوليّة لأغراض سياسيّة وبشكل باتت غريبة حتّى عن زمن يعتبر قريب ليس بأكثر من قرن فيه كانت تمارس نفس الطقوس لكن برمزيّة أخفّ بكثير ..مدن اليوم الّتي ازدهرت بعيدًا عن الدين السياسي وبجهود مضنية من أبنائها امتلأت اليوم بطقوس تذكّرنا برقصات السحرة أيّام البدائيّة الأولى وهي تشحن حماس إنسان الكهوف للخروج إلى الصيد أو لمواجهة قتاليّة أمام قبيلة أخرى.. هذه الممارسات باتت وكأنّها من متطلّبات حياة اليوم "العصريّة" ووجدت من يعتبرها كذلك! وهي لا تفرق عن من يدّعي أنّ القرآن يحوي علوم العصر! , وبمثل هذا المعتقد غُيّبت معالم حضاريّة حقيقيّة ومعاصرة تعب عليها العراقيّون أظهروا مدنهم بها للواجهات العالميّة العلميّة والفنّيّة وخلال ثمانون عامًا فقط ,فاليوم ما أن تتوجّه لشارع من شوارع بغداد من تلك الّتي كانت تُحسب قبل الاحتلال على أنّها من الدلالات العصريّة الحضاريّة إلاّ وقد مسحت تلك القناعة وعلى الفور ساريات اللون الأسود مرفوعة بكلّ اتّجاه وصور استقرّت في روع الناس على أنّها صور آل البيت وما هي كذلك بما يجب إفهام الناس أنّ آل البيت ليسوا عظماء بأشكالهم بل بأخلاقهم ..مصر كذلك بما فعلته بمدنها بصمات الأحزاب الدينيّة الكهوفيّة دعونا عن بقية مدن وعواصم التخلف العربي بما فيهنّ مدن لبنان.. فبيروت مثلاً كانت فخر للعرب وللشرق عمومًا حتّى منتصف سبعينيّات القرن الماضي قبل هبوب ربيعها! نافست حتّى باريس نفسها بما حتى أنّ أشهر نجوم هوليود بأفلامهم "الجاسوسيّة" المثيرة لا تستطيع حصد أعلى نسب الدخول الماليّة من شباك تذاكر السينما الا عندما تصور مشاهد الفلم او بعض أجزاءه ببيروت وخاصة أفلام جيمس بوند الشهيرة ..الآن بيروت وبعد ذيوع صيت أحد طواطم الكهوف وبعد أن جعلها مدينة متدينة عادت لعصور الكهوف كبقية مدن الخفافيش الغير متجانسة وأنوار العصر وتكره ديمقراطيّة سليمة ورائعة لكيان مجاور نعتبره جميعًا عدوّ لنا في حين أبنائنا ضمن هذا "الكيان" لن يستبدلوه بجميع المدن الكهوفيّة العربيّة ! ..فنحن في العراق ,ففي مثل هذه الأيام كنا نطمح وفي أعلى درجات الطموح أن يحكم العراق بعد سقوط الطاغية ((فريق عمل)) عراقي وطني للنخاع ومتجانس يمتلئ حبّاً للعراقيين يحسّ بآلامهم وبأحلامهم يحوّل ثروات البلاد وهي كافية جدّاً لأن تستطيع تمكيننا من اللّحاق بأعظم دول العالم تطوّرًا ,وأن يعيد هذا الفريق الحياة لنفوس العراقيين يقضي على أزمات شعبهم الملازمة لهم وأهمّها أوضاعهم الاقتصاديّة المتردّية , يجنب الشعب الحروب ما صغر منها وما كبر ومهما كانت التبريرات أو الحجج , يشيع العدل بين أبناءه يقضي قضاءً مبرمًا على ظاهرة حكم الحزب الواحد أو التفرّد بالسلطة , يعمل على أن تكون السلطة بيد العراقيين جميعًا وبالتساوي مع حضور الكفاءة لا أغلبيّة فيه حاكمة, ولا أقلّيّة تستأثر بالسلطة بسبب مظلوميّة أو انعزاليّة , فالوطن العراق دين للجميع وطقوسه أعياد استقلال وتأسيس واقعيّة تتماشى مع العصر .. كنّا نتطلّع لسلطة عراقيّة خالصة قلبًا وقالبًا تخاطب العراقيين جميعًا: ( من أراد عبادة الله لدخول الجنّة فذلك الله وتلك سمائه, ومن أراد عبادة الله لإشاعة الفتنة واتّخاذ الدين عصبة وانتماء على حساب الآخرين فسيقصم ظهره وسيقصم ظهر من يقف خلفه ) .. لكن .. ما الّذي تحقّق !؟ .. هي هي .. بل أشدّ تنكيلاً وأفتك حروبًا من ذي قبل, فإن كان اللّص قبل الاحتلال لصًّا واحدًا أصبح لدينا اليوم ألف لصّ ولصّ .. وإن كان للطاغية السابق حمايات بالآلاف فاليوم لكلّ عضو من هؤلاء البلاء الآلاف من الحمايات ,وإن كان المبذّر لأموال الدولة شخصًا واحدًا فاليوم الآلاف من المبذّرون لثروات البلاد, وإن كان في البلاد قبل الغزو آلاف العاطلون عن العمل فاليوم بالملايين ,وإن كان هنالك بضعة من المتاجرون بالدين زمن الدكتاتور فاليوم بعشرات الألوف منهم .. أصبح القتل بعد الاحتلال والخلاص من الطاغية على الهويّة وضياع تريليون ومائتي مليار دولار أمرًا عاديًّا مجرّد أن يتّهم كلّ منهم زميله الآخر وينسب الإجرام إليه يتّهم بعضهم البعض وينتهي الأمر!, أنت من سرق أنت من اختلس أنت من قتل أنت من اختطف أنت من عزل الشعب الواحد بعوازل الخرسان المسلّح أنت من جعلت دول الجوار تتدخّل في شؤوننا وتسرح وتمرح أنت من أغلق معاملنا لكي نستمر باستيراد زبالة دول الجوار على أنّها بضائع مستوردة أنت من اختلق حروبًا تعادل كلّ واحدة منها جميع حروب الطاغية وإن بمسمّيات مختلفة أنت من .. أنت من.. أنت أنت .. أنت



#طلال_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -القتال بالنيابة- كان الأجدى للمملكة
- -عاصفة الحزم- تدريب -حلفاء- للهجوم على سوريّا
- أدعوكم اخواني للبحث عن عراقي مفقود ,أوصافه:
- جهّل , ثمّ سووووگ
- كلمة بحق داعش لابدّ وتقال
- من نبش قبر ومثّل برفاته هو نفسه من يثرثر مهلّلاً برؤيته قطعة ...
- ويسألونك -لماذا معاوية منع الفرس دخول دواوين الخلافة ؛وإيران ...
- لماذا لا يتقدّم المراجع صفوف المقاتلون كما فعل الرسول والأئم ...
- قولوا الحقيقة: لصالح مَن -فيلم تحطيم آثار نينوى- عشية تحرير ...
- -قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كانت عاقبة الّذين من قبلكم-
- وحي أُنثى .. (إنث..رائيل) لا في غار بل بين ( نخيل )
- هل ديمومة -بيت الله- ديمومة سياسيّة؟.. بين -خاشقجي- وبين الم ...
- متنفّذ سياسي طائل وراء نشر صور لكبار ساسة إيران وسط ساحاتنا
- خطأ في التقدير كبير ارتكبه الإمام عليّ بحقّ معاوية ؛ السيّد ...
- عبعوب يعود لداخل المصباح
- الإسلام ذروة نحاول فهم حدوثها -كمشايعة- لا كتشيّع
- -الإسلام- ذروة , نحاول فهم حدوثها -كمشايعة- لا كتشيّع
- ألا من منجز واحد نؤيّد به الاجتثاث , تذكّروا وأنتم تجتثّون ؛ ...
- داعش طبعاً تحرق تقطع الرؤوس سيقاننا مرفوعة وقلوبنا محروقة
- ممنوع دخول الملحدين .. وحصوة وعود بعين اللّي ما يصلّي على ال ...


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - المدن -لغة- عالميّة سيّد العبادي