أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف بوقرة - تونس بين إرهابين














المزيد.....

تونس بين إرهابين


يوسف بوقرة

الحوار المتمدن-العدد: 4770 - 2015 / 4 / 7 - 01:22
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مازالت الأحداث الدّامية التي شهدها متحف باردو بضواحي العاصمة التونسية والتي خلفت عشرات القتلى والجرحى معظمهم من السيّاح الأجانب تلقي بظلالها على المشهد السياسي والأمني في تونس. في تونس اليوم «لا صوت يعلو فوق صوت الإرهاب»، عبارة تذكّرنا بأخرى مشابهة ميّزت الخطاب السياسي في دول شرق المتوسّط طيلة عقود ولم نرَ لها أثرا إلاّ في لبنان واليمن زمني الوحدة والانقسام.
لا حديث في تونس إلاّ عن الإرهاب وأنسب الطرق لمقاومته: ضربات استباقيّة وعمليّات استخباراتية ودعوة المواطنين إلى اليقظة وإبلاغ رجال الأمن الرسميين منهم والمتطوّعين عن كل تحرّك مشبوه في الجبال والسهول وفي الأرياف وفي المدن وفوق الشجر وتحت الحجر. وأصبحت الطرقات المحيطة بالمدن تعجّ بالتشكيلات الأمنيّة لمراقبة الوافدين إليها لا المغادرين لها مع التركيز على ذوي اللّـحيّ المسدلة لأسباب عدّة: اتباعا لسنّة أو إخفاء لجرح غائر في الوجه أو لعدم اكتراث ويأس من مقابلة مسؤول حكوميّ تقتضي بروتوكولات إجرائها حلق اللحية.
وجدت وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب في حادثة باردو الدجاجة التي تبيض مادّة دسمة يسهل ترويجها وعادت بطولات رجال الأمن إلى واجهة الأحداث حيث أصبحت تتصدّر عناوين النّشرات الإخبارية وتحتل الصفحات الأولى للصّحف المستقلة والمتحزّبة ومن لا هويّة لها في مشهد يذكّرنا بالأيام الأولى التي تلت مغادرة الرئيس المخلوع للبلاد في أواسط يناير2011 عندما خرج رجال الأمن للتظاهر في الشوارع. كما دعا «خبراء أمنيّون» إلى التعجيل بإحالة قانون الإرهاب، أم القوانين في تونس ما بعد الثورة، على أنظار نوّاب الشعب والعناية بشهداء المؤسّسة الأمنيّة بينما غاب في الزحام شهداء ثورة 17كانون الأول / ديسمبر 2010 والذين سقطوا بفعل فاعل مازال مبنيّا للمجهول وكل المؤشرات تدلّ على أنّه سيظل كذلك.
ومقابل هذا التركيز المشبوه على محاربة الإرهاب بقيت أمّهات القضايا التي تهمّ التونسيين حبيسة أدراج المكاتب بينما أحيل ما بقي منها إلى هيئات دستوريّة اسمها مشتقّ من مثل وقيم لا مكان لها إلا في كتب الفلاسفة.
ظهرت عبارة «الحرب على الإرهاب» لأوّل مرّة على شاشة قناة «سي ان ان» وغيرها من القنوات التلفزيّة الإخباريّة الأمريكيّة إبّان إعلان الحرب على أفغانستان أوائل هذا القرن وبدأت ذات العبارة تميّز الخطاب السياسي الرّسمي في تونس، وإذا كانت حرب الولايات المتّحدة على الإرهاب قد أدّت إلى تدمير بلدين هما أفغانستان والعراق فإنّ حرب تونس على الإرهاب باتت مطيّة لسلب ما جناه الشعب من فتات هذه الثّورة، كما أصبح شعار الإعلام المرئي التونسي في هذه الأيام «بالروح بالدم نفديك يا وطن»، وطن لم نفده زمن الحراك الثّوريّ المعلوم فما بالك زمن الإرهاب المجهول!



#يوسف_بوقرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس: تصريف الأعمال وتصريف الوعود
- تونس: محاكمة المدونين اولى رسائل الجمهورية الثانية
- الانتخابات التشريعية في تونس: البحث عن العنقاء..
- الحملة ضد شباب الثورة في تونس: جزاء الثوار من جزاء سنمار
- سوريا: معركة المعابر والنصر الموهوم
- تونس : هيبة الدولة والاستبداد المقنع
- الفلوجة والرمادي: قصة مدينتين
- تغيير مقر اتحاد العمال التونسيين: موسم الهجرة إلى الضواحي
- متى نصبح على وطن؟
- من الحراك إلى الحوار:السابقون و اللاحقون
- ذكرى 17 ديسمبر: سلامي إلى ثورتنا أو ما تبقى منها
- الضربة المحتملة على سوريا: دفاعا عن الحق لا دفاعا عن النظام ...


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف بوقرة - تونس بين إرهابين