أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاضل الخطيب - سلطان باشا الأطرش ينحني أمام هدى!















المزيد.....

سلطان باشا الأطرش ينحني أمام هدى!


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1326 - 2005 / 9 / 23 - 11:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لقد أثبت أخو هدى التعيس انتماءه العربي الحق ! وعاد إلى أكثر من خمسة عشر قرناً للوراء, عاد إلى رمال صحراء الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة! ومسح ً العار ً الذي لحق بهذه الأمة التعيسة وصار نظيفاً أصيلاً فخوراً بهذا الأصل.
بقدر ما أحزن على ذبح هذه الشابة الحرة الشريفة أحزن وأشفق على عقول أناس يحشوها التبن من هذه الأمة العريقة بكذبها ونفاقها وغزوها وبطشها وتخلفها, هذه الأمة التي صارت عبء على الإنسانية وحضارة الإنسان !
أخو هدى عاد إلى ربعه الخالي بعجواته وبعيره وبوله الشافي! إنه أمين على تراثه البدوي الهمجي الدموي !
لقد كانت هدى تصرخ بصمت أمام شجاعة جبناء العصر وحثالته !
وكانت تدرك هدى أن سلطان باشا الأطرش القائد العام للثورة السورية الكبرى وأكبر شخصية وطنية درزية في العصرالحديث تزوج ابنه منصور الأطرش من خارج الطائفة – من مسيحية !, وكانت هدى تدرك وتعلم أن الأمير عبدالله الأطرش الشخصية الإجتماعية الكبيرة عند الدروز تزوج قبل عشرات السنين من خارج الطائفة – من امرأة مصرية مسلمة سنية !, وكانت تعلم هدى أن فخر الدين المعني الثاني أول من أطلق شعار الدين لله والوطن للجميع قبل مئات السنين وكان درزياً!, وتدرك هدى أن أكبر شخصية دينية مقدسة عند الدروز هو الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي والذي كانت أمه مسيحية مصرية !, وتعرف هدى كما يعرف الجميع أن آلاف وعشرات الآلاف من الدروز الذين يعيشون في المهجر تزوجوا من أجانب وأجنبيات ومن خارج الطائفة !, ولا يخفى على أحد أنه في داخل الوطن عشرات من الأمثلة التي لم تعطي الشجاعة لأن يحاسب أفرادها بهذا المنطق !
عشرات الأمثلة كانت هدى تدركها والتي تتعارض وتنفي سلوك أخوها الضحية قبلها.
إنه أبعد ما يكون عن إله المحبة والعقل إن كان مؤمن, إنهم كائنات حية وأصفار ونعاج لإله الدم والثأر الذي لا يمتّ بصلة لإله الدروز ولشجاعة الدروز !.
أكاد أجزم وأنا لا أعرف هدى ولا أسرتها - وقد تركت بلدها قبل أربعة وعشرين سنة أحسبها الآن سنين ضوئية – أنها كانت من أشجع الرجال ومن أشرف النساء والرجال, وأنا أرى في وضاعة هذا ً الأخ ً حضارة الزرقاوي وثقافته !!وأكاد أجزم أن هذا المسكين قد تربى ولعشرات السنين على ترديد الشعارات التي تفدي إله الوطن وزرقاويه بالدم الفاسد! إله المزرعة وكلابه بجزماتهم وبدلاتهم وهو ليس سوى جزء من قطيع الخرفان الذي لا يجيد غير الثغاء وراء الحمير التي تقود القطيع في المزارع الوطنية التقدمية اليعربية !
منذ بدأت حلاقة ذقني لم أكن فخوراً بهذه الأمة الممتدة من محيط أمير المؤمنين غرباً حتى خليج الزرقاوي شرقاً وكنت بالمقابل أشعر بفخر فيه خجل أحياناً بانتمائي إلى بلد هدى وسكان بلد هدى وطائفة هدى !
وقد قالوا الكثير وكتبوا عن الدروز وأصلهم, فمنهم من قال أن الدروز ميديين أو من بقايا الصليبيين أو يهود أو مسيحيين أو أكراد أو من سكان المريخ...! لكن أكثر الدروز وعاقليهم – وربما في ذاكرتهم سيوف الردة وجزاء المرتدين والبدعيين الكفرة – أصروا إلاّ أن يكونوا عرباً أقحاحاً !.. فخراً للدروز بعروبتهم !.., وقد أثبت ذلك أخو هدى وعليه الآن أن يثبت سلالته من لحية عثمان وكتبه وخزعبلاته, ويمتشق السيف الذي هو أصدق من الكتب ويأكل سبعة تمرات كل يوم ويتداوى ببول البعير ويستحم ويتيمم في رمال صحرائه الطاهرة, عليه العودة للجذور فقد غسل العار الذي تخيله في جمجمته الخاوية, وهل يعرف تاريخ الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة الغسل بغير الدم !
متى يتذكر أبناء وطني وبلدي الصغير الطهر رغم أن الكثير منهم يغوص في القذارة كما يغوص الوطن الأكبر!
إن شبحاً يجول في بلادي البعيدة عني أو البعيد عنها أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر, شبح الزرقاوي ومسبحة عثمان ونعيق الحجاج وإبله وخرفانه, شبح حضارته وغزواته وسباياه وجنته بحواريها وغلمانها, شبحهم المخيف يجول على أطراف بلادي!
أخو هدى وأشباهه وأشباحه العربية البدوية الهمجية لم يستطع ولن يستطيع أن يحمي ما بين أذنيه الطويلتين...
هذه الأشباح ً الكائنات الحية ً لا تستطيع أن تتجاوز في مفهومها للشرف المسافة الممتدة من سرّة المرأة حتى ركبتها وقفلها بالشمع الأحمر ! هذه ً الأسود ً – النعاج – تسقط من حساباتها كل الاعتبارات الأخلاقية الأخرى, المهم أن يجيدوا التصفيق والنعيق, أن يجيدوا الثغاء والمواء والرياء سواء في مظاهراتهم أو في بيعاتهم النفاقية, المهم أن يناموا مرتاحي البال مطمئنين للشمع الأحمر وللقفل !.
أناشد مثقفي محافظة السويداء ومثقفي الطائفة الدرزية وقبلهم أناشد نساء الدروز وأقول لهم نظفوا حظائرهم التربوية قبل أن تفسد روائحهم جمال أرض بلادي !!
إن المثقف الصامت – ولا أقصد حملة الشهادات – الآن هو أميّ متخلف وجاهل تافه !
إن البنات والنساء الصامتات الآن لسن سوى أصفار تضاف إلى أصفار وخرفان المزرعة الوطنية التقدمية العروبية, إنهم أصفار تضاف إلى أصفار الأمة العربية الواحدة الخالدة والتي تزيد على مائتي مليون أكثر أصفارها على اليسار !!.
لقد كانت هدى تمثيلاً وصورة لفخر الدين المعني الثاني ولسلطان الأطرش ولكمال جنبلاط وللشيخ محمد أبو شقره, وكانت شجاعة جريئة حرة مثل صبايا معركة المزرعة ضد الاستعمار الفرنسي, كانت جزمة هدى أكثر شرفاً وشجاعة من جزمات الضباط القادة الفحول في حزيران وفي لبنان !
اختزلت هدى شجاعة المرأة وجرأتها وأبسط حق لها في الحياة وهو حريتها الشخصية, لكن همجية الأصفار وثقافتهم كانت أقوى من جسم هدى, أدركت هدى أن العيش يعني أن تحب بغير حدود, بغير حذر, بغير تفكير بالثمن, كان يكفيها أنها كانت عاشقة واكتشفت أنها محبوبة, وأكاد أجزم أنه لا يوجد الآن في محافظة السويداء كلها محبوب أكثر من هدى !
رفضت هدى أن تكون جارية لعثمان أو عبدة لمعاوية, رمت جرائده وغنائمه وغزواته وكفرت بنعمة معاوية وقصوره, اختارت صديقها وحبيبها وزوجها وكان هذا ثالوثها المقدس الذي يختلف عن ثالوث أخوها وهو يجتر كلمات الروح والدم والخرفان لأبيهم وابنه ًولثقافته المقدسة ً !
إنني أشعر - وآمل أن يكون ذلك صحيحاً – أن هدى أبو عسلي صارت الهدى لكل أبناء المحافظة الشرفاء حقاً, هدى لحاملي القيم الإنسانية حقاً, وصرخة في وجوه الفحول المخنثة !.
خلال الخمسين عاماً المنقضية من عمري لم أسمع من أي رجل دين درزي كلام يحث على القتل والدم, ولم أسمع أو أقرأ أن دينهم يحث على ذلك, بل تاريخهم يؤكّد على المحبة, ولم أسمع من شيخ دين درزي واحد دعاء ً اللهم اقضي على.., اللهم اقتل...., اللهم يتّم أطفالهم ...., الهم رمّل نساءهم ...., ولم يستعملوا السيف ولا آياته إلاّ في الدفاع عن وطنهم وعن وجودهم ولرد العدوان عنهم !.
إن هدى تناشد رجال الدين ً ومشايخ العقل ً بالموقف الإنساني الروحاني الربّاني الصريح والواضح, ليس فقط لإدانة مثل هذه الجريمة بل لفرض عقاب ديني ً حرم ًوعزل أسرة هدى وأشباهها من كل علاقة مع الطائفة وحتى طردهم إلى حيث الرمال والبعير والتمر وثقافة أخلاق الصحراء ً المقدسة ً ! يجب وضع حدّ ديني لعدم تكرار مثل هذا واعتبار القتل جريمة دينية أيضاً!
على رجال الدين الكبار اتخاذ موقفاً واضحاً صريحاً لأن دم هدى تطاير جزء منه وحط على عمائمكم فاغسلوها ليس بالسيف وإنما بالقلم والحلم, اغسلوا هذا العار عن الطائفة قبل أن تزداد بقع الدم وتزداد الإشارات إلى العمائم وإلى الحاكم !!.
أما الحديث عن القضاء والعدل السوري الوطني التقدمي وأجهزته ومحاكمه فقد يكون كلام في صحراء الإبل وثقافته, فهو يزن ويعدل بقسطاط السلف المقبور منذ أكثر من خمسة عشر قرناً..., على القضاء أن يخرج من كهف القرون ويعدل روزنامته وتاريخ توقيع قراراته ! على هذا ً العدل ً أن يكفيه فتاوى لخدمة المزرعة وضباعها, عليه فتح أبوابه للشمس وللحضارة الحقة!
إن الظلم والقهر يسكن ويعشش في قصور ومحاكم عدل سورية الوطنية التقدمية اليعربية !
سلطان باشا الأطرش ترجّل عن ظهر حصانك قبل فوات الأوان, فالذين يرفعون صورك في مضافاتهم إلى جانب صور جنرالات الدم وخرفانها, باعوك وباعوا مبادئك وقيمك يا أبا الثوار والقيم !
سلطان انزل صورتك من مضافاتهم لأنهم نجّسوها وابصق في وجوههم وعلى ثقافتهم وثقافة أسيادهم !
غياب صوتك يا سلطان صارت الخراف أسوداً وصار وطن ثورتك مزرعةً وأبناؤك لحقوا القطيع !!
سلطان ترجّل وقبّل وجه هدى قبل أن ننساك وتنسانا !

هنغاريا, بودابست 14 / أيلول / ‏2005‏‏ د. فاضل الخطيب



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاضل الخطيب - سلطان باشا الأطرش ينحني أمام هدى!