أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - بشائر صوت الكروان














المزيد.....

بشائر صوت الكروان


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4774 - 2015 / 4 / 11 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سمعت صوت الكروان لأول مرة منذ اثنين وثلاثين عاما، وأنا نائمة علي الأرض في سجن الرئيس المؤمن (السادات) وصوته الجهوري يدوي في الاذاعات، ينعتنا بالكلاب والخونة للوطن.
لم أكن أصدق الاذاعات منذ طفولتي، أبي يقول: لا تصدقي إلا عقلك وان أجمع العالم علي الكذب، صوت الكروان فيه شجن يشبه السحر، يغير الدنيا، يسقط النظام، يسحق الحزن والظلام ويكسر السلاسل، ينطلق العقل حرا تسطع معرفة جديدة ولغة الكروان أفهمها وهو يغني: العالم يكذب يكذب.
أمام عيوننا اليوم يسقط عالم الكذب بنظامه الأمريكي الرأسمالي الصهيوني الارهابي، وتسقط معه القوي الارهابية الإسلامية التي دعمها بالمال والسلاح. ما يحدث في سيناء اليوم، حدث فيها منذ الاحتلال الأجنبي، منذ تشريع العنف واعتبار الحرب والعدوان غريزة طبيعية نتاج الهرمونات الذكورية، وليست نتاج النظام الطبقي الأبوي القائم علي الظلم والخداع، لا يمكن أن يسود الظلم الا بقوة الكذب، ولا يمكن أن تنجح الحرب بدون خطة للخداع.
سقطت في التاريخ جميع الامبراطوريات التي قامت بقوة السلاح، وسقطت كل جماعة دينية مسلحة بما فيها الاخوان المسلمين، وسوف يسقط أي نظام أو أي فرد مستبد خادع، مثل شعبي قديم "الكدب مالوش رجلين" بمعني أن الأكذوبة مهما نجحت وصدقها الجميع فسوف يأتي يوم تنكشف. أكذوبة النظام الرأسمالي الأبوي عاشت طويلا باعتباره النظام الأمثل لتحقيق العدالة الاجتماعية والحرية والسلام، حتي ظهرت الحقيقة مؤخرا واشتعلت الثورات في بلاد العالم (بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية) ضد الفقر والحرب والاستبداد المتخفي تحت اسم الانتخابات الحرة.
وتحت اسم معاهدة السلام (كارتر بيجن السادات) تم تخطيط الحروب العسكرية المتكررة للقضاء علي فلسطين جيشا وشعبا، وتقسيم البلاد العربية طائفيا والقضاء علي جيوشها، من أجل السيطرة الكاملة لاسرائيل العسكرية النووية والكيماوية.
منظمة الأمم المتحدة جزء من النظام الاستعماري العسكري، لم تنفذ اسرائيل قرارا واحدا من قرارات مجلس الأمن، مع ذلك لم يقدمها أحد لمحكمة العدل الدولية، دأبت اسرائيل علي تقوية ترسانتها الكيماوية والنووية دون أن يفتشها أحد ممن فتشوا العراق وسوريا.
جائزة نوبل للسلام (لعام 2013) نالتها الوكالة المكلفة بتدمير الأسلحة الكيماوية السورية، هذه الوكالة منذ تأسيسها (16 عاما) تسترت علي الترسانة الكيماوية في اسرائيل، حتي الطفلة الباكستانية البريئة، التي حاول نظام الطالبان قتلها، تم تعليمها الكذب للدعاية لجائزة نوبل. واليوم تتساقط امبراطورية الاستعمار (في وشنطن) زعيمة الكذب والخداع في العالم، نشهد تفككها وشللها وانهيارها من داخلها
يشبه انهيار برجها التجاري الأعظم في نيويورك يوم 9 سبتمبر 2001، وان حافظت علي بقائها (حتي اليوم) بالغزو العسكري الاستعماري لعدد من البلاد منها العراق وأفغانستان والصومال واليمن والسودان وليبيا، ونجحت في تفتيت شعوبها دينيا والقضاء علي جيوشها عسكريا، وقد أرادت توجيه ضربة عسكرية لسوريا، ثم قررت تأجيلها حتي تدمير سلاحها الكيماوي، وقد نجحت من قبل في تدعيم تنظيم القاعدة وحكم الطالبان في أفغانستان، ومنظمة حماس في فلسطين، وجماعة الاخوان المسلمين في مصر والعالم، كما زرعت البؤر الارهابية لتنظيم القاعدة داخل مصر وسيناء وعدد من البلاد العربية.
الارهاب الاستعماري العسكري (من أجل نهب موارد الشعوب) يحتاج دائما لاحياء الجماعات الأصولية لجميع الأديان، تحت اسم الديمقراطية والتعددية والحريات الدينية.
لا يمكن السيطرة علي الجسم دون السيطرة علي العقل والروح، ويرن في أذني صوت الرئيس المؤمن (السادات) يتغني بأخلاق القرية والديموقراطية والتعددية السوق الحرة والخصخصة، وأنا في الزنزانة داخل القبح والقذارة، وقيح الجروح والجوع، ومأمور السجن يكشر ويهدد، لكنه بعد اغتيال السادات واقتراب يوم الافراج أصبح يبتسم قليلا، ويسمح لنا برؤية جزء من الشمس الغاربة وراء الأسوار، ويأتيني صوت الكروان الشجي يغني عبر موجات الأثير: ماما زمانها جاية والثورة كمان جاية.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يعد يراها
- من وراء ظهرها فى فراشها؟
- فتيات الصين والثورة الثقافية
- الإبداع والثورة والحدس باللا معقول
- ثقافة الخرافة فى تونس
- زينة وهدى ودموع التماسيح
- الثورات والتحرر من اللامعقول
- تاريخ الشعوب غير المكتوب
- جبل الثلج تحت الماء
- ثلوج النرويج ونساء العالم
- داعش ومخ الإيبولا
- الاشتراكيون فى لندن وغاندى
- مقطوعات الرؤوس والوجوه
- اللا محسوس أخطر الأنواع
- الخوف من حرية العقل والمرأة
- من يذكر زينب فواز وأروى صالح؟
- النساء المقاتلات فى جبال كردستان
- الثورة الثقافية. وزوجتك
- الثورة الثقافية فى مصر والصين
- هل تتعلم النساء المصريات الدرس؟


المزيد.....




- حزب الله يعلن إطلاق صواريخ باتجاه القدس.. وإسرائيل تعلق
- ماذا قال سكان قطاع غزة عن اغتيال نصر الله؟
- الصحة السورية ترسل قافلة مساعدات إلى لبنان
- مئات آلاف اللبنانيين يفرون من منازلهم
- وزير خارجية الصين: قضية فلسطين هي الجرح الأكبر للضمير الإنسا ...
- مفتي سلطنة عمان: نصرالله كان -شجى في حلق المشروع الصهيوني- ل ...
- السيسي يجري اتصالا هاتفيا مع ميقاتي ويؤكد دعم مصر الكامل للب ...
- وزير خارجية الصين: من الضروري اكتشاف سبيل لتعايش الدول الكبر ...
- نتنياهو يهدد دول المنطقة: لا يوجد مكان في الشرق الأوسط لن تص ...
- الجيش الأردني: سقوط صاروخ من نوع -غراد- في منطقة مفتوحة بمحا ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - بشائر صوت الكروان