أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - زينب علي - برمجة المراة














المزيد.....

برمجة المراة


زينب علي

الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 4 - 00:51
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


في مجتمعنا يضع الرجل قوانينه الذكورية على المراة وتفاصيل حياتها بصلافة. يرسم لها تاريخها, يومياتها, مصيرها وكل شي بسطوته المستبدة. ينتزع منها ارادتها , قوتها واحلامها بقوة ومن غير ان تشعر حيث تمت برمجتها منذ نشوء السطوة الذكورية بان هذه هي الطبيعة البشرية. امراءة ذليلة عليها ان تسمع وتطيع اما اذا رفعت صوتها عاليا, يشار اليها بالبنان بانها شاذة او متمردة على القوانين الطبيعية.
غالبا ما نجد المراة تعاني من الحرمان المادي, الصحي والتعليمي ويزج بها في زيجة ماساوية لا تساعدها في شيء سوى اثقال كاهلها بعدد من الاطفال وخدمة طوال اليوم لاتجازى فيها شي سوى الاشارة لها ب امراة وهذا واجبها. من سخرية قدرها ان كل عيوب المجتمع المصنوع على ايدي الرجل تنسب اليها. فشل اولادها ينسب اليها والقول العراقي الشهير (تربية نسوان). اما اذا كان الابن جيدا فتكون الاشارة(ابن رجال او تربية رجال). لا اعرف كيف يكون حكم كهذا على سلوك الطفل السيء لامه والجيد لابيه. فشل بيت الزوجية ينسب للزوجة لانها لم تحافظ على بيتهاو تحتمل ارهاصات واعتداءات زوجها السكير او ذي العلاقات المتعددة.
اما خيانة الرجل لزوجته فدائما يوجد لديها مبرر واحد كانه قطعة بيتزا جاهزة للاكل متى ماشاء المجتمع الجائع للنفاق, وهو اهمال الزوجة, وكانما هذا الرجل ملاك كامل الصفات قد حولته هذه الزوجة المركونه في البيت للخدمة وانجاب الاطفال الى شخص اخر هارب من جحيم البيت لاخرى.

الاسخف بالنسبة للمراة هو اهانتها مقبل غيرها من النساء. فاغلب الرجال الذين يقومون بخنق نساءهم وبناتهم واخواتهم في الجلوس في البيت وعدم العمل وغيرها من النشاطات, ان تراه يهينها عندما يرى امراة اخرى قوية وتؤدي عملا محترما وكانما هي من اختارت مصيرها لا هو. ازدواجية الشخصية العراقية التي نلاحظها في كل مكان من حولنا.
في احدى النقاشات الكثيرة التي تدور في هذا الخصوص كنت اساءل عن عدم السماح للابنة ذات الثلاث عشر سنة بالذهاب للمدرسة فصعقت من جواب والدتها بانها بنت وليست بحاجة للدراسة. عملية اقناعها بوجوب الدراسة كي تكون قوية وتعتمد على نفسها ويكون عملها سندا وهوية لها تم نفيها بانها عندما تتزوج سينفق عليها زوجها. مايؤسفني هو محاربة النساء لحقوقهن واقتناعهن بانهن اقل مقام من الرجل. هذه البرمجة التي صنعا الرجل ليمارس تمرده عليها بحرية وليمارس شوائبه بلا قيود.
رايت نساء في مناطق نائية يقمن بكل انواع الاعمال المرهقة. يضعن اكوام الزرع الاخضر الثقيل على رؤوسهن, يحملن قناني ماء ثقيلة, يدتبرن امور تربية الحيوانات. ملابسهن ممزقة واغلبهن حفاة. تحكي اعينهن مأساتهن والامهن ويتسارعن لذرف الدموع عندما تسالها كيف حالك.
احداهن تحمل طفل اقل من سنه على يدها مع حملها, اما الباقون فيتدرجون من سنه لاكبر خلفها. لايهم عددهم فبامكانك حسابهم ككل سنة او سنة ونصف طفل, الى ان تبلغ سن الياس. تحولت المراة الى معمل لانتاج الاطفال ولادارة البيت والاهتمام بالبشر والحيوانات سوية. وفي المقابل رجالهن يتكئون في المجالس الرجاليه ليتناقشون في امور ثانيه تلهيهم كرجال.
الغريب في الامر انهم يتكلمون عن الرجولة والشهامة. بينما تعاني زوجته الامرين لاجل ان تصنع له خبزا ياكله نهاية السمر مع الاصدقاء. احدهم يرغب بزواج ابنة صديقة الجميلة بغض النظر عن موافقتها بينما يستكثر على ابنته الذهاب للمدرسة وتعلم الحروف.
مااكتبه ليس ضربا من الخيال. ولا اسطورة قرأتها, بل واقع رايته ولمسته ولدي الكثير. لان معاناة المراة في بلدي كثيرة وكبيرة. كبيرة جدا اكبر من ان اسطرها بسطور قليلة.



#زينب_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواجهة مع رجل صالح
- قصة قصيرة (بسمة)
- في يوم المرأة.. كيف نحتفل ونحن سبايا
- إسرائيل و-شرعنة- انتهاك القانون الدولي الإنساني


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - زينب علي - برمجة المراة