أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رحاب العربي - التسول مهنة أنثوية.. لماذا؟؟














المزيد.....

التسول مهنة أنثوية.. لماذا؟؟


رحاب العربي

الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 4 - 19:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نساء من كل الأعمار يتخذن من أبواب المساجد و من شوارع المدن والحدائق العامة زوايا ومحطات لتحصيل لقمة عيشهن و عيش من يعيلوهن من أبناء وبنات قصر ، وآباء وأمهات عاجزين عن الحركة..
"صدقة لوجه الله.. أعيل أيتام أعينوني أعانكم الله".. وووو الخ من تلك التراتيل التي يحفظنها لكسب عطف المصلين و المارة الذين يلقي بعضهم بما يفيض به كرمه في يد تلك السيدة، فيما يمر بها آخر مفلس أو سئم تلك التراتيل المكرورة دون أن يهتم بأمرها..
هذه المشاهد للمتسولات من نسائنا العربيات ضحيا ثقافتنا الذكورية لا تخلو منها عاصمة عربية من المحيط إلى الخليج، مشاهد تديننا كمجتمعات شرقية كانت ولا زالت تصر على إبقاء نصفها في حالة شلل كامل، بل تراجع وعينا في ظل ظاهرة الرجيع العربي المستجدة على أكثر من ساحة عربية، الى ثقافة القرون الوسطى و بدأ جزء كبير من مجتمعاتنا يمارس قهرا على المرأة يفوق كل التوقعات ينتهي بحبسها بين جدران زنزانة ومكفنة بظلام البراقع المادية والفكرية التي تجعلها تخاف حتى من نفسها وتعتقد أنها مخلوق نجس ومثير للفتنة يجب ألّا تخرج لمواجهة البشر..
هذه المرأة التي مارسنا عليها قهرا وظلما لم تعرفه مثيلاتها في العالم الآخر، بعد أن نزعنا عنها إنسانيتها وفرضنا عليها جهلا مطبقا وحرمناها من أي فرصة لكسب مهارة تحصيل رزقها دون الاعتماد على الغير، وبعد أن حولناها الى بئر لإطفاء الغرائز وآلة لملئ البطون، وبعد أن قطعنا عنها كل أبواب الرزق، إما بقتل معيلها او بتشريدها من بيتها جراء نزقنا وتهورنا وإرهابنا، ها هي تتسمر كل يوم صباحا ومساء أمام أبواب المعابد وتجوب الشوارع لتحصيل رزقها ورزق من تعولهم بطريقة مهينة ومحتقرة تفقدها كرامتها وتجعل حياتها في مهب الريح ومرتهنة لعواطف ونزق العابرين..
مشاهد تديننا بجريمة في حق نصفنا الذي ظل و سيبقى الى عقود مشلولا بسبب عقولنا المتحجرة التي تعيش على اجترار خرافات ورؤى عصور الظلام، وترفض بإصرار أي نور يبعث الحياة في هذا النصف المشلول، ويجتهد شيوخ الظلام الذين احتكروا في ظل تراجع ثقافة التنوير منابر دور العبادة واستخدموا ما اخترعه مجتمع "الكفرة" -الذين يعدونهم بنار جهنم- من تقنيات للترويج لثقافة الظلام وتحويل الأنثى من إنسان إلى آلة عمياء لا تختلف عن تلك الدجاجة المحبوسة في معمل لإنتاج البيض ، تقتصر مهمتها على أن تكون فراشا لفحل متحجر يغتصبها كلما شعر برغبة في ممارسة نزواته القهرية أو ولادة أطفال يرفعون اسمه أمام أمثاله من عبيد الشهوات ، فضلا عن ملئ بطنه التي تسبقه بمسافات بكل ما لذ وطاب ، وقد يدفعه نزقه وشبقه المرضي واحتكاره للتصرف فيها كقطعة من أثاث بيته المهتري الى تشريدها هي وأطفالها لتجد نفسها مسمرة على أبواب دور العبادة او في الطرقات تستجدي العابرين بصدقة تطفئ بها جوع أطفالها ضحايا ثقافة التخلف التي لا زالت تسير حياتنا فيما العالم من حولنا غادرها منذ أزيد من قرنين..
أيتها السيدات .. أيتها الفتيات .. أيتها الشرقيات المقهورات، ألم تعين بعد أنكن بشر ؟ وأن الله كرمكن في كل شرائعه، وأنكن يمكن أن تحققن حياة أفضل لكن ولأطفالكن حتى بعيدا على ذلك الرجل الذي يرفض اعتباركن من فصيلة الإنسانية، وينتهك ويسرق حقوقكن ويفرض عليكن الجهل ، ويصادر حريتكن باسم الدين والدين برئ من كل ما يلقيه على مسامعكن من خرافات ليس لها أي وجود النصوص المقدسة..؟
ألم يتبادر الى أذهانكن سؤال عن سبب اقتصار مهنة التسول على النساء، وانعدامها الى حد ما بين الرجال!! ألم تدركوا بعد أن ما تعانيه المرأة المستكينة للهيمنة الظالمة والظلامية للذكور على حياتها هو سبب مأساتها التي تنقلها بدورها لبناتها من بعدها!!.. لقد مر زمن طويل أيتها السيدات ورحلت أجيال منكن وأنتن تمارسن سياسة النعامة برضى نفس مرضي بالبقاء أسيرات لجهلكن وخوفكن وتعلقكن بأوهام سرعان ما تتبدد أمام أول حائط مختلق أو طارئ لتجدن أنفسكن متسولات على الأعتاب وعلى النواصي ، فيما حاباكم الله بكل إمكانات تحصيل رزقكن بشرف وكرامة من عقل وجسم وحواس لا تختلف عما أعطاه للذكور الذين يأسروكن كسبايا في البيوت.. لقد حان الوقت أيتها العربية في أي قطر وفي أي مدينة وقرية لتثبتي وجودك كإنسان مستقل كامل الأهلية قادر على صنع الحياة والعيش بكرامة ترفض حياة الأسر والسبي ، تشارك الرجل جنبا الى جنب كندٍ وكشريك فاعل وأصيل وصاحب قرار في صنع الحياة ، كما يجري في بلدان لا يفصلنا عنها سوى مسطح مائي في زمن ألغت فيه تقنية المعلومات الجغرافيا وحولت العالم الى قرية صغيرة يتفاعل كما لو كان أسرة واحدة.. فهلم أيتها السيدات والشابات لافتكاك حقوقكن والخروج من اسر الظلام والتطلع إلى رحاب الحرية والمشاركة في بناء الوطن جنبا الى جنب مع الرجل كشريكات أصيلات في هذا الوطن، لا كسبايا وأسيرات لا قيمة لهن في الحياة .



#رحاب_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب في ليبيا يستبيح هناء البراءة..
- نظرة المجتمع للانثى ك-وباء-
- ماذا عن واقع المراة الليبية يا سيميرة؟!!
- هناك ميادين الجهاد..
- في ليبيا: اسلام بلا مسلمين!!
- عشاق الخوازيق يسدون الطريق
- قمع الرأي ثقافة عصية على الزوال في ليبيا !!
- الاخوان في ليبيا.. بعد السلطتين التشريعية والتنفيذية يسعون ل ...
- تساؤلات أمام جريمة بنغازي المروعة
- السعودية تمنع الدعاء على اليهود والنصارى !!وماذا تبقى لهم؟
- مشهد ديمقراطي بمقاس حزب العدالة والتنمية .
- مرسي يستنسخ مسرحية القذافي -السلطة بيد الشعب- !!!!
- الاقطاعيون الجدد يبددون تضحيات شهداء ليبيا..
- الشرق الاوسط..بوق للنكرات!!
- حكومة عرف الديك الليبية
- الشعب يريد.. طاغية جديد
- ظاهرة القذافي ..أسطرة الأزمة والهروب من المسؤولية
- سيف الاسلام..صمت دهرا ونطقت كفرا؟؟


المزيد.....




- بي بي سي 100 امرأة 2024: من هن الرائدات من المنطقة العربية ع ...
- البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال ...
- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رحاب العربي - التسول مهنة أنثوية.. لماذا؟؟