أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الجمعة العظيمة














المزيد.....

الجمعة العظيمة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4773 - 2015 / 4 / 10 - 21:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اليوم تمرُ بنا جمعة عظيمة وحزينة, اليوم نمرُ نحن أيضا في جمعة الآلام الحزينة, هي تمر بنا ونحن نمرُ بها من كل الأقطار والعواصم والمدن العربية التي تُداسُ فيها الزهور ويُعدمُ فيها الحب في ريعان شبابه وتُغتالُ فيها البراءة والطفولة وتُمحى من دفاترها وكتبها الأيام السعيدة وتُقطع فيها رؤوس الرجال وتُسبى فيها النساء والإنسانية باسم دينٍ لا يمتُ للإنسانية بأي صلة, نحن نمرُ اليوم في جمعة كثيبة طالما حلما بتجاوزها ورأينا مثلها في الأحلام والكوابيس, جمعية حزينة وعظيمة, في مثل هذا اليوم قبل 2012 عاما تقريبا قادوه مثل الحمل الوديع وألقي القبضُ عليه وسرقوا ثوبه وجردوه منه ووضعوا على رأسه تاجا من الشوك, جمعة ليس كمثلها جمعة, فيها أيضا أو بمثلها نستذكر قصة إبراهيم وفداء ابنه بالكبش.. نستذكرُ فيها آخر جمعة شهدها المسيح يوم دخل أورشليم ويوم قبض عليه حين باع يهوذى الأسخريوطي قضيته بدراهم معدودة تماما كما يفعل اليوم الدجالون والنصابون والمتاجرون بأماني الأمم والشعوب والذين يحتكرون حليب الأطفال والذين يحتكرون السلع الغذائية الرئيسية, تماما كما يفعلُ بنا اليوم المتاجرون بأحلامنا وثوراتنا وتطلعاتنا , هؤلاء باعونا أو يبيعوننا في كل عام بكرسي وطاولة وسلة أوراق وسكرتيره تلبس على آخر موضه ومراسل بريد تماما كما باعنا اليوم الجلادون العرب وأكلوا بثمننا مناصب وكراسي وزارية وبعض الدولارات , تبا لهم كيف ما زالوا يتاجرون بالضعفاء وبالمساكين الذين لا يقدرون على شراء رغيف الخبز, كيف بأولئك الأوغاد يحملونا معهم إلى البحر ثم يرجعون بنا ونحن ما زلنا نشكو من العطش!!! كيف يصلون بنا إلى المحاكم وبين أيدي القضاة ثم نعود ونحن ما زلنا نشتكي من الظلم ومن الجور ومن الاستبداد.
وكل الذين قبلوا المسيح في حياتهم تم تعذيبهم ومطاردتهم وتضييق الحياة عليهم, كل الذين أحبوا يسوع دفعوا ثمن هذا الغرام, وكل الذين ذهبوا إليه ارتاحوا من وجع الدنيا وما فيها من آلام, وكما قال أحد الفلاسفة: قرأت كل عبارات شيشرون العظيمة وعبارات أفلاطون ولكن لم أقرئ لهم ما قاله المسيح: تعالوا إليّ وأنا أريحكم, مع المسيح ترتاح الأعصاب وترتاح العواطف وترتاح الأشجان, صحيح أن الذين آمنوا به وقبلوه قد تعرضوا للأذى وللضيق ولكن في داخل كل إنسان من هؤلاء سكنت الراحة الأبدية, مهما عشنا 50 أو 60 أو حتى 100 أو أكثر ففي النهاية سنذهب إما إلى التعب الأبدي وإما إلى الراحة الأبدية.

أهنئ نفسي وأهنئ العالم المسيحي بالجمعة العظيمة, وبالجمعة الرائعة, بالجمعة التي تمرُ اليوم على الشعب المسيحي في العالم كله وهو يقدم لنا خدماته العظيمة والجليلة في سبيل إسعاد البشرية....لقد قدّم للعالم كله الشعبُ المسيحي شيئان مهمان لم يقدمهما لهم أي شعب آخر, لقد أهدت المسيحية للعالم كله شيئان مهمان جدا لم تُقدم البشرية مثلهما وهما: الفداء على الصليب والمجتمع المدني الحديث, المجتمع الذي يجعل الفرد مؤمنا بحرية المرأة وبقبول الآخر وبالتعايش السلمي مع الآخرين مهما اختلفوا عنا في العقائد والأفكار والممارسات, لقد قدمت المسيحية لنا الفداء على الصليب ومؤسسات المجتمع المدني الحديثة التي ستؤسس وتشكتل أجيالا تقبل بالسلام مدة طويلة من الزمن, شيئان يجب على العالم كله أن يقبل بهما وهما هدية المسيحية للمجتمع البشري.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاول أن تفهم الحياة
- دعارة دينية
- هل من الممكن أن نعتبر القبيلة مؤسسة مجتمع مدني حديثة؟
- رحل عنا شوكت علاونه
- رعب الكتابة
- أُمة كلها جهل وتخلف
- أخطر وظيفة لا تحتاج إلى خبرة
- كتابي: طراطيش حكي
- الناس تكرهني ولكن يسوع يحبني
- يا قليلي الإيمان
- المؤمن المسيحي أقوى إيمانا من المؤمن المسلم
- المستقبل للديانة المسيحية
- المرحاض هو أفضل مكان
- العالم الجليل أبو لؤلؤة المجوسي
- غباء البخاري
- العرب يمدحون بصوت منخفض ويشتمون بصوت مرتفع
- كيف يتغلب عليك الشيطان؟
- التعصب
- وقفة قصيرة بين الإنجيل والقرآن
- لحية الشيخ الطويلة


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الجمعة العظيمة