|
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -6-
علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 4773 - 2015 / 4 / 10 - 18:26
المحور:
الادب والفن
أَما زالَ المِشْوَارُ في نَهَار مُشْمِسٍ تحت أظْلال أَشْجَار الحَور البَاسِقات المُزَيَّنات لذاك الرَصيف المُمتدّ من نادي "الريجي" قرب مفرق "بوقا" .. مروراً بمقهى "ميس الريم" البسيط .. وحتى السكن الجامعي في اللاذقية .. دافئاً وجميلاً؟ .. أَما زالَ المِشْوَارُ هناك والمطر قد اِشْتَدَّ انْصِبَابُه .. وأنت تحاولُ مُخَاصَرَة صَبِيَّتكَ القادمة من مدينةٍ سورية بعيدة .. تحاولُ أنْ تحتويها .. أن تبتلعها .. أن تستدفئ بعطرها .. وأنتما في طريقكما إلى المدينة الجامعية أو حارة "الزقزقانية" حيث تسكن .. قلوبكما تنبضان حباً للآخر .. قلقاً من القادم الأخطر .. وخوفاً من عيون رجال الأمن و"الشبيحة" الوقحين الملطخين بالقهر/العهر/الدم .. وهي تترصد خطوات الحب في اللاذقية .. أما زالَ المِشْوَارُ عذباً مجنوناً رغم عيون الإجرام .. كما كان قبل خمسة وعشرين عاماً؟
***** ***** ***** *****
من يقول: أنّ الجسد بردود أفعاله وانفعالاته لا يأبّه للإيديولوجية الحاكمة/السائدة في بيئة جغرافية ما مدنية/إنسانية أو شبه إنسانية .. هو شخص ما زال أعمى بالمعنى السيكولوجي .. أو يحاول أن يخبّيء الخلل الوظائفي لجسده بالكلمات .. في الحالة الأولى انبغى عليه أن يقرأ أو يسمع أو يشاهد أفلاماً .. أما في الحالة الثانية فعليه زيارة الأخصائي ..
***** ***** ***** *****
لماذا كانت الأحذية المسطحة حتى الآن بالكاد قضية في عالم الموضة؟ تقول الإيطالية فيرا جوستي مصممة الأحذية الأنثوية المسطحة: الجواب بسيط جداً .. لأن معظم مصممي الأحذية النسائية هم الرجال! .. لديهم تصور خيالي سيكسي فريد عن النساء .. حيث يرتبط تصورهم هذا في كثير من الأحيان بالحذاء ذا الكعب العالي والرفيع .."High Heels" .. أما اليوم فإن عدد المصممات الإناث بازدياد .. إنهن يفهمن الموضة بطريقة مختلفة .. مريحة وأنيقة .. أو مريحة وأنثوية مثيرة .. ولا تناقض في هذه المعادلة ..
***** ***** ***** *****
ما زال البُحَّاث مختلفين بالرأي حول المقدار الغرامي "الحدي" المسموح تناوله من ملح الطعام يومياً .. بعضهم يرى أنّ تناول أكثر من ستة غرامات يومياً من الملح ليس صحياً .. وبعضهم يرى أنّ تناول أقل من ثلاثة غرامات يومياً .. هو أمر غير صحي أيضاً .. الألمان يستهلكون ما يعادل ثمانية إلى عشرة غرامات من الملح يومياً .. لكن البُحَّاث متفقين على أنّ الانشغال بممارسة الرياضة وتخفيف الوزن والتوقف عن التدخين .. أهم بكثير من الانشغال بكمية الملح اللازمة للجسم صحياً ..
***** ***** ***** *****
كلمة "عمي" أجمل بكثير من كلمة "عزيزي" .. وهنا نرى أن بعضهم يستخدم الكلمة الصحيحة "عمي" في سياق حديثه بدلاً من كلمة "عزيزي" .. والتي تٌستخدم الساحل السوري لمخاطبة زوج العمة أو الخالة .. ينبغي إزالة هذه الكلمة من قاموس التداول الشعبي .. في اللغة الألمانية مثلاً .. لا يوجد أثر لكلمة "عزيزي" .. وإذْ أقول وأسأل: جنون هي سوريا ومفرداتها الإيفانية الرهيبة .. من اخترع هذه الكلمة؟ .. يجيب أحد أصدقائي: أهل السويداء هم من اخترعوا كلمة "عزيزي" .. وماذا تعني الكلمة؟ يقول الصديق: إن كنت ملحاً على فهم المعنى الحقيقي لها سأرسلها لك على الخاص .. إنهن يطلقون كلمة "عزيز" على القضيب الذكوري .. والياء تعود للملكية .. يقول صديق آخر: في ضيعتنا يسمونه "جكارا" .. لذا يُمنع أنْ يُقال "جكارا فيك" ..
***** ***** ***** *****
لم أجد في عالم الرسم أجمل من لوحة "الصرخة" .. التي قام بإنجازها الرسام النرويجي إدفارت مونك .. وكأنها أُنجزت للتو لتصوير الشخصية السورية المعذبة أمام سماء الدماء .. إنها "الصرخة" السورية في وجه الدم والقتل والتشويه والفقر والتجويع والرعب والخوف والتهجير والقلق والترقب ..
***** ***** ***** *****
لا يَفُلُّ الْحَدِيدَ إِلاَّ الْحَدِيدُ .. الله أيها الإسكافي .. جميلة هي زاوية الرؤية لديك .. ولديك بعض الحق إذ تقول: "هذا المثال ابن لحظته التاريخية .. لحظة الحروب بالسيوف والرماح والنبال .. وشأنه شأن أي نص تاريخي آخر يجب أن ينتفي مع انتفاء مرحلته" .. لكن في البلدان القمعية مازلنا نعيش لحظة الحروب بالسكاكين والحرائق والمدافغ والبراميل .. وبالتالي لم ينتفي مفهوم المقولة بعدْ .. لأن مرحلة الصراع ما زالت وستبقى قائمة ..
***** ***** ***** *****
هل سمعتم يوماً أنّ عينُ طائر الحِدَأَة السوداء "أبو الخُطّاف" .. قد قاومت مِخْرَزاً إلّا في المنام؟ .. وكيفَ يُمكنُ للعينِ أنْ تُقاومَ المِخْرَز؟ هل سمعتم يوماً أنّ عُنُق المَخْطُوف قد قاومت سِكّين الذَبْح؟ .. وكيفَ يُمكنُ للعُنُقِ أنْ يُقاومَ سِكّين الخاطف؟ .. وهل سمعتم يوماً أنّ طفلة قد قاومت حَرِيق مخيم الكرنك؟ .. وكيفَ يُمكنُ للطُفولَة أنْ تُقاومَ الحَرِيق؟ .. وهل سمعتم يوماً أنّ بقايا صور شعب قد قاومت بَراميلَ الغَار؟ .. وكيفَ يُمكنُ للبَقِيَّة أنْ تُقاومَ بَراميلَ التصدّي والصُمُود؟ .. لا يَفُلُّ المِخْرَزَ إِلاَّ المِخْرَزُ .. ولا يَفُلُّ الْبَرميلَ إِلاَّ الْبَرميلُ ..
***** ***** ***** *****
إنه نص "أدبي" واقعي بعيد عن الدعوة للعنف .. نص يشرح معاناة الإنسان السوري غير قابلة للحلول السلمية الرومانسية .. معاناة لن تتوقف قبل هُبوب الرِّيح المُثِيرَة لِلْغُبَارِ .. أقصد المظاهرات والإضرابات الشاملة عن العمل .. ولاسيما في الساحل السوري .. هل رأيت برميلاً جميلاً يهبط في مدينة اللاذقية؟ .. ولا أنا! .. لكن إن حدث ورغب البرميل بالقهقهة في شارع ما .. ماذا يفعل الإنسان هناك؟ .. هل سيقهقق من الفرح؟ .. لا .. بل سيحتاج إلى مفردات جديدة لوصف الحالة المرعبة .. قد يقول حينها: لا يَفُلُّ الْبَرميلَ إِلاَّ الْبَرميلُ .. ألا ترى أن هذة الجملة جديرة بالتسجيل؟
***** ***** ***** *****
تنص نقطة التفاهم الثانية من ورقة المعارضة والمجتمع المدني للحوار مع الوفد الحكومي - موسكو 7 نيسان 2015 .. على أنّ: "جميع السوريين .. قوى وأحزاب وفعاليات والمؤمنين بالحل السياسي "السلمي" .. في "سوريا وخارجها" .. هم شركاء في العملية السياسية السورية وفي كل حوار "سلمي" سوري سوري" .. وعليه لا "يعجبه" التعميم أثناء إبداء وجهات النظر (مع احترامه لأسباب الكتابة لدى كل شخص) .. هذا مما تعلمه أيضاً في الغربة .. وما زال شخصياً حتى اللحظة غير موضوعي كما ينبغي .. هناك من لديه مشكلة حقيقية مع من لا يعيش في كنف الدكتاتورية السورية .. هناك في الغربة كما في الوطن أبطال قهروا الجلّاد .. وهناك "عباقرة" في الغربة كما في الوطن ينتظرون دورهم في بناء سوريا "حديثة" لأنهم الكادر الحقيقي القادر عملياً على البناء الحديث .. وهناك في الغربة كما في الوطن قرود وسماسرة وأغبياء ومتسلقون أيضاً .. لا ينبغي أن نكون لهم الحطب اليابس وأن نحترق جميعاً دفعة واحدة .. ولا ينبغي أن نكون جميعاً في الصف الأول .. هناك من خُلِقَ ليكون في الصف الثاني أو الثالث أو الرابع .. وهناك من خُلِقَ ليعيش في الغربة ومن خُلِقَ ليعيش في الوطن .. من كان منكم .. "بدون تعميم" .. لايرغب لنفسه أو لأسرته بالسفر المضمون والرحيل الآمن بغية العلم والعمل .. الآن .. أو حتى قبل اتتفاضة الشعب السوري في آذار 2011 فليرمه بتعليق .. وكما قال الشاعرالعربي: "لاَ تَكُنْ حُلْواً فتُسْتَرطَ، ولاَ مُرّاً فَتُعْقِىَ" ..
***** ***** ***** *****
مثل العنكبوت بسيقانه الطويلة .. هي المرأة في الأرجوحة ذات الحبال الطويلة المرنة .. إنها تحاول الصعود عالياً .. إنه فقط فعل انتعاش ..
***** ***** ***** *****
وسيبقى عند العرب "وضع" الغريب أجمل من "وضع" القريب .. "بقلب كلمة وضع" .. فلا تنهض من النوم وكأنّ عقرباً قد لسّعك .. بل فكرْ بما حلمتَ به ليلة أمس .. من رواية "داغستان بلدي" ..
***** ***** ***** *****
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة إلى سحر
-
آزارو مرّ من بسنادا
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -5-
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -4-
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -3-
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -2-
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -1-
-
جينات بسندلية -4-
-
بماذا أخبرتني تلك اللوحة؟
-
لِمنْ هذهِ الرائحة القادمة من لندن؟
-
ما الذي تفكرُ به إمرأة؟
-
انطباعات لندنية
-
نبع معلّا في بسنادا
-
رُعاف وقلم رصاص
-
إيحاءات فيسبوكية مُشَتَّتة
-
يا حبق ومنتور -2-
-
يا حبق ومنتور -1-
-
اعتقالات الفصول الأربعة -2-
-
جينات بسندلية -3-
-
حوارية فيسبوكية عن الوطن السوري
المزيد.....
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|