|
هل هناك كامب ديفيد ثانية ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 5 - 16:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اسرائيل تدعي على العلن معارضتها لاتفاقية الاطار التي تم التوصل اليها بين ايران و الدول الست، و تقول بانها ضد مصالحها و استقرارها و مستقبل اجيالها لانها لم تمنع انتاج السلاح النووي الايارني بشكل نهائي، الا انها تعرف جيدا و في قرارة نفسها اشد سرورا، فهي على علم بانها لا يمكن ان تجد مرحلة لتمد يدها و تقطع الطريق امام اية معارضة او عراقيل خارج حدودها القريبة والبعيدة نتيجة للمعادلة السياسية الناتجة عن هذا الاتفاق . سترفع العقوبات عن ايران حال التوقيع على الاتفاق النهائي و ستكون لها اي لايران اليد الطولى في اللعب بحرية في المنطقة عدا ما تمس اسرائيل حتما، و هذا ما يخشاه العرب بكل دولهم و توجهاتهم، و ربما تتمسك اكثر بالارض في المناطق التي لها القوة و النفوذ من جهة، و تكون لها اراء و مواقف لا تكون لصالح العرب من الجهة الغربية للخليج من جهة اخرى . اي اصبح الصراع الايراني الاسرائيلي اقل حدة و يُخفف بريقه بشكل مباشر و فجائي على الرغم من الادعائات المعاكسة من قبل الطرفين ، فالتغيير الحاصل في توجهات ايران و ما تفعله مع الغرب لا يمكن ان تنجح فيه دون التواصل مع اسرائيل بشكل غير مباشر، او على الاقل التحفظ على ممارساتها او التوقف عن معارضتها . نحن نتكلم على البنود العلنية للاتفاقية الجارية بين ايران وا لغرب ، و اسرائيل لا يمكنها ان لا تكون متطلعة على تفاصيل الاتفاقية او البنود السرية فيها، التي بحثت من تحت الطاولة او وضعت فيه لحين التطبيق . بعد مدة قصيرة ستظهر للعلن نوايا الجانبين و ما تفرز من الاتفاقية و ردود الافعال ازاءها من قبل دول ذات الصلة و القريبة من ايران، و ما تفرز من الاتفقاية من التداعيات المؤثرة على وضع الدول العربية في المنطقة ، و عليه، الدول العربية، هم الان في فترة حرجة لا يعلمون ما يجري و ما وراء تلك الاتفاقية و ما تخططه الاطراف على المدى البعيدو انهم على دراية بان اية اتفاقية غربية ايرانية يمكن ان تعيد دور ايران القوي الشاهنشاهي بشكل او اخر . غير ان الجميع و الدول العربية في مقدمتهم على العلم و بعد التعمق فيما يمكن الوصول اليه على المدى المنتظر، فان كل الطرق تؤدي الى كامب ديفيد ثانية، اي اتفاقية عربية اسرائيلية شاملة شبيهة بما عقدت بين اسرائيل و مصر و بعدها ما جائت اخريات العلنية منها من قبل اردن و المغرب و السرية الموجودة بين دول الخليج و اسرائيل، و ستطفو الى العلن بعد ان تفرض الضرورات نفسها . ما تدفع به هذه الاتفاقية الايرانية الغربية هو اختلال التوازن بين ايران و الدول العربية، ان لم تفعل الدول العربية بذاتها ما تعيد الى نفسها الثقل او التفرغ من ما هي فيها من الاوضاع المتردية نتيجة الاضطرابات و التششت التي تعيش فيه، و هي غير آمنة داخليا و خارجيا، فانها ايضا، ستكون مضطرة بالتعلق بالقشة لتنجو من الحال المزري التي تعيش فيها ، و خير وسيلة هو الضمان الخارجي، و التقوية من خلال ارساء سلام آمن دائم مع اسرائيل بشكل من الاشكال لتؤمن ظهرها و تتمكن من الصراع مع ايران بشكل مفتوح و هذا ما يريده الغرب و اسرائيل على حد سواء . فان ما دعا اليه ا رئيس الولايات المتحدة الامريكية اوباما الدول العربية و الخليجية بالاخص الى اجتماعات في كامب ديفيد له فحواه الظاهر و الباطن، من حيث المكان و الزمان و مضمون الاجتماع، و الا ليس هناك داعي لاجتماع في وقت و مكان له خصوصية للمنطقة و ما حدث فيها و في كامب ديفيد . اذا، ما يلوح في الافق هو ظهور بوادر تواصل عربي اسرائيلي في الوقت الذي يمكن فرض التحفظ على ايران من ناحية العلاقات مع اسرائيل او نظرتها اليها من كافة الجوانب، فتبقى اسرائيل مؤمنة حافظة على كيانها الى ابعد ما يمكن، و لم تكن اسرائيل في وضع او حال افضل من اليوم، نتيجة ما توفرت لها من الارضية للعب بين المتصارعين لخير مستقبلها و مصالحها . اما ما تظهره على العلن ليس الا ذر الرماد في العين، و هي تبدوا ان تُظهر للطرفين بانها غير مستفيدة من الاتفاقية على العكس من الواقع و ما يحصل . كل المؤشرات تدلنا على ان الصراع العربي الاسرائيلي من جهة و الصراع الايراني الاسرائيلي من جهة اخرى ذاهبة الى الافول بحكم ما تظهر من النتائج من ما يحصل بعد تطبيق الاتفاقية الايرانية الغربية و من ثم ما تفرض من الاتفاقية العربية الاسرائيلية باي شكل كان، لتتفرغ المنطقة على حالها بعيدا عن ما يمس كل بلد من خارجه . و اننا نتوقع ان تصل عمليات السلام من خلال الاتفاقيات المختلفة المتعددة بين الجهات المختلفة مع اسرائيل الى ذروتها، و لا نعتقد ان تعود اسرائيل الى وضع ما يمكن ان تكون مضطرة الى الحروب و التدخلات المخلتفة، و هي اذا، اكبر المستفيدين من هذه الاتفاقيات المنتظرة . فيمكن ان يقول المتفائلون بان هناك اتفاقيات كامب ديفيد ثانية و ثالثة و رابعة ان تطلبت ذلك المصالح . و لكن لا يمكن ان نجد ااتفاقيات اقليمية بين الدول الاخرى العربية كانت ام العربية الايرانية لتوحيد المواقف مهما حدث من التقاربات الاقليمية او تواصلت مع البعض او تلاقت مصالحهم .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
منفذ المرور الى العلمنة
-
الاعتراف بالخطا فضيلة يا المالكي
-
هل سيتحول الحشد الشعبي الى المهربين ؟
-
على الكورد ان يقفوا مع الامبراطورية الساسانية ام العثمانية ؟
-
سبل انقاذ العراق من محنته
-
هل تتلاقى اليسارية بالتنمية الديموقراطية في العراق
-
القائد الذي لا يُعوض ابدا
-
هل ستبتعد تركيا اكثر عن حلفائها ؟
-
العنف و العنف المضاد
-
كيف يُعوٌض فراغ المرجعية الكوردستانية ؟
-
من جسٌدَ التواكل المذموم في المجتمع العراقي ؟
-
لماذا كل هذه التصريحات في هذا الوقت بهذا الشكل
-
حتمية التغيير بين الفساد و الاصلاح
-
ازدواجية نظرة امريكا الى الارهاب
-
الحروب الدبلوماسية اصبحت على اشدها في المنطقة
-
الشعب الايراني سينتصر لحقوقه
-
امريكا و التعامل مع القضايا الانسانية بسطحية و مصلحية
-
الدول التي انبثقت نتيجة الغزو، و تعاملهم مع السكان الاصليين
-
من يقلب الطاولة على المشروع الامريكي
-
تجليات مابعد معركة تكريت
المزيد.....
-
بعد 45 عاما.. العراق يعتقل قتلة رجل الدين الشيعي محمد باقر ا
...
-
إمدادات الغاز الروسي عبر -السيل التركي- إلى أوروبا تصل لأعلى
...
-
شاهد كيف كان رد فعل أسرة الأسير الإسرائيلي الفرنسي عوفر كالد
...
-
-كلفتنا دموعا ودماء-: تهديد ترامب لقناة بنما يثير ذكريات الم
...
-
الموت يغيّب أسامة الخليفي، أيقونة -الربيع العربي- في المغرب
...
-
تفاقم العنف والاختطاف في اليمن يعصف بالمساعدات الإنسانية
-
دراسة تكشف علاقة الذكريات الغذائية بالإفراط بالسمنة
-
الصحة السودانية: مقتل العشرات في هجوم الدعم السريع على سوق ب
...
-
الحرس الثوري الإيراني يعلن أنه سيكشف عن انظمة صاروخية ودفاعي
...
-
برلماني مصري يطالب الدول العربية بالتوجه إلى مجلس الأمن ردا
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|