أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد محمد منتصر - مغلطناش في البخاري !!















المزيد.....


مغلطناش في البخاري !!


أحمد محمد منتصر

الحوار المتمدن-العدد: 4769 - 2015 / 4 / 6 - 12:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أليس هذا ما يُقال عندما نرفض الإساءة لأحد أو حينما نسهو بالخطأ , و كأن البخاري أصبح إلها يُعبد من دون الله أو رسول له قدسيته , ثم نأتي للجملة التي أصبحت صفيراً يدوي في أذني كل مسلم علي المنابر و علي الشاشات و في المجالس الدينية و هي أن - صحيح البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله - و كأن قول الله - و ما ينطق عن الهوي - كان يُقصد به البخاري , البخاري الذي تم تقديسه و إعتباره اللسان الناطق عن الرسول و أصبح من الممكن التدارك عن سب الدين و سب الإله و لكن لا يمكن التدارك عن نقد البخاري .
إن - محمد إسماعيل البخاري - ما هو إلا شخص قرأ و راجع مصادر الأسلاف و نهَل منها ولا نعلم إذا كانت صحيحة أم لا إذ أنه لم يعاصر الرسول حتي , فكيف يصبح ما أسموه صحيح البخاري مقدس هكذا ؟؟
فإذا تطرقنا لبداية عصر التدوين في القرنين الهجريين الأولين سنجد إهتماماً بتدوين القرآن فقط و لم تشهد هذه الفترة تدويناً لأي كتاب باللغة العربية , فكان أول كتاب باللغة العربية لسيبويه في النحو عام 180 هجرية , ثم نأتي للقرن الهجري الثالث الذي شهد فترة التدوين الحقيقية و يا للعجب فإنه بالرغم من تواجد مخطوطات قديمة مدونة لم توجد أي مخطوطة واحدة مدون عليها خط البخاري , فكيف يصبح كتابه أصح كتاب بعد كتاب الله !!
و حتي لا نغفل آخرين من رواة الحديث الذين يعتبرونهم أيضاً غير مشكوك في رواياتهم فمثلاً : عبدالله بن عباس الذي روي ألفي حديث معظمهم في صحيح البخاري و قد كان عمره 10 سنوات عندما مات النبي , أيُعقل يا أولي الألباب أن يروي طفل ألفي حديث جميعهم صحيح عن النبي , ثم نأتي لراوِ آخر و هو أبو هريرة الذي روي ما يقرب من 5 آلاف حديث و قد قال عنه علي بن أبي طالب " أكذب الناس أبو هريرة الدوسي " , و قال عنه عمر بن الخطاب "عدو لله والإسلام، عدو لله وكتابه، سرقت مال الله، حين استعملتك على البحرين "
أبعد كل هذا هل ما زال يتم تقديس ما ورد في البخاري و غيره من رواة الأحاديث , ألهذه الدرجة هم منزهين و مرفعين عن الخطأ فما بالكم أن أبا بكر لم يفقه قول الله " و فاكهة و أباً " .
و للأسف نجد العديد من المقولات المقدِسة تمام التقديس للصحيحين البخاري و مسلم مثل وصفهم في كتاب - حجة الله البالغة - بـ " أما الصحيحان فقد اتفق المحدثون على أن جميع ما فيهما من المتصل المرفوع صحيح بالقطع، وأنهما متواتران إلى مصنفيهما، وأنه كل من يهون من أمرهما فهو مبتدع متبع غير سبيل المؤمنين "
إذن فقد تم توصيف من نقدوا أو ردوا البخاري و مسلم بأنهم متبعين غير سبيل المؤمنين , فما بالكم أن البخاري قد ردّ أحاديث لمسلم , و مسلم قد ردّ أحاديث للبخاري حيث إن البخاري وضع شروطاً لصحة الحديث ، منها أن يعاصر الراوي من يروي عنه ، ويلتقي به ولو مرة واحدة مع التصريح بذلك , أما مسلم فلم يشترط المقابلة واللقاء بين الرواة ، وإنما يكفي المعاصرة مع عدم التصريح بانتفاء اللقاء بينهما ، أي السكوت عن الأمر , وهذا الاختلاف بين البخاري ومسلم ترتب عليه في الواقع رفض البخاري لمجموعة كبيرة من الأحاديث التي أخرجها مسلم لعدم تحقق شرطه بها ، وبالتالي تكون هذه الأحاديث التي انفرد مسلم بها ضعيفة عند البخاري حسب شرطه , وبهذا العمل يكون البخاري هو أول من ضَعَّف ورَدَّ أحاديث تلميذه مسلم .
فبعد ذكر ردود البخاري و مسلم لبعضهما البعض نجد أيضاً تعرضهم للنقد من قِبل العديد أمثال أحمد بن حنبل و يحيي بن معين و الترمذي و ابن القيم و الألباني و ابن تيمية و غيرهم , و هم رواة حديث أيضاً , فكيف و رواة الحديث يردون بعضهم أن نأتي بمثالاً منهم و نقدسه !
فعلي سبيل الذكر لا الحصر في صحيح البخاري نجد حديث عن سعد بن أبي وقاص قال سمعت رسول الله يقول : " من تصبَّح سبع تمراتٍ عَجْوَة لم يضره ذاك اليوم سمٌّ ولا سِحْر "
و إذا استعملنا العقل لحظة و أخذنا بالأسباب فإنه من غير المعقول أن نصحي ذات يوم و نشق ريقنا علي سبع تمرات من العجوة ثم نتجرعُ سُماً بعدها و نظل أحياء فحتماً سنموت , فهل هذا الحديث صحيح أم خطأ ؟؟
ثم نأتي للرجال الذين يستعملهم البخاري مثلاً من رجال البخاري رجل اسمه: فليح بن سليمان ، هذا يصفه ابن حجر في كتابه - التقريب - أنه صدوق سيئ الحفظ .
إننا بصدد الآن صراع عميق دائر منذ قرون بين داعمي التراث القديم و المجددين , إننا في معركة حقاً مع مرتدي ثوب الدين و الكمال , ثوب القدسية الزائفة , و للأسف من يتصدر الدفاع عن قدسية البخاري الآن مؤسسة الأزهر التي علي مر العصور كانت طوعاً للحكام , فقد تم إنشاء الأزهر في العصر الفاطمي لنشر الفكر الشيعي - الإسماعيلي - ثم أتي الأيوبيون و تجنبوها لمدة طويلة بإعتباره وكراً للمذهب الشيعي و بتغيُر الزمان و الحكام ها هو الأزهر الآن يدافع عن السنيّة و يستميت مقاتلاً للزود عن البخاري و إعتبار نقد البخاري هو نقداً صريحاً للإسلام , فلا عيب علي الأزهر في ذلك و قد دلّس نفسه في عباءة الحكام و أصبح بمرور الزمن أداة في أيدي الحكام , فنجد الأزهر الآن هو المُتبني الأول لخطاب الكراهية و الرجعية تجاه أي طارح لفكرة ما , لا يتحدث بعلمية تجاه الظرف الموضوعي , فقط يطل علينا ممثلوه بخطابات و بيانات تدين التشدد و الرجعية و التطرف الفكري و المذهبي و هم يغفلون أنهم أساس كل ذلك .
إنها مؤامرة علي الإسلام , أأنتم أشد غيرة علي الإسلام عمن قال - إنا نحنُ نزّلنا الذكر و إنا له لحافظون - فأنتم يا أبواق الخطاب التكفيري ذو عمامات الرجعية قد اختزلتم السنة النبوية في صحيح البخاري بل و اعتبرتم نقد البخاري هو سُبة للدين , فعلي حد كلامكم أن السنة النبوية و الإسلام قد ضاعوا لقرابة قرنين من الزمان حيث ولد البخاري عام 194 هجرية ؟؟
في النهاية يمكنكم القول أن البخاري و غيره من أجلّ علماء الحديث و أكثرهم دراية به , و لكن هم ليسوا في مصاف الأنبياء أو ملائكة منزهة عن الخطأ , فالنقد لكائن ما كان ليس بالجُرم , فالجُرم هو ما يرتكبه القائمين علي الدين اليوم بكتم أي صوت يطرح فكرة أو إستفساراً ما , فهل ينتهي هذا الصراع القديم أم سيظل للأبد طالما وُجدت سلطوية رجال الدين ؟؟



#أحمد_محمد_منتصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النعرة الناصرية .. من الإنقلاب للسقوط
- سلطوية رجال الدين .. من الأزل و إلي الأبد
- محمد إسماعيل - عبده - .. مُخبر شرطة عميد كلية
- ما يُقترف بِسم سُنة الحياة
- أنت و مالك رأس مال لأبيك
- التجنيد الإجباري المصري .. رأس مال القوات المسلحة


المزيد.....




- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...
- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد محمد منتصر - مغلطناش في البخاري !!