أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بابلو سعيدة - مقدمة , الروائية فائزة الداوود . حلقة 59















المزيد.....

مقدمة , الروائية فائزة الداوود . حلقة 59


بابلو سعيدة

الحوار المتمدن-العدد: 4774 - 2015 / 4 / 11 - 11:15
المحور: الادب والفن
    


ة 59 مقدّمة
عاش الكائن homo العامل والماهر والمنتصب في الغابة الاستوائّية قرب حوض الكونغو أولاً ونتيجة حريق افتراضي أصاب الغابة الاستوائيّة انتقل إلى السافانا وفقد ذيله. وضمرت معدته النباتية . وتحولت إلى الزائدة الدودية ثانياً . وفي ظلّ الملكيّة العامة المشاعة كان النظام السائد هو النظام الجمهوري الأنثوي. وعندما بداَ الذكر يصنع الادوات نشأت المُلْكيّة الخاصّة . وأصبح النظام السائد هو النظام الجمهوري الذّكوري وبعد التوليف بين النظامين الذكوري والانثوي في مجتمع تقنيّ رقميّ /ديمقراطي / مدني / عَلْماني تُصبح جمهوريّة الأنسنة للجنسين هي نهاية التاريخ. وكان مصطلح الزمكان نزيهاً /غائباً / مجرّداً . وعندما شجّر الإنسانً الأرضَ وعمّرها عُرِف المكان وتشكّل الزمان . واصبحت الثُلاثي "الإنسان . الزّمان .المكان " يحدد مسار التاريخ وصيرورته . وفي عالم الادب الرعوي الملحمي الأسطوري شكّل الذّكر والانثى كائناً عضويّاً واحداً. وفي عالم الادب الزراعي الآرامي الرمزي مثّل الذكر النصف والانثى النصف الآخر والرمزان / النّصفان يُكملان بعضهما بعضاً . ويُشكلان كائناً اعتباريّاً واحداً. وفي العالم الحسابي والهندسي وجد الرقم " 1 " أمّا بقيّة الارقام فهي من مضاعفات الواحد. وفي عالم علوم الاحياء والأجناس والذّرة والجينات والمستحاثات كان الذكر والأنثى معاً في jean واحد أو في خليّة واحدة ثمّ انفصلا . وفي عالم الخطاب الأدبي الذكوري " ذو " البعد الواحد نرى الخطباء ينظرون إلى الأنثى الشرقيّة نظرة بيولوجيّة صرفة لا نظرة إلى امرأة تمتلك دماغاً وروحاً وإبداعاً والتي ــــ كما تقول سيمون دي بوفوار ــ(( لم تنتجها الولادات العضويّة أنثى بل أنتجتها الصيرورة التّاريخيّة التي فرضتها حضارة الرجال على الأنثى )) . وتستطيع الأنثى أن تتحرر من شروط الحضارة الذكوريّة القسريّة عندما تشارك الجنس الآخر في شتّى ميادين العمل والانتاج والمعرفة . وعندما يعتمد الجنسان مشروعاً تاريخيّاً تنويريّاً للتغيير والتجديد والشموخ والقائم على الشراكة والتشاركيّة الاجتماعيتين فإنّنا تقترب من أنسنة وسائل الإعلام والسلعة ... والإنسان . ويبقى الجنسان يتمتعان بحريّة الزواج الديني منه والمدني وحقّ ترشّحهما إلى منْصِبي رئاسة الجمهوريّة والمحكمة الدستوريّة العليا . وفي عين الناظر يبدو أنّ الذكر والانثى هُما كائنان اثنان ، لكن في عين الواقع التشكيلي كانا كائناّ واحداً . وقد ظلاّ عبر التاريخ الرمزي كائناً واحداً قائلين : نحن اثنان وعندما تنظرون إلى واحد منّا فكأنكم تنظرون إلى الأثنين معا نحن نبدو اثنان في الشكل، لكننا في الموضوع نحن نُمثّل كائناً واحداً مبدعاً .... ومؤنسناً. والنقد الحقيقي لأيّ نصّ ابداعيّ هو ان نفصل بين ابجدياته الموضوعيّة والشهرة الذاتيّة للمبدع .لأنّ شهرة ابتسامة الموناليزا الممزوجة بالحزن للفنان والعالم ليوناردو دافنتشي، قبل ان تراها الملايين لا علاقة لها بالنقد الموضوعي مطلقا . ولانّ الضجيج المفتعل والتقويم المسبق لا قيمة لهما عندما يعود القارئ إلى أبجديّات اللوحة، حيث لا تزال الأغلبيّة الديمغرافيّة تتعامل مع الشهرة اكثر مما تتعامل مع النّص الإبداعي الذي لم يهبط من السماء أو يُخلق من العدَم بل يولد الجديد من رحم الإبداع القديم . ويتجاوزه . ويُحْمَل جينيّاً من جيلٍ إلى جيلٍ . وقد أثبتت حركة التاريخ بأنّ الإبداع بداّ بالأسطورة وانتهى بالآداب والفنون والفلسفة والعلم مروراً بالدين وعندما يتلازم الإبداع الادبي والفنّي مع الحريّة الفردية والأمن الشخصاني فإنّ المبدعين من الجنسين يستطيعون الارتقاء بالكائن الإنسان إلى أعلى درجات السّلّم الاجتماعي . والمبدع من الجنسين هو صرخة احتجاج على تزييف الحقائق وفبركات media وتشيء الإنسان وتسليعه . والإبداع ليس خاصّاً بجين فرد أو شعب أو عرق . وليس له سقفاً محدداً بل هو ولادات مستمرّة لدى جميع الشعوب وتُحدد سقوفه... الظرفيّة التاريخيّة .وقد يوجد تطابق بين مُبْدَعَين في بعض المقاطع والعناوين في نصّ أو لوحة بين جيل واحد أو بين جيل وعدّة أجيال . وهذا يرجع إلى تراكم معرفيّ وصل إليه المبدعون في لحظة تاريخيّة واحدة او في لحظتين تاريخيتين متباينتين . وفي اللاشعور الجمعي قد يأخذ المبدع بعض مقولات المبدع الآخر دون ان يدري . وهذا يرجع إلى الكم المخزون في ذاكرات المبدعين . وإنّ بعض الأدباء الذين يفسّرون حركة التاريخ من خلال أفراد يصعدون او يهبطون في سلسلة لا نهائيّة من الاسماء تكون محصلتها السّقوط في إطار المثاليّة والعدميّة التاريخيّة لأنّهم يتجاهلون فاعليّة التركيبة الاجتماعيّة التي هي جهود كافّة القوى البشريّة العاملة والفاعلة في حركة التقدّم التاريخي . وعبر مسار التاريخ اختزل الإبداع الادبي للأمم في شخص واحد وعلى حساب بقيّة شخوص المبدعين .ففي اليونان القديم اختزل نهوض شخوص الشعر الملحمي her0ic verse في هوميروس . وفي انكلترا بداية العصر الحديث اختزل نهوض شخوص الشعر الملحمي المسرحي في وليم شكسبير . وفي ايطاليا بداية العصر الحديث اختزل نهوض الادب الروائيّ في دانتي . وفي أمّة المغرب الكبير ومشرقه اختزل نهوض شخوص الادب الملحمي للعصر الوسيط في الشاعر الفيلسوف " أبو " العلاء المعرّي واختزل الادب الجاهلي الافتراضي في شخصيتين مبدعتين افتراضيتين هما : خلف الاحمر وحمّاد الراوية .واختزل وضع النقاط والحركات على الكلمات والحروف في شخصيّة ابو الاسود الدؤلي. واختزلت قواعد الصرف والنحو للامة وبحورها الشعريّة في شخصيتين ابداعيتين هما سيبويه والفراهيدي . وهذا الاختزال كان تعبيرا في الوقت نفسه عن وجود سلطة سياسيّة فرديّة حاكمة اختزلت شعبها في شخصيتها . وعرف الشعر العربي في العصر الوسيط شخصيتين مبدعتين / مجددتين في المعاني والصور هما : بشّار بن بُرد ، وابو تمّام . وَغُيْبَت الانثى تاريخيّاً أو غيبت ذاتها من تاريخيّة الانتاج الملحمي الادبي المسرحي. وفي المحصّلة التاريخيّة : الإبداع الادبي والفنّي هو حالة تنبؤيّه / استشرافيّة / استشراقيّة وليس حالة ستاتيك أو عودة إلى استنساخ الماضي أو إعادة انتاجه ، بل هو تحديث شامل ومستمرّ في الشكل والمضمون كصيرورة تاريخيّة متجددة تجدد مياه نهر دائم الجريان . وفي معظم الروايات المعاصرة تختلط الأوراق ويمتزج الذات بالموضوع ، والرومانسيّة بالواقعيّة ، والرمزيّة بالسّرياليّة ، والوصفيّة بالتخيلية ، والملحميّة بالروايات والحكايات الشعبيّة . وتوجــد كوابيس القهر في الحلم والواقع ، والعشق والقلق ويختلـط فيهـا السـرد الروائي بالأسـلوب الحواري ، والنثر بملامح الشعر، والصدام الحياتي بالصدام الروائي ، في عالم مثير للدهشة وللغرابة في الواقع والرواية معاً.ً ودراستنا النقديّة الراهنة تتناول روائيّات وقاصّات وشاعرات وناقدات ومغنيّات ومؤلفات وإعلاميّات وسياسيّاتفيكتاب "جمهوريّة المبدعات " وقد تأسست دراستنا على محاور ثلاثة ـ اللغة التعبيريّة للجسد وحركات الاعضاء ــ المُنتج الحواري المباشر مع المبدع "face to face"ــالمنتج الادبي والفنّي والإعلامي للمبدعات . وفي الواقع الموضوعي لا يوجد أدب وفنّ خاص بالرجال أو بالنساء بل يوجد الأدب الراكد الذي يعيد انتاج ذاته أو يوجد الادب المتحول الذي تعتمد بوصلته النهوض والانسنة. وقد بدأ الأدب بالحكايات الشعبيّة المدوّنة منها والشفهيّة لمؤلفين نجهل هويتهم وجغرافياتهم وزمانهم ، لكنّ الراوي " الحكواتي " كان يحذف مفردات ومقاطع من النّص أو يُضيف إليه تبعاً لمقتضيات الظرف ورغبات المتلقّين المستمعين ومن أنواع الحكايات الشعبيّة : 1 ـ حكايات عن كائنات افتراضيّة " الجنيّات ــ الغول ــ العفاريت " وأخرى أبطالها ملوك وملكات وأميرات افتراضيّة 2ــ حكايات رومانسيّة " السندباد البحري ــ علي بابا والأربعين حرامي " . 3 ــ حكايات كوميديّة وساخرة " قراقوش ــ جحا ــ بديع الزّمان " 4 ـ حكايات عصر البطولة لكائنات بشريّة خارقة " الزير سالم ــ عنترة بن شدّاد ــ أبو زيد الهلالي ــ الزناتي خليفة " لا تعرف البكاء . ولا تحزن . ولا تعرف المستحيل . ولا تهرم وُتُهزم وتموت ، بل هي كائنات قاهرة للموت والتاريخ معاً. 5 ـ حكايات من نسج الخيال الشعبي " الفانوس السحري " لعلاء الدين الذي يحوّل الذكر إلى أنثى أو إلى حيوان ونبات وجماد "وخاتم لبّيك " الذي يحقّق لصاحبه تمنّياته النّهاريّة وأحلامه الليليّة "وبساط الريح " الذي يطير بصاحبه فوق البراري والبحار" 6 ــ قصص تاريخيّة / دينيّة تتناول السّيرة النّبويّة والخلافة الراشدية وقادة لا يعرفون الهزائم خاضوا معارك النصر في القارات الثلاث القديمة . وشكّلوا أضخم الإمبراطوريات التاريخيّة في العصور القروّسطيّة . وقاتلوا الصليبيين والمغول والتتار والأتراك والمماليك والاحتلال الأوروبي الحديث . أمّا الأدب الحديث والمعاصر الموجّه للأطفال فيهدف في الشكل إلى التسلية. وفي الموضوع يهدف إلى تنمية مخيّلة الأطفال ومواهبهم ومعارفهم ومشاعرهم وإثارة انفعالاتهم . وقد ظهر أدب الأطفال في أوروبا في القرن 17 م ووصل التأثير إلى مصر في أواخر القرن 19 م على أيدي الطهطاوي والشاعر احمد شوقي ، وعلى السنة الطير والحيوان وفي النصف الثاني من القرن 20 م انتقل الأدباء من الأدب التحرري الوطني والقومي والاجتماعي الموجّه للكبار إلى الأدب الموجّه للأطفال بعد هزيمة يونيو 1967. وإنّ تعميم الرّعب والعنف المنظّمين للأطفال في الحكايات والدراما والسوق التّجاري يحوّلهم إلى فوضويين ومتحجّرين ومتبلّدين في مشاعرهم وأحاسيسهم وعدوانيين في سلوكهم لذا لا بدّ ان نسحب جميع الألعاب الناريّة والحربجيّة من السوق التجاري وألعاب الفديو الكمبيوتريّة والمسلسلات التليفزيونيّة العنفيّة والمافويّة. ونعتمد فعل السلام بديلاً عن فعل العنف في أدب الأطفال . ونعمل على تبييض الذاكرة أي تحريرها من غبار التاريخ وأوحاله وأحقاده ونعتمد الخيال العلمي والسينمائي لتنمية مخيلة الأطفال في المعارف وتخزين المعلومات ومواكبة روح العص
ويبقى الأدب الخلّاق والفاعل في حياة الأطفال هو الأدب الذي يدعو إلى أنسنة العلم والإعلام والدراما والأغنية والسوق التجاري ، وانسنة تربية الأطفال والحكّام لكن الذي حدث من جرّاء رياح " الفوضى الخلاّقة خلال الربيع العربي التي عصفت بالأمّة شكّل شرخاً اجتماعيّاً افقيّاً حادّاً وجروحاً عميقة ومؤلمة . ونأمل أن تكون رياحاً عابرة لا رياحاً مستوطنة كما تحوّل بعض الشعراء والكتّاب من كتابة ادب الرجال إلى كتابة ادب الأطفال. وبعضهم تحولوا من شاعر للقبيلة إلى شاعر للسلطة وبعضهم أصيبوا بالزهايمر البيروقراطي وبعضهم تحولوا إلى بيادق ومكتسبين والقليل منهم ظلّوا منسجمين مع ذواتهم . وفي مملكة الشعر المعاصر ينتقل المبدع المنتج والمتذوّق والناقد من عالم المجسّدات إلى عالم المجرّدات . ومن الرتابة والتكرار إلى المتحوّل والانتعاش والشعر يجعلك طائراً تجوب الآفاق ، وملِكاً متوّجاً بالصور والايقاع والدلالة وتدفّق الرغبات ودفء المشاعر الصادقة . وفي معظم القصائد الشعريّة الرومانسيّة يتكرر النقيضان " الربيع والخريف . الصيف والشتاء . الشروق والغروب . المدّ والجزر . الصعود والهبوط . الملهاة والمأساة . وطن المنفى ووطن الذاكرة . الرحيل والانتظار. الحبّ والفراق. التماهي والانفصال". وهل وُجِد الشعر المتجدد في الشكل والمضمون من اجل الغناء والرقص ؟ أم من أجل الحُبّ والعشق ؟ أم من أجل إملاء الفراغ ؟ أم من أجل الدفاع عن أدلجة ؟ أم من اجل مقاومة غزاة الخارج ؟ ام من اجل مواجهة شطط الداخل ؟ أم من أجل شهرة الذات ؟ ام هو بركان ثائر لتغيير العالم عاجلاً أم آجلاً ؟ إنّه كُلّ هذه المواصفات مجتمعة ووظيفة الاديب أو الفنّان ان يبقى على مسافة محددة من السلطة وليس أداة من أدواتها. لأنّ المبدع الحالم كي يستمرّ في إبداعه الحلمي وتأثيره المباشر على الآخرين عليه أن يبقى في الرصيف الآخر المعارض للهفوات والسقطات . وأن يُجانب المبدع ما يُسمّى الادب / الفنّ الصراخي / الترفيهي / التهريجي / التصفيقي / التهليلي / التزميري / الاستهلاكي / السلعي ويعتمد الصدق في مشاعره وعواطفه وتعبيره ويحبّ ذاته والآخرين . ويحصل على الثقافة المعرفيّة واستثمارها . وتوجد شبه قطيعة بين المبدع والجمهور في النصوص والحياة اليوميّة حيث المبدع يعتبر الجمهور دُمى / أشباه رجالً / ادوات طيعة بأيدي شيوخ المال والارض والسياسة .وفي الوقت نفسه الجمهور يُطارد المبدع / يسخر منه / ينغص عليه حياته / ويعتبره شاذّاً / مجنوناً وإنّ الاستحمار الذي يصف به المبدع الجمهور والاستخفاف الذي يظهره الجمهور تجاه المبدع يضرّان بالطرفين معا لذا بات من المتحسن أن تُستبدل القطيعة والتُهم المتبادلة بين الطرفين بالتواصل الاجتماعي في حدّه الأدنى . ويعترف كلّ طرف بالآخر كي تُعاد جسور الثقة إلى الاثنين معاً . ويتمّ التفاعل المتبادل بين طرفي المعادلة وإنّ نخباً باتت تنتقل من اليسار السياسي والاجتماعي إلى اليمين الديني هرباً من تحمل أداء دورها التاريخي الذي يودي بها غالباً إلى السجن ... والمقصلة . إضافة إلى أن مصطلح الوسواس الخنّاس " صوت الحلي والمجوهرات " هو الذي يجعل نخباً وجمهرة ينتقلون عبر التاريخ من لُعبة المبادئ إلى لُعبة المصالح . والمبدع من الجنسين قبل العولمة سما شأنه . وفي ظلّ ثورة الديجتال الرقميّة تحولت الآداب والفنون إلى سلع استهلاكيّة معروضة للبيع في الاسواق الحرّة الاستهلاكيّة . وإنّ تحويل الآداب والفنون والعلوم الإنسانيّة إلى سلع وأشياء وارقام في السوق الحرّة هو امر متطوّر في الشكل ، ومحبط في الموضوع . والمبدعون من الجنسين يرفضون الثلاثية القائمة على الاستبداد الديني والسياسي والفساد المالي والإداري والخصخصة لأنّها تُعيد دول الامة إلى عصور الظلام والخندقة والقهقرى . ويرون في دول الامّة عطلاً بنيويّاً لأنها تعتمد أوطاناً ودساتيراً افتراضيّة . وينتقدون العلاقات البشرية القائمة على روابط قرب الدم والولاء للون والدين والمذهب. وقدّس الجنس البشري عبر مسار حياته الطويلة الكواكب والنجوم أي قدّس الحرارة والضوء وذرّات الماء والهواء والتربة لأنّها الاساس الرئيسّ للحياة العضويّة . لذا تكررت لدى الشعراء في قصائدهم مفردات الحبيبة / العشيقة والمشبّهة بالشمس رمز الحرارة ، والقمر رمز الضوء ، والأرض رمز العطاء. وفي الشرق لا في الغرب تبقى الانوثة متفوّقة نسبيّاً على الذكورة في نرجسيتها وغيرتها وعفّتها وشرفها العضوي في الغالب لا في الاطلاق. لأنّ لبيدو الانوثة الخاص بها تعرّضت إلى ظرفيّة تاريخيّة صعبة أدّت إلى كبح / قمع اجتماعيّ اكبر من لبيدو الذكور . وتتشابه سيكولوجيّة الانوثة مع سيكولوجية الذكورة في المجتمع المتقدّم في مدنه المعرفيّة وانتاجه الأدبي والفتّي والعلمي ، والمتقارب في تفكيره ونمطيّة حياته في ظلّ ثورة الديجيتال . وتتحمّل الانثى المسؤوليّة إلى جانب الذكر في صناعة القرار والتاريخ معاً . وعندما يعيش الجنسان حريتهما الشخصيّة والفكريّة . ويصبح جسديهما ملْكاً لهما في ظلّ الوعي التاريخي القائم على الإرادة الصلبة والانتاج الوفير . ويستبدلان الانا المجتمع الأهلي بالانا المجتمع المدني العلماني. ويعتمدان التشاركيّة الاجتماعيّة، والمؤسسات المجتمعية المدنيّة ، وارقى أنواع التكافل الاجتماعي فإنهما يقتربان من تأسيس جمهوريّة النهضة المعرفية المؤنسنة .



#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروائية السورية فائزة الداوود حلقة 58
- الروائية والقاصة السورية فائزة الداوود حلقة 56
- الروائية والقاصة السورية فائزة الداوود حلقة 57
- الروائية ا والقاصة السورية فائزة الداوود حلقة 55
- الروائية والقاصة السورية فائزة الداوود حلقة 55
- الحلقة 55 الروئية والقاصة السورية فائزة الداوود
- الروائية والقاصة السورية فائزة الداوود حلقة 53
- حلقة54 الروائية والقاصة السورية فائزة الداوود
- حلقة 52 الروائية والقاصة السوريّة فائزة الداوود
- حلقة 51 الروائية السورية فائزة الداوود
- الروائية السزرية فائزة الداوود حلقة 40
- حلقة 39 الروائية والقاصة السورية فائزة الداوود
- الروائية والقاصة السورية فائزة الداوود
- حلقة 36 الروائية والقاصة السورية فائزة الداوود
- العصران
- النرجسية
- المسرحية مستمرة - 3 -
- المسرحية مستمرّة ط 1 -
- مسرحيتنا مستمرة
- الروائية السورية فائزة الداؤد حلقة 45


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بابلو سعيدة - مقدمة , الروائية فائزة الداوود . حلقة 59