واثق الجلبي
الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 5 - 19:49
المحور:
الادب والفن
مـــعـــتــقــلات
يعتقل الشخص منا في ظهر أبيه وبعد قضاء مدة اعتقاله ينقل الى رحم أمه بلا حرية له في ذلك وبعدها يقذف به الى عالم المجانين وفي عالم توم وجيري هذا يظل الشخص منا ( كالاحمق) وهو يعيش جنون الارتياب وعقدة الرهاب وعقد الدنيا باجمعها .. وهو معتقل ايضا في وسواسه القهري والسايكوباث .. سجن يتلوه سجن ومعتقل بعد معتقل الانسان معتقل في رزقه وما تملكه يده وهو ( كالاطرش بالزفة) لا يلوي على شيء جنون النحو يلاحقه كلما اراد ان يكتب حرفا فيمنعه الممنوع من الصرف ان ( يصرف) همه .. ويأتيه الفعل ليفعل به ما يشاء وهكذا تجري الامور في المعتقل الكبير الذي نعيشه بلا حول ولا قوة .. تم اعتقال الانسان بجريرة آدم .. كم بعثت اليه رسائل عتاب لكنه لم يرد عليّ .. المهم لقد تم اعتقالنا هنا في هذا الزمن وهو معتقل كذلك فالرجاء الا يظن ان احدا ليس بمعتقل حتى الزمان والمكان والاشجار والثمار والانهار والهواء والجبال .. والاهم من ذلك هو الانسان المعتقل الرسمي في هذه الاضطرابات الزنزانية .. حتى الذي يكتب يصب افكاره في معتقل الاوراق والقلم سجان راق حيث يعتقل الحرف والفكرة من غير عناء .. اعتقال ازرق وأحمر واخضر ومن الالوان جميعا فاي اعتقال تريده يأتيك اعتقال عكسي .. أما عن كيفية العيش فهي اعتقال اشد فتكا واشد اجراما وحيرة .. كلنا معتقلون وحسب الالوان التي تناسب اعتقالنا غير المحسوس في اغلب الاحيان . . السعادة اعتقال لذيذ للعقل المعتقل .. الوعي اعتقال وأخوه اللاوعي كذلك .. الانسان يعيش في معتقلات لا يشعر بها الا عند الاعتقال الذي يضبط فيه ويدخله في القبر وهو معتقل من نوع آخر .. الكل يعيش حالات الاعتقال وهو مرهون بها فهي اكثر من ان احصيها في هذا المعتقل الضيق جدا والواسع الرهيب .. كلمات اكبر من المعنى المضغوط في جعبة الحرف الباهت الاسير بالانامل والخواطر المبعثرة .. اعتقال الحروف قمة في النذالة فأنت عندما تكتب تحتم على القاريء ان يشعر بما تحس به وهو ليس بالضرورة ما يشعر به .. اليس ذلك اعتقال لذيذ ؟ علينا ان نعتقل اشياء تفيد الآخرين وهو قابعون في زنازينهم فهذا الاعتقال يولد حرارة الشعور التواق الى الاعتقال الاخير ..
[email protected]
#واثق_الجلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟