أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لماذا الحملة الهستيرية ضد الحشد الشعبي؟















المزيد.....

لماذا الحملة الهستيرية ضد الحشد الشعبي؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4771 - 2015 / 4 / 8 - 15:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



د.عبدالخالق حسين

الحشد الشعبي هو نتاج ظروف موضوعية استجدت بعد الغزو البعثي الداعشي المغولي للمحافظات ذات الأغلبية العربية السنية في العام الماضي، وبتواطؤ جناحهم السياسي بقيادة أياد علاوي والأخوين النجيفي وغيرهم الذين يأتمرون بأوامر أسيادهم في السعودية وقطر وتركيا. وبات هؤلاء المغول الجدد يهددون الشعب العراقي بحرب الإبادة. لذا أصدر الإمام السيستاني فتوته المشهورة بالجهادي الكفائي لكل مكونات الشعب دون استثناء فتطوع الملايين من الشباب من مختلف الانتماءات، وهو التعبير العملي لتلاحم الشعب مع قواته المسلحة. ولهذا الحشد يعود الفضل في تحقيق النصر على الدواعش.

وبعد الانتصارات الكاسحة التي حققتها القوات الأمنية العراقية، وبدعم من الحشد الشعبي، ومسلحي أبناء العشائر العربية السنية، وإلحاق الهزيمة بالدواعش، جن جنون فلول البعث ومن ورائهم من الإعلام العربي وبالأخص السعودي والقطري، فراحوا يشوهون سمعة الحشد، ولا يذكرونه إلا باسم (المليشيات الشيعية المدعومة من إيران). والتهمة أن هذه المليشيات وبدوافع طائفية انتقامية قاموا بقتل الأبرياء في تكريت وحرق منازلهم بعد نهبها!!. في الحقيقة هذه الاتهامات الباطلة كانت جاهزة ومعدة سلفاً تنتظر الوقت المناسب لاطلاقها. وقد حان هذا الوقت بعد الانتصارات التي أذهلت الجميع.

فالقصد من هذه الحملة الإعلامية الهستيرية معروف، كذلك هناك من يتظاهر بالاعتدال والعقلانية وقول الحق، من كتبة فخري كريم، مثل عدنان حسين ومن لف لفه، ليكتب مقالاً في صحيفة المدى، بعنوان (الحشد ليس قدس الأقداس)، فيعترف مسبقاً بدور الحشد في تحقيق الانتصار إذ يقول: " بالتأكيد، من دون قوات الحشد الشعبي ما كان في الإمكان تحرير مدينة تكريت وبلدات أخرى في محافظتي صلاح الدين وديالى من سيطرة داعش...الخ". وبعد أن يكتسب ثقة القارئ أنه حقاني لا يقول إلا الحق، يبدأ بنفث سمومه بعسل الكلام فيضيف:" الضرورة الوطنية لانبثاق الحشد الوطني واستمرار وجوده لا ينبغي أن تحوّله الى قدس الاقداس، فعناصره بشر وقادته بشر، والبشر خطّاؤون بالضرورة. في تكريت ارتكبت عناصر في الحشد الشعبي انتهاكات للقانون وتجاوزات على حقوق الإنسان، هي امتداد لانتهاكات وتجاوزات مماثلة ارتكبت في مناطق أخرى.".. ودون أن يقدم أي دليل على هذه التهمة.

نحن لا ندعي أن عناصر الحشد الشعبي ملائكة وقدس الأقداس، و فوق النقد معاذ الله، فهم بشر ليسوا معصومين، كما و نؤكد على ضرورة النقد، والأهم هو التمسك بالانضباط العسكري، وطاعة القيادة، وإلا لا يمكن تحقيق أي نصر.
ولكن كلام عدنان حسين وأمثاله من نوع (قول حق أريد به باطل). لا شك أن عملاً كبيراً كتحرير محافظة صلاح الدين من أشرس تنظيم إرهابي (داعش)، لا بد وأن تقع فيه أخطاء، ولكن المبالغة بها والإدعاء أنها (انتقامات طائفية في القتل وحرق البيوت)، الغاية منها تصعيد الاحتقان الطائفي، وتشويه سمعة الحشد، وتحريف الانظار عن جرائم الدواعش البشعة مثل قتلهم 1700 من الشباب بدم بارد في معسكر سبايكر بعد التأكد من هوياتهم المذهبية. وتعامى الاعلام الغربي عن هذه الجريمة وغيرها ولم ينتبه لها إلا الآن وبعد مرور ثمانية أشهر (راجع تقرير بي بي سي- رابط رقم 1 في الهامش).

أجل، لا ندعي أن الحشد قدس الأقداس وفوق النقد، ولكن نرفض أن تواجه تضحياتهم بحملات تشويه السمعة ونكران الجميل والحرب النفسية، وتثبيط العزائم والهمم في وقت يواجه الشعب حروب إبادة. فالذين يركزون على هذه الأخطاء (إن وجدت)، ويبالغون فيها، لهم غايات سيئة وباع طويلة في دس السم بالعسل وتضليل الرأي العام، ولو كانوا محايدين لأشاروا إلى أحابيل البعثيين وإمكانياتهم الفائقة في ارتكاب الجرائم وإلقائها على خصومهم لتشويه سمعتهم. فهناك شهادات من الشرفاء من أهل تكريت تؤكد أن الذين قاموا بهذه الجرائم هم محليون لثارات بينهم و لتشويه صورة الحشد.

ونحن العراقيين لنا تجارب مريرة مع البعثيين ونعرف خبثهم وقدراتهم على تشويه سمعة خصومهم وتقبيح صورتهم، فقد جمعوا كل ما في التراث العربي- الإسلامي والعالمي من خدع، ابتداءً من أستاذهم معاوية وابن العاص ولحد الآن، وعلى سبيل المثال بعث لي صديق عزيز(طلب عدم الإشارة إلى اسمه)، وهو ناشط سياسي مخضرم، بعث لي رسالة ذكر فيها عن خبث البعثيين قائلاً: ((ما يشغل اليوم وسائل الإعلام الخائبة على اختلاف أنواعها هو موضوع بعض التجاوزات المزعومة في مدن صلاح الدين بعد انتصارات القوات المسلحة والحشد الشعبي ومتطوعي بعض عشائر المحافظة. النجاحات التي جعلت من تنبؤات القيادة العسكرية الأمريكية بأن طرد الدواعش يحتاج إلى أكثر من 3 سنوات أمرا مثيرا للسخرية.!... يذكرني ذلك بما جرى أيام الإنتفاضة الشعبانية عام 1991. كانت تصل من منطقة الرضوانية إلى داخل المجمع النفطي ببغداد في الصباح الباكر حافلات نقل أهلية وهي تحمل حوالي 100 من الشباب، يرتدي كل منهم دشداشة رثة ونعال قديم، حيث تزود بالوقود من محطة التعبئة الموجودة في الساحة. ثم تنطلق نحو كربلاء والمدن المجاورة ليندسوا بين الثوار مرددين الهتافات الطائفية وذلك بغية إثارة النعرات الطائفية لدى أبناء السنة، لاسيما الضباط العائدين مع الجيش المنكسر من الكويت¬".
ويضيف الصديق: "أخي: وددت سرد هذه الواقعة التي كنت أشاهدها يوميا خلال الدوام الرسمي بحكم وظيفتي آنذاك ...عسى أن تتناولها في مقالاتك القادمة إن وجدتها مفيدة.. مذكرا بالمقولة الشهيرة: "لا يلدغ المرء من جحر مرتين")). أنتهى، وشكراً للصديق على هذه المعلومة القيمة.

كما وأود الإشارة إلى ما ذكره السيد حسن العلوي (وهو بعثي سابق، وكان مستشار صحفي لصدام في السبعينات)، عن خبث البعثيين وما عملوه في عهد ثورة 14 تموز، أن خصوم الشيوعيين من البعثيين قد ساهموا مساهمة فعالة في بث الإشاعات ونشر شعارات وهتافات غوغائية وتمزيق القرآن من أجل توجيه التهم وإلصاقها بخصومهم الشيوعيين وحبسهم من قبل محكمة شمس الدين عبد الله. وفعلاً حققوا نجاحات باهرة في هذا المضمار. وعلى سبيل المثال لا الحصر، ذكر العلوي قصة مضحكة قائلاً: "البعثيون يتقمصون سلوك الشيوعيين في تشويه سمعة الشيوعيين، كبة حلب أَم كبة موسكو!! حدث في تلك الفترة، وكانت مجاميع من أنصار الحكومة تحكم سيطرتها على الشارع. فدخلنا مطعم تاجران في الباب الشرقي، بعد أن تسلحنا بوضع حمامات السلام على صدورنا والتي كانت تباع على قارعة الطريق، حتى إذا أخذنا مكاننا على مائدة وسط الصالة، وحضر العامل لإستطلاع رغباتنا، بادره أحدنا، حميد رجب الحمداني.. جيب كبة موسكو… فاعتدل العامل بدهشة.. متأسفين لا توجد مثل هذه الكبة. فاصطنع حميد الإنفعال وعلا صوته.. لماذا يا ناس، كبة موسكو لا توجد؟ ماذا عندكم يا متآمرين. هنا حضر صاحب المطعم وقد تدلى كرشه إلى الأمام وهو يعتذر بخوف وانتهازية عن التقصير قائلاً: هل تسمحون بوصف هذه الكبة حتى أحضرها لكم غداً؟ قال حميد.. هات قائمة المأكولات .. وأشار بإصبعه إليها قائلاً هل فهمتم؟ هذه التي كان أعداء الجمهورية والزعيم يسمونها كبة حلب. ولم يكن من صاحب المطعم إلا أن يبادر على الفور لشطب حلب وكتابة الإسم الجديد."(حسن العلوي، عبد الكريم قاسم.. رؤية بعد العشرين، ص57).

وهناك آلاف الأعمال الإجرامية التي ارتكبها البعثيون وألصقوها بخصومهم. فالشعب العراقي يواجه هكذا عدو شرس متمرس بالخبث والدهاء لارتكاب الجرائم وإلقائها على الخصم. فمنذ سقوط حكمهم الجائر عام 2003 وإلى الآن وهم يرتكبون أبشع الأعمال الإرهابية ولكن تحت أسماء تنظيمات إسلامية مثل جند الإسلام، والنقشبندية، والقاعدة والآن داعش، ولا ندري ما هو الاسم القادم. وقلنا مراراً وتكراراً في مقالات عديدة أن هذه التنظيمات هي مجرد أسماء حركية لفلول البعث، ولم يصدقنا أحد إلى أن اعترفت صحيفة الـ (واشنطن بوست) بهذه الحقيقة في تقرير مطول بعنوان (ماذا يفعل ضبّاط صدام حسين في "داعش"؟)(2 و3)
وتقرير واشنطن بوست فيه الكثير من الحقائق ولكن في نفس الوقت لا يخلو من بعض المغالطات لتبرير صعود البعث الداعشي، وهذا يحتاج إلى مقال مستقل.

خلاصة القول، نحن لا نقدس أشخاص أو جماعات، ولكن يجب أن نكون حذرين من الاتهامات الباطلة التي تصدر من فلول البعث، و تدعمها وسائل الاعلام السعودية والقطرية المشبوهة ومعها خطباء مشايخ الوهابية التي ما انفكت تنفخ في بوق الشحن الطائفي.
وألف تحية لقواتنا الأمنية الباسلة والحشد الشعبي بكل مكوناته، والمجد والخلود للشهداء، والخزي والعار لأعداء شعبنا. سيروا إلى الأمام، والقافلة تسير ولا يضيرها نبح الكلاب.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- Mass graves of Iraqi soldiers killed by IS found in Tikrit
http://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-32199244

2- واشنطن بوست: ماذا يفعل ضبّاط صدام حسين في "داعش"؟
http://www.akhbaar.org/home/2015/4/188391.html

3- النسخة الإنكليزية الأصلية لتقرير واشنطن بوست:
The hidden hand behind the Islamic State militants? Saddam Hussein’s
http://www.washingtonpost.com/world/middle_east/the-hidden-hand-behind-the-islamic-state-militants-saddam-husseins/2015/04/04/aa97676c-cc32-11e4-8730-4f473416e759_story.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تثير السعودية الفتن الطائفية؟
- القوة العربية المشتركة..لماذا الآن؟
- حرب السعودية في اليمن على خطى النظام الصدامي في إيران
- وعلى جماهيرها جنت القيادات السنية
- بترايوس ينضم إلى جوقة الأزهر السعودي
- انتصارات العراق تثير هستيريا الافتراءات
- وسقط القناع عن الوجوه الكالحة
- تدمير الآثار الحضارية، توحش بثوب القداسة
- مدى الجدية في تحرير الموصل
- الإرهاب مآله الفشل
- مرة أخرى، داعش يفضح مناصريه
- حول التعامل مع حزب البعث
- بلا شماتة..هذه بضاعتكم رُدَّت إليكم
- إياكم وقطع الأرزاق!!
- هل داعش صناعة أمريكية؟
- الأغبياء يخدمون أعدائهم
- الحضارة في مواجهة البربرية
- الشر في خدمة الدين، والدين في خدمة الشر
- (الحرس الوطني) هو الغطاء الشرعي لداعش
- العقل في خدمة العاطفة


المزيد.....




- سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص ...
- السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
- النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا ...
- لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت ...
- فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
- -حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م ...
- -الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في ...
- -حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد ...
- اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا ...
- روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لماذا الحملة الهستيرية ضد الحشد الشعبي؟