احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4764 - 2015 / 3 / 31 - 10:49
المحور:
الادب والفن
** بعد عشر سنين من رجمه بالحجارة و النفايات من قبل أبناء المدينة على أثر جدال دار بينهما بحضور حاكمهم و علية القوم ..هرع الى منزله المتهرئ جريحاً متعباً ليعتكف فيه الى آخر حياته ، يقتات على ما تجود به يداه في من زراعة في حديقته المتواضعة و من تمرات نخلة البهراب الشامخة والمزروعة من قبل جده المتوفى ..
سمع لأول مرة بعد اعتزاله الكلي للناس و لا ينظر اليهم حتى من ثقب الباب ،بعد تلك الفترة الحرجة من المقاطعة و الكراهية ؛سمع طرقات خفيفة بل مهذبة على بابه المصنوع من جذع النخل و جريده .. استعد لفتح الباب بخطى ثقيلة و في رأسه تتدافع أسئلة كثيرة غالبيتها يعمُّ عليها التشاؤم بسبب لما لقيه من الأذى من أخوته السيئين من الرجم و التنكيل و لولا لطف الله تعالى لكانت عظامه الآن نخرة في أحدى المقابر القديمة..
همّ بفتح الباب فاذا نفس أولئك الذين رجموه بوجوه رقيقة مستبشرة وكأن كلُّ واحد منهم يحمل في قلبه سلّة من الفواكه يانعة مغطاة بالزهور الملونة .. وقف أمامهم كأسد سقيم بعينين جاحظتين و بدن هزيل وأسمال بالكاد تغطيه بدنه .. بُعيد توقف يسير،نطق بثقة عالية بالنفس:
- ماذا تريدون يا أخوتي ؟
كلام بسيط .. و لكن .. و كأنّ سقف السماء نزل على رؤوسهم ..برعدها و رعيدها ،وبدا كلُّ واحد منهم ينظر الى بعضهم و سحابة التعجب على وجوههم .. و لابدَّ من الإفصاح فالتعجب لا يصل بهم الى النتيجة ، هنا قالوا بصوت واحد :
- نريدك مختاراً لنا ..
و أجهشوا بالبكاء...
نظر الى وجوههم و قد اكتسح الشيب بعض الوجوه ،وغزا السواد وجوهاً اخر.. و غابت عنه آخرون.و ترقرقت الدموع في عينيه..الكل في وجوم قريب من الغيبوبة..
و أعيد الصوت منهم بخفوت يرتديه التوسل:
- نريدك مختاراً لنا ..
نظر اليهم ثانية ..فأوجس في نفسه خيفة منهم !و لكنّه كان مهيوباً ، و قال:
- أجل .. ولكنّي أحتاج الى غيبوبة أخرى عن هذه الأمور لبعض الوقت !! ..
احمد الحمد المندلاوي
بغداد - 23/11/2014م
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟