عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم
(Abdulsattar Noorali)
الحوار المتمدن-العدد: 1327 - 2005 / 9 / 24 - 07:12
المحور:
الادب والفن
الى روح الصبية العراقية الملائكية الطالبة ابنة الخمسة عشر عاماً التي اغتال براءتها ونهش عفتها سبعة وعشرون وحشاً بشرياً مخبولاً معلولاً دموياً بدويا مدنساً نجساً ارهابياً عصابياً ..... ثم ذبحوها ليوصم دمها الطاهر وجوههم وشيوخهم وعمائمهم وقبائلهم عاراً أبدياً وخزياً سرمدياً يلطخ تاريخهم المنبوذ عاراً وشناراً وسواداً وظلاماً وخسة وحراماً ........
قفي ، ودعينا يا عروس بطلعة
تروي اشتياق الأرض ناظرها يدمى
وقولي لكل الكون ما فعلت بكم
مخالب وحش روحه نجس يعمى
وعينيك إن النخل يهتز سامقاً
بما لمت العينان من حلم لما
قفي يا ابنة النهرين قنديل طاهر
وشعي بنوريك على أرضنا رسما
فما كانت الأيدي التي قطفت ندى
بقادرة أن تطفئ الحلم النجما
فأهل بلاد النخل جمع يلمهم
تقاسيم حب من نضارتك شما
* * * * * * *
قفي ،
ياابنة ارض الفردوس المفقود
فوق البدر الناصع في عمق سماوات الكون ،
وليشهد وجهك ذاك البدر
أن الموت الزاحف من عصر الديناصورات
وكهوف الحقد الأعمى
يحصد ........
عشب الأرض
شجر الأرض
ماء الأرض
عشق الأرض
حتى الأجساد الطاهرة الغضة
مثل حمام قباب الأرض
حتى أنت ، عروس الأرض
وحلم الأرض.
ولتشهد عيناك الصافيتان
اللامعتان
مثل بريق النجم
أن التاريخ الموغل في الذبح
يولد عقاربه
وأفاعيه
وسكاكين الحقد الأعمى .............
ولتشهد صرخاتك في آفاق الدنيا
أن وحوش الأرض المحروقة
تكره هذا الحب المخزون
في قلبك
في جذر الأرض .......
قفي ..........
ولتشهد وقفتك الصلبة
أن ضباع الصحراء المجنونة
تتناوش أجساد الطهر
بأنياب الغدر
ومخالب حقد مدفون
في الصدر
منذ الأيام الأولى
لأحقاد ابي جهل
وسفيان
ويزيد العصر .........
ايتها الأرض المصلوبة نصفين ،
نصفاً من أهل البيداء الخاوية
من شرف الأرض ،
نصفاً من خلف بحار الظلمة
وأساطيل الغزو .....
هذي عروستك
من غير الطرحة
من غير غناء الأصحاب
تزف دماً
في أجفان التربة
وأحضان النهر
وقلوب الأحباب ........
هذي عروستك
تروي ....
أن الأنجاس همو القطعان المنفلته
من بين أزقة أحفاد الغدر.
هم نفس الأنجاس الصغرى
والانجاس الكبرى
تنطلق ......
من جحر جبان العصر
من بين يديه
وحواليه
من كتب القتل
وفتاوى الذبح
وسطور رذائلهم
ومخازيهم ،
وقبائلهم لا تعرف غير الليل رداءاً
ونداءاً
غير الغيلة عرفاً
غير الغدر .......
هم تاريخ من حقد أسود مدفون
حتى نخاع العظم
لا يلبس غير الكره
وغير الحرب
وغير الدم ...............
................................
فقفي
بين عيون النهرين وضخي في النخل
وجهك
طفولتك
ثوباً أبيض مثل حليب الأم
ورداءاً من طهر يلبس
جسد العشق
وحلم الأرض
ولون القلب ...................
الخميس 2005.09.22
#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)
Abdulsattar_Noorali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟