مالا يفهمه بعض الجنوبيون

بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4769 - 2015 / 4 / 6 - 12:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

يكثر الجنوبيون من اللوم والعتب على أخواننا في الشمال، ولماذا موقفهم حتى الان لم يرتقي إلى مستوى الحدث، فالحوثي وحليفه المخلوع يقومان بمذبحة شبه يوميه بحقهم، رغم ان عدو الحوثي وصالح ومن يقصفهم ليسوا اهالي المعلا او خورمكسر بل هو التحالف العربي الذي ضم عشر دول عربية واسلامية، ومع ذلك لا يحدث شيء في الشمال كردة فعل رافضة لمثل هذه الأعمال.
دعونا نعود بالذاكرة إلى الخلف قليلا ، عندما تمت محاصرة الرئيس هادي( الجنوبي ) واسقاط حكومة الكفاءات، في ثاني يوم من الحدث توجهت كل الأحزاب في صنعاء لتلتقي بالجهة الانقلابية وتصافحها وتتفاوض معها وكادت أن تصل إلى نتيجة جديدة مغايرة ومختلفة تماما عن مخرجات الحوار الوطني المتفق عليه لولا تمكن هادي من الهروب من صنعاء والظهور في عدن، كانت مفاوضاتهم تدور حول كل شيء إلا ان يتم الإفراج عن الرئيس المحتجز بطريقة مهينة ومذلة.
صحيح ان الحوثي همجي بطبعه، دموي من خلال عقيدته المتطرفة، بدائي من ناحية خلفيته التعليمية، وصحيح ايضا أن في الشمال نخب متعلمة ومثقفة وواعية، ولكن وفي المحصلة النهائية الحوثي جزء أصيل من النسيج الاجتماعي في الشمال بل هو يمثل الطبقة التي حكمت البلاد لعقود طويلة من الزمن، فهو يتحدث بلهجتهم ويتصرف كما كان يتصرف والد ووالدة المثقف في الشمال، لذا فالحوثي ليس كائن دخيل على الوعاء الجمعي أو الفردي في الشمال، وبالتالي ومهما أختلف معه، فهو يعتبر مجرد وجهة نظر أصيلة وعميقة ونابعة من جذور الثقافة التي عايشها كل شمالي وعلى مدى قرون طويلة.
مهما بلغت دموية الحوثي في الجنوب، ومهما اوغل في دماء الأبرياء وقصف المساكن، مهما اتهمهم بأنهم ارهابيون ودواعش دون أي غطاء شرعي أو رسمي له، فهنالك في الشمال قد يرفضونه، ولكن لن يسعون جاهدين لإيقافه، ان التعاطف الذي سيتم مع الجنوبيين سيكون مثل التعاطف الذي يكون مع أي نكبة يمر عليها أي شعب آخر في العالم، بينما في الجنوب الأمر مختلف تماما، فهم يقاتلوا الحوثي دفاعا عن كل شيء في الحياة بدء من حق الحصول على قطرة ماء وإنتهاءً بالدفاع عن وطن وتاريخ وثقافة.
ليكف الجنوبي عن لوم أي شمالي عن أي شيء، فهنا قضية ، وهناك قضية أخرى واهتمامات مختلفة، وكل على ليلاه فليغني.

#بكر_أحمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات