أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عادل مرزوق الجمري - المقاطعة بوصفها فعلا سياسيا لا عيبا تاريخيا















المزيد.....

المقاطعة بوصفها فعلا سياسيا لا عيبا تاريخيا


عادل مرزوق الجمري

الحوار المتمدن-العدد: 1327 - 2005 / 9 / 24 - 10:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


قراءة في الحقل السياسي البحريني:
المقاطعة بوصفها فعلا سياسيا لا عيبا تاريخيا
أي عدمية تلتف بالجمعيات السياسية البحرينية صيرتها عاجزة عن قراءة مرحلتها السياسية ولو بقليل من الحكمة، والتي كان من المفترض أن تكون قد اكتسبتها من خلال تجاربها السياسية الماضية. موازنة صعبة، أن ننتهي من التاريخ حدثا وخبرة، بمعنى ألا يكون أرقا يوميا عن مطالعة الغد وأن ندرك نتائجه كاملة، بنجاحاته وإخفاقاته في الوقت ذاته، فنعرف تحديدا كيف ومتى أخفقنا؟ ومتى حققنا إنجازاتنا؟ ولماذا؟ وكيف نستمر في عطاءاتنا السياسية بنجاح.
لابد أن يكون للواقع الجديد المتمثل بدخول المعارضة إلى العمل المؤسساتي المدني إشكالاته ومرئياته التي تفرض نفسها على هذه الجمعيات سياسيا واجتماعيا، إلا أن الصورة السياسية لا ينبغي لها أن ترزح تحت فلسفة المسامير التاريخية التي لا يريد أحد ما زحزحتها فضلا عن التجرؤ بخلعها من مكانها، إن "مدينة المعارضة"، و"مأسسة المعارضة" أصبحت مفصلية مهمة في العمل السياسي البحريني، وهذا ما جعل من الجمعيات في كثير من الحوادث الماضية معرضة للابتزاز المعرفي المنساق باتهامات سياسية أنها معارضة "لا مدنية" ولا "مؤسساتية"، سواء من قبل من يمتلك بعدا مؤسساتيا في رؤياه السياسية، أو من قبل بعض آخر يصح عليهم توصيف "المتحذلقين بالمصالح".
لا يمكن أن ننكر أن الجمعيات المقاطعة تحديدا بالغت في الكثير من المواقف والحوادث في مترسة أدائها السياسي في قوالب سياسية جامدة وأكثر رجعية مما تتهم به خصومها، إلا أنها مجملا لم تكن بالسوء الكارثي كما يروج البعض، وهؤلاء البعض تارة كانوا من داخلها بقى خطابهم خطاب التباكي على التفريط بالفرص، وتارة أخرى من خارج أسوارها ممن يمتلكون رؤى سياسية ذات أبعاد مختلفة ومخالفة، إن المسبب الرئيسي لهذا الإشكال هو في تقديري ضعف الفهم والتطبيق للكثير من المفاهيم السياسية خصوصا فيما يتعلق بالتسويق السياسي.
كمثال بسيط، لم تستطع الفئات المؤيدة للمشاركة في الانتخابات النيابية الماضية خلاف السواد الأعظم من ضباط الإيقاع السياسي للجمعيات المعارضة "المقاطعة" فرض رجاحة خيارها السياسي، هي دائما ما لعبت ألعابا مكشوفة سياسيا، وهي في الغالبية لعبت خيارات ترويجية "مرفوضة اجتماعيا"، على رغم أن الكثير من الرموز السياسية داخل الجمعيات المقاطعة كانت قد تفهمت خطأ خيارها استراتيجيا، إلا أنها لم تستطع أن تتفاعل إيجابيا مع تلك النقودات العنيفة من قبل تيارات المشاركة، إن التضعيف والاتهام بالجهل السياسي والغباء لتلك الرموز السياسية المحركة كان له تأثير سلبي على التجربة السياسية داخل مؤسسات الجمعيات المقاطعة قبل أن تنعكس سلبيا على التجربة السياسية البحرينية ككل، إن "اللامدنية" التي عاشها الخطاب السياسي البحريني داخل الجمعيات المقاطعة هي دلالة مهمة على أن التجربة ككل لم تعش صورة سياسية مدنية حتى اليوم، لم يكن بمقدور الجمعيات أن تفرض على البيئة السياسية في البحرين رتما سياسيا مدنيا فشلت هي بالدرجة الأولى في تطبيقه وتفعيله داخليا.
ثمن المترسة للجمعيات المقاطعة:
لست بصدد تقييم خيار "المشاركة/ المقاطعة" للجمعيات، عبر إطلاق حكم نهائي، فذلك شأنها كسلطة مجتمعية لا شأن مؤسسة الإعلام والصحافة كسلطة مجتمعية منفصلة، فقط أحاول سبر أهم نتائج هذا الخيار بوصفه عملا سياسيا لا فعلا سياسيا.
أولا: اليوم، عوض أن تحسم الجمعيات "خيار المشاركة" في وقت مبكر، بقت تخوض خطاب التشكيك والتأكيد لخيار سياسي انتهى توقيته السياسي، وعوض أن تستعد للمرحلة السياسية المقبلة بشتى الطرق والبرمجيات السياسية والاقتصادية والثقافية دار حوارها الداخلي في تحديد ماهية فعلها السياسي "المقاطعة" والتأكيد بأنه كان خيارا صحيحا وأنه لم يجانب الصواب. لم تنجح الجمعيات المقاطعة حتى اليوم في تجهيز ملفاتها السياسية كاملة، ولم تؤسس "حكومات الظل"، والتي من المفترض أنها ستلعب بأبحاثها وأوراقها ونتائجها في المرحلة المقبلة "المشاركة"، ولم تستعد لأن تخوض حوارات التنازلات والتبادلات السياسية والخدمية على تمرير القوانين الحكومية الضرورية، في واقع الأمر اشتغلت الجمعيات بتفعيل المحور الدستوري "الورقة الوحيدة" التي تلعب بها هذه الجمعيات، والتي كان من المفترض أن تكون ورقة من ضمن عدة أوراق كانت جاهزة لتلعب بها، لا هوسا يخنقها، ويمترسها فتصبح عديمة الحراك، هذا ما صير من خطاب الجمعيات المقاطعة خطابا سياسيا مملا بامتياز، سواء بالنسبة إلى الشارع الاجتماعي أو الهم السياسي الوطني.
ثانيا: لم تستطع حمائم الجمعيات أو التيارات المعتدلة فيها إنتاج كوادر سياسية جديدة، كوادر جديدة تماثلها في توجهاتها السياسية وتفرض قراءة سياسية حديثة ومتطورة قادرة على المراوغة والمماطلة والمبادلة السياسية، بقت الوجوه ذاتها، الحسم تأجل، وعادت الحمائم اليوم بالوجوه ذاتها لتنافس الصقور ذاتها، وكأنها تبحث عن هزيمة أخرى، لقد كانت مقار الجمعيات تشهد فعاليات شكلية لا تختلف عن صور التسويق الاجتماعي لاستقبالات الوزراء وما شابه، ليست السياسة المدنية أن نعد ورش عمل وندوات بقدر ما هي آليات إنتاج "إنسانية" حديثة.
ثالثا: لم تنجح الجمعيات في صوغ حالة مدنية لنشاطاتها، فهي لم تسع لتشكيل مراكز البحوث أو إدارات البحث وإعداد الموازنات للوزارات والدولة ككل، عجزت أن تشكل حالة مدنية تضغط بها على الدولة، لقد كان الخيار المدني "المهمل" في حقيقته السياسية وسيلة ضغط مميزة لم تهتم بها الجمعيات المقاطعة، ولم تكن الجمعيات المشاركة بأفضل حال على ما يبدو.
إن برامج الرباعي "المسماري" تمثلت سياسيا كمسامير لا تغادر أخشابها، وعلى رغم أن اليوم غير الأمس، وما استجد علينا مغاير لما مضى، إلا أن الرموز السياسية البحرينية داخل هذا التجمع مازالت عاجزة أن تمارس ولو قليلا من المدنية السياسية.
لا يمكن أن تغفر السياسة للوفاق الإسلامية مثلا أنها وطوال أربع سنوات من مقاطعتها للعمل السياسي لم تسع لإنتاج ما يبرهن على مدنيتها وقدرتها على مزاحمة البرنامج السياسي الحكومي على شتى الأصعدة. وفي الوقت الذي تسعى فيه "الوفاق" إلى ترويج بعض المفاهيم السياسية الحديثة في السياق السياسي الوطني، فإنها أول من فشل في تحقيق هذه الأطر داخل تجربتها المؤسساتية الداخلية.
إن شعارات مثل "تداول السلطة"، "وحدة البرنامج السياسي"، "قوة التحالفات الاستراتيجية بالقوة الوطنية الأخرى"، "الخيار الاقتصادي الاستراتيجي"، لم تستطع الوفاق أن تتمثلها داخليا فضلا عن تصديرها للخارج. وأخيرا كان شعار "البحرين أولا" وهو أبسط ما أنتجته غرفة السياسة الوفاقية أسرع ما تم سرقته منها في الوقت ذاته. والمقصود من هذه الزاوية تحديدا هو أن الجمعيات المعارضة البحرينية لم تستطع صناعة بيئة سياسية تناسب خياراتها وطموحاتها للمرحلة، طبعا كان تحريك الأمانة العامة الدستورية لملف التعديلات الدستورية وترويجها للإشكال الدستوري هو الخيط الوحيد الذي أمسك به المقاطعون أعناق دعاة المشاركة، وهو ما نجحت فيه الجمعيات المقاطعة "نسبيا"، إلا أن هذا الملف وعلى رغم ما حظي به من اهتمام لم يستطع أن يتحول لأن يعتلي سلسلة الاهتمامات الأولى للمواطن البحريني، بقت "قضايا البطالة"، "الإسكان"، و"الصحة"، وتعديل "رواتب الموظفين" تعتلي سلم الاهتمامات، ما يحيل إلى أن الجمعيات السياسية المقاطعة أخفقت في خلق "هم سياسي"، لا يمكننا في الإعلام والصحافة أن ننكر بعض الفعاليات السياسية، والتجمعات والاعتصامات حققت حضورا جماهيريا جيدا، إلا أن هذا الحضور ليس كافيا بالنسبة إلى الجمعيات المقاطعة لتدعي أنها نجحت في إدارة "سببية مقاطعتها للانتخابات الماضية"، ثمة أوراق أخرى أحرقتها الجمعيات المقاطعة بيدها، أحرقتها تارة بشكل مقصود منتقد، وتارة أحرقتها عبر الانشغال أو الاستشغال فيما لا يفيد من الترف السياسي لتبرير خيارات التاريخ، وما حدث بالأمس هو تاريخ لا يمكن أن تتقوقع الجمعيات عنده من دون حركة أو طموح للمستقبل.



#عادل_مرزوق_الجمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خفيفة في تاريخ البحرين ثقيلة على مستقبلها..
- ما بعد الإمبراطورية الأمريكية
- الصحافة المدنية والصحافات الأخرى
- عقوبة واشنطن !!
- !!الأمريكيون.. بطعم الشوكولا
- نعم.. لمطرقة الإصلاح بالخارج.
- التشكيل السياسي الأمريكي -تحت المجهر-:
- ما يمنع الصحافة أن تتأدب؟
- يتلاعبون بالإعلام والصحافة
- من خيارات الإرهاب إلى المدنية العجوزة..
- الولايات المتحدة، الإعتباطية المنظمة!!
- صحافيون متعجرفون
- كيف تدير مجموعات المعارضة العربية إعلامها؟: بعيداً.. عن الزو ...
- قراءة في الحقل الإلكتروني معرفيا..
- قنواتنا الحكومية كسيحة، والإتجاه نحو الغرب سيفشل
- تأديب برابرة الليبرالية الجديدة
- لماذا، وكيف تقرأ.. هذه الجريدة.. ؟
- أحداث سبتمبر جديدة.. على الأبواب


المزيد.....




- -قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ ...
- سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء ...
- -سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد ...
- برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت ...
- إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات ...
- بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول ...
- مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
- بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
- -ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عادل مرزوق الجمري - المقاطعة بوصفها فعلا سياسيا لا عيبا تاريخيا