أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 11 ج2














المزيد.....

الشرطي عريف 11 ج2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 4 - 09:21
المحور: الادب والفن
    


إنها العاهرة الأبرز في المدينة لا تتردد أن تعترف أنها كذلك ولكن فقط أمام من لم تكن أمه أو أمها عاهرة ...عجيب كيف يتورط البعض بأستفزازها وهو يعلمون أن جل تاريخهم معها بزمنه ومكانه ,يسألها البعض لم لا تركدين في دارك وتنتظرين السماء أن تبعث لك ما في النصيب ,ترد بسخرية لاذعه لقد نفذت حبال السماء ولم يبقى هناك من سلال مدلاة ... فقط بعض الفتات لأبناء العواهر والمسعدات الذين يمارسون العهر تحت خيمة الشرف ..عهر الأكواخ مفضوح وذو رائحة نفاذة مثل رائحة الثوم يفضل البعض عليها النعناع ,الثوم أكثر فائدة وأجدر أن يكون رفيق الإنسان.
فتنه التي تحولت من ساذجة لا تعرف حتى كيف يمكنها أن تختار لون ثيابها عندما حاولت أن تتذاكى وتستدرج بعض الشباب من ليس له خبرة بأمل أن تستحوذ على ما لديهم من مال ,زجرتها بشدة ...
_حرام أيتها العاهرة الفاشلة أن تلوثي ثيابهم البيض وتفسدي أحلامهم .
_ولكنهم سيفعلونها اليوم أو غذا .
_وليكن مع غيرك لا تكوني أنت الخطوة المرة واللعنة الأولى تصوري أن كل واحد من هؤلاء هو أبنك وأنت الأم كيف يكون شعورك وأنت ترين من يستدرجه للخطيئة .
_ولكن أنا لست أمهم .
_وأنا أيضا لست بأبيهم ولكن لنا أنت وأنا قلب يختزن الأمومة عميقا .
نجحت بقوتها أن تمنع أم رزاق أن تكون فتنة حقيقة وعلمتها أن الحياة يجب أن تسير بمذاق طيب حتى نشعر بالمتعة لذيذة ,صوبي سلاحك دوما نحو رأس الظالم ليس لتقنليه ولكن لتمنعي الظلم الذي ينخر فيه أن يخرج منه ,وليس في كل وقت عليك أن تفعلي هذا فقط عندما تتيقنين أن السهم قادم إليك لا محالة ,قاتلي ولا تموتي جبانة ,لا يوجد إنسان قوي وأخر ضعيف ,بل هناك من لا يعرف كيف يدافع عن نفسه .
من كان يظن في المدينة أن حسنة تموت هكذا دون صراخ ودون مقاومة لا يمكن أن تستسلم هذه النمرة الجريحة المتوثبة للخنق لتسلم روحها فورا وبدون ضجيج ,حتى المعاون أدرك أن القضية أكبر من عملية قتل بسيطة إنها جريمة مركبة خاصة بعد أن أستدعى أم علي وفتنة وأم كريم جارتها الأثيرة زوجة العم غانم العاجز ,كانت المرحومة شديدة التحسس من كل شيء وهي تعرف تماما أنها معرضة للغدر وأن كثيرا ممن في المدينة يتمنى رحيلها مبكرا .
السؤال الأهم لماذا الآن وبعد أن هدأت الأمور وحتى أنها لم تخرج من بيتها إلا نادرا ,لم تعد تذهب للسوق ولا تخرج كباقي النساء إلى حيث تتجمع عادة كل النساء في المناسيات والأفراح والأحزان , من كان يعرف أن عريف لا يعود من مهمته قبل يوم من الحادث ,أسئلة وأجوبة حائرة وكل من أستدعي للتحقيق أكد شيئا ونفى أشياء المؤكدة أنهم كانوا يتمنون موتها ولكن ليس على يدهم الأفضل أن تقتل عدوك بيد عدوه البعيد لتنجوا من الشرارة التي يطلقها الصراع من أن تحرق شيئا منك .
عريف يتذكر مع رئيسة المعاون كل اللحظات التي سبقت سفره ومن كان يتابعه ومن عرف ,الغريب أن الواجب الذي ذهب من أجله لم يكن معروفا فقد تم تكليفه مساءا وذهب ليخبر والدته وسافر يحمل أمرا إلى المديرية العامة في بعداد دون أن تحدد له مهلة ما للعودة ,يسلم الأمر وينتظر الجواب ليأت به كان هذا الأمر خاصا بنقل المعاون السابق ورئيسه الخاص تحديدا ,لا أحد له مصلحة في سفر عريف .
يقول حاج محمد أن حسنة في وقت ما كانت مصدر قلق كل رجال وشباب المدينة ولم يجرؤ أحد أن يمسها بشيء حتى أن البعض برغم كرههم لها يقف يناصرها أحيانا كي يتجنب أن يكون التالي في التصادم معها ,لا يمكن أن يكون القاتل من هنا من أهل المدينة ولا مصلحة لأحد أن يأت من خارج المدينة لينفذ جريمة لا داع لها وكيف لغريب أن يفلت من عيون تترقب وتتحسب من كل قادم غير معروف .
لا شيء يقود لشيء وتيقن المعاون أن القضية المنظورة أمامه قد حبكت فصولها بخبرة عليم ,لم يترك الجان بصمة أو خطأ بالتنفيذ لا أمل بالعثور على دليل وكل الذين يمكن أن يكونوا محل شبه تبددت الأفكار التي تشير لهم وكأنها مجرد أوهام ,ليس أمامه إلا أن يخبر القاضي بغلق التحقيق مرة أخرى ,مضت تلك الليلة وهو يشعر بأنه عاجز عن مواصلة نجاحة المتوالي في كشف الكثير من الأسرار ومنها قضية فضيلة وناجية وغيرها ,ما نسي شيء واحد أنه برغم خبرته وذكائه لم يكن ناجحا لولا عفوية الشرطي عريف وبعض الأسرار التي أباح له بها وأدت إلى كل هذا البريق اللامع .




#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرطي عريف 10 ج1
- الشرطي عريف10ج2
- نصوص صوفية بطعم الحرية
- الشرطي عريف 9 ج2
- الشرطي عريف 9 ج1
- الأدب والفن وعلم الأجتماع
- الشرطي عريف 8 ج1
- الشرطي عريف 8ج2
- ظاهرة التجدد الأجتماعي ومشكلة القيم.
- الشرطي عريف 7 ج1
- الشرطي عريف 7 ج2
- الشرطي عريف 6 ج1
- الشرطي عريف 6 ج2
- الشرطي عريف 5 ج1
- الشرطي عريف 5 ج2
- الشرطي عريف 4 ج1
- الشرطي عريف 4 ج2
- الشرطي عريف 3 ج1
- الشرطي عريف 3 ج2
- الشرطي عريف 2 ج1


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 11 ج2