جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 4 - 19:55
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
اهمية الغيبيات
عليّ اليوم ان اعترف باهمية الغيبيات او المجهول او الفراغ في صياغة الواقع. انظر حولك ستجد نفسك محاطا بمبني المجهول من الصفر الذي يمثل الفراغ الى التأريخ البشري الذي بالتأكيد لا يبدأ بميلاد المسيح و لا بعد هروب محمد الى مدينة يثرب و لا بالعصور الحجرية و الطباشيرية... بل يبقى مجهولا مع تأريخ الارض و المنظومة الشمسية و هذا يعني ليست هناك ظاهرة دون ان تستقر على خلفية زمكانية (متى و اين او الجغرافية و التأريخ).
هناك المستقبل المجهول و الماضي البعيد و النسيان و هذا يجعل الاهتمام بالمجهول اهم و اعظم من الاهتمام بالمعلوم كالمادة و الطاقة المجهولة (الطاقة و المادة السوداء في الكون التي تشكل الجزء الاكبر بكثير من المادة المرئية).
يتحدد مكان و زمان ظواهر القرآن بتأريخ مجهول كما في قصص العاد و ثمود و الانبياء و غيرها من الظواهر و الشخصيات القرآنية لذا تبرز ظاهرة المجهول (يوم القيامة) والغيبيات (الله) و (الوحي) كما في القصص الخرافية لانك اذا استطعت تحديد و تعريف الله تحكم عليه بالموت و لا نعرف ايضا متى يأتي يوم القيامة و ما هو اليوم الذي يسأل الله الجهنم هل امتلأت؟ و لا نعرف كيف و متى انتقل محمد بالليل من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى و لا نعرف المدة التي استغرقت السفرة. يبقى الزمن مجهولا على طريقة (كان يا ما كان ـ في قديم الزمان) كما في قصص الف ليلة و ليلة لربما لصعوبة تحديد الزمان و المكان او لان الزمكان ليس مهما (عدا قصة خلق الكون في ستة / سبعة ايام) او تحديده تقضي على سحر و جاذبية المجهول.
اما اليوم و بعكس الماضي فان مسألة التأريخ و الجغرافية اصبحت معروفة و محددة على الكرة الارضية اذا اردت السفر (بالطائرة) لتتحول الى وحدة نقدية او مالية يمكن قياسها و لكن اذا كان كل شيء معلوما فسوف تجف منابع العلم لنعيد المصادر الموجودة مرارا و تكراراالى ان تنضب او نمل منها.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟